الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"المركبات الملكية".. جولة بصحبة الملوك والأمراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إطار الخطة التي تنتهجها وزارة الآثار والسياحة في ترميم وإعادة إحياء المتاحف والأماكن الأثرية، شهد متحف المركبات الملكية ببولاق، اليوم الأحد، زيارة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، للوقوف على آخر مستجدات أعمال مشروع تطويره وترميمه تمهيدًا لافتتاحه، وذلك بعد توقف عمليات الترميم منذ أحداث يناير 2011، ثم تم استئناف أعمال التطوير في عام 2017.
وشمل التطوير إعادة تأهيل المبنى وتدعيمه إنشائيا وترميم الواجهات والانتهاء من التشطيبات المعمارية وتجهيز قاعات العرض الخاصة به، وتزويده بأحدث نظم الإضاءة والإطفاء ضد الحريق والتأمين والإنذار ضد السرقة، بالإضافة إلى معمل للترميم مجهز بأحدث الأجهزة العلمية المستخدمة؛ كما تم استغلال جميع المساحات بالمتحف لتوفير الخدمات اللازمة للزوار من قاعة للعرض المرئي لعرض أفلام وثائقية عن المركبات الملكية في ذلك الوقت، وخاصة تلك الخاصة بالأسرة العلوية، وكافيتريا ومصعد لذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي السطور التالية نصحبك في جولة بداخل المتحف::
هل تخيلت يومًا أن تكون بصحبة الملوك والأمراء في أحد المواكب الملكية؟!، في مشهد تتمناه وحولك العامة يملأون الطرقات والميادين وتحيطك الزهور والأشجار من كافة الجوانب، نعم من الممكن أن يتحقق هذا الحلم بمجرد دخولك لمتحف المركبات الملكية ببولاق أبو العلا، والذى يقع على بُعد خطوات من مسجد صاحب الكرامات «مسجد السلطان أبوالعلا» والذى يعتبر من أحد أهم التحف المعمارية بمنطقة بولاق أبوالعلا والتى سميت على اسمه فيما بعد.
فيُجسد متحف المركبات الملكية تاريخ أسرة محمد على باشا، والتى تحتوى على العديد من المركبات النادرة والتى كانت تستخدم في حفلات الزفاف والمواكب الرسمية، وترجع فكرة بناء المتحف لعهد الخديو إسماعيل باشا فهو أول من فكر في بناء مبنى خاص بالمركبات الخديوية والخيول، وسُمى في بداية الأمر باسم «مصلحة الركائب الخديوية» واستمر هذا الاسم حتى عهد السلطان فؤاد ثم تغير إلى «إدارة الإسطبلات الملكية» ثم تمت إضافة بعض التعديلات إليه في عهد الملك فؤاد.
ومع مرور الزمن تطور المبنى وتم تحويله إلى متحف تاريخى «متحف الركائب» لما كان يحتويه من مركبات وخيول وأدوات الزينة الخاصة بركائب الخديو، ولم يقتصر الأمر على مركبات الخيول فقط، بل كان يحتوى أيضًا على سيارات حديثة مثل الستروين والفورد وغيرهما من السيارات العسكرية.
وفى عام ١٩٦٩ قامت محافظة القاهرة بالاستيلاء على معظم المبانى الخاصة بالمتحف وقامت بتحويلها إلى جراج تابع لها، وفى عام ١٩٧٨ تم اختيار أهم المركبات والملابس، والأطقم الخاصة بموكب المركبات الملكية تمهيدًا لعرضها وتم تشوين الباقى.
ويتكون المتحف من مبان عبارة عن حجرات للعربات وإسطبلات الخيول وحجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل وورش للقطار وسكن لمبيت سائقى العربات ومكاتب للعاملين وحجرات للإسعاف، ويتضمن مجموعة من العربات الملكية من طرز مختلفة وقد استخدمت هذه العربات عند استقبال الملوك والسفراء والنبلاء وأهم هذه العربات عربة «الآلاى الكبرى» والتى أهداها نابليون الثالث والإمبراطورة أوجينى للخديو إسماعيل عند افتتاحه قناة السويس عام ١٨٦٩ والتى استخدمها الخديو في زفافه.
ويضم المتحف نحو ٧٨ عربة ملكية ذات قيمة تاريخية عالية، ٢٢ نوعًا منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين بدءًا من عصر الخديو إسماعيل وحتى عصر الملك فاروق الأول، وأهم هذه العربات عربية الآلاى الكبرى، بالإضافة إلى ٧ فتارين و٢٠ دولابا من الخشب والزجاج لحفظ الملابس الخاصة بالتشريفات والأطقم الجلدية المختلفة ومستلزمات من أدوات الزينة الخاصة بالخيل.
ويتميز متحف المركبات الملكية بالاتساع، وكان أحد فناءين يُعد فيه الركائب الملكية أما واجهة المتحف فهى عبارة عن تشكيلات معمارية وكرانيش كبيرة بارتفاع ١٥ مترًا عن سطح الأرض، كما يحتوى المتحف على حليات هندسية رأسية ونماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلى للحصان بالأحجام الطبيعية للرأس وتحلى هذه الرؤوس بأوراق نباتية وزهور، ما يجعلها تحفة فنية نادرة، بالإضافة إلى التابلوهات الملونة بالزيت ومجموعة الرسومات الهندسية النادرة والتى توضح التركيبات الهيكلية أما تابلوهات عرض الملابس فهى عبارة عن إطار كبير من الخشب يحوى داخله ٨ نماذج آدمية بالحجم الطبيعى.
بجولة بسيطة في المتحف تجد أنك بداخل إحدى حفلات الزفاف الملكية أو ضمن موكب من المواكب الدبلوماسية المصرية أو في نزهة بصحبة أحد الملوك أو الأمراء، أو أنك قمت بواجب العزاء في إحدى الشخصيات المصرية العظيمة، فالجميع في موعد لإعادة الحياة لمتحف العربات الملكية ببولاق أبو العلا المغلق منذ أعوام لأجل غير مسمى!!.