الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

انتشار الجرائم البشعة في الشارع المصري.. أبرزها حوادث الخيانة.. وخبراء: الشر تغلغل في نفوس الناس والدراما تغرس قيمًا سلبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتز الشارع المصري في الآونة الأخيرة بالعديد من الجرائم الدموية التي تقشعر لها الأبدان، وعلى مدى الأسابيع الأخيرة تفنن مرتكبو الجرائم في أكثر الوسائل بشاعةً في إزهاق أرواح المجني عليهم، والتي لم تكن تخطر على بال أحد من شدة بشاعتها. 
في محافظة الجيزة، أقدم عامل بمنطقة الطالبية على قتل ابنة عشيقته، متجردا من مشاعره الإنسانية، بعدما اغتصب المجني عليها، ثم "ذوب" جسدها بواسطة مادة البوتاس داخل خزان، وذلك انتقاما من عشيقته التي قررت إنهاء علاقتهما. 
بينما في واقعة أخرى شهدت جدلا واسعا، استأجر صاحب محل في محافظة الدقهلية، عاملا لاغتصاب زوجته لتشويه سمعتها ثم تطليقها بدون الحصول على أي نفقة، وبسبب مقاومتها له قام العامل بالتخلص منها عبر خنقها. 

كما شهدت الأيام الماضية وقائع أخرى لم تقل وحشية، تمثلت في قتل سيدة لطفلتيها خنقا بعد ٤٠ يوما من وفاة ابنها بسبب خلافات مع زوجها بشبرا الخيمة. 
واستعان شاب بأقاربه لتمزيق جسد زوج والدته بالسكاكين قبل إلقائه من الطابق الخامس بسبب اغتصابه لابنة زوجته وحملها منه سفاحا بالبساتين. 
كما أشعل شاب النار في والدته بعدما سكب عليها البنزين، قبل أن يضرم النيران في عمارته السكنية بسبب رفض والدته الزواج من فتاة بالإسكندرية. 

أساسيات الحياة الزوجية 
وقالت الدكتورة رحاب العوضي، خبيرة علم النفس والاجتماع، إن الأزمة وراء تفشي ظواهر العنف تعود إلى تغلغل الشر في نفوس الناس، فلم يعد الأمر يفرق بين رجل أو امرأة، كما أن المتزوجين لم يتم تربيتهم على أساسيات الحياة الزوجية السليمة التي حث عليها الدين الحنيف، وفي ضوء ذلك تعددت وقائع العنف الأسري. 
كما أوضحت أن تراجع أخلاق الزوج في مثل هذه الحالات يرجع إلى انعزاله عن زوجته بسبب عدم مصارحة بعضهما البعض بعيوبهما منذ البداية، حتى تكونت لديهما صورة ذهنية بأنهما معصومان من الوقوع في الخطأ، بجانب أن بعض الأزواج ينغمسون في تعاطي المواد المخدرة التي تُذهب عقل الإنسان. 
وأضافت أن أسس الحياة الزوجية الصحيحة تقوم على الاحترام بين الطرفين وتقبل وجهات النظر المبنية على الود والتفاهم، وعدم الانجراف إلى علاقات مع الآخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها، وهنا يأتي دور الدراما التليفزيونية التي تغرس قيمًا سلبية في نفوس الجماهير، بسبب انتشار مشاهد الخيانة الزوجية والترويج لها، بدلا من تقديم النصح والإرشاد إلى الأزواج ونقل مشكلاتهم المجتمعية وتسليط الأضواء عليها والعمل على تقديم حلول جذرية لها. 

الابتعاد عن الدين
بدورها قالت الدكتورة إلهام شاهين، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، إن الناس ابتعدوا عن دينهم فصار بديهيًا تلاشي الرحمة والرُقي في تعاملاتهم اليومية، مشددة على ضرورة تعليم الناس كيفية التعامل مع الزوج والمرأة وكذا الأب والأم، وهذا كله مبني على الدين وتعاليمه السمحة. 
وأضافت أن هناك ثلاثة مصادر لإعادة تأهيل المجتمع، أولها في الأب والأم في البيت من خلال دورهما في التربية القويمة، وثانيها يتمثل في دور المدرسة فيما يتم تلقينه إلى الأطفال، خصوصا فيما يتعلق بتعاليم الأديان السماوية، أما المصدر الثالث فهو المواظبة على الصلاة في المسجد والاستماع إلى الدروس الدينية التي يتم تلقينها بداخله. 
وأشارت "شاهين" إلى أنه يتحتم علينا إعادة ترتيب أولوياتنا في التعليم، فلا بد أن تكون مادة الدين مادة رئيسية في جميع مراحل الدراسة، فالمسلم والمسيحي كل منهما يحتاج إلى دينه وليس من المقبول انعزالهما التام عن دراسة تعاليم دينهما داخل نطاق المدارس، فنحن نحتاج دائما لمن يذكرنا بتعاليمنا الدينية، كما أن إعادة صياغة العلاقة بين الرجل وزوجته نحو الأفضل تتطلب وجود درجة من التفاهم والمودة بينهما، بجانب إدراك مبدأ الجزاء من جنس العمل، ومن هرب من فعلته في الدنيا لن يفلت من عقاب قانون السماء. 
وذكرت الدكتورة ندى الجميعي، خبيرة تنمية المجتمع والعلاقات الأسرية، إن العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات التي خلقها الله عز وجل، فهو عهد يأخذ على الزوج لحماية زوجته ومعاشرتها بالمعروف ويسمى بالميثاق الغليظ لقوته وما يتضمنه من مودة ورحمة وحسن المعاشرة بين الزوجين وكل ما هو سامي ونبيل في هذه العلاقة. 

قواعد العلاقة الناجحة 
وأضافت أن ثمة قواعد ينبغى أن تؤسس عليها العلاقات الزوجية الناجحة، أولها الاحترام، فمن الممكن ألا يبني البيت على حب ولكن لا يمكن أن يبني على غير احترام، ثانيا المرونة وتقبل رأي الآخر والابتسامة الساحرة وبشاشة الوجه وعدم العبوس. 
وطالبت خبيرة تنمية المجتمع والعلاقات الأسرية من كل رجل وامرأة أن ينظرا للمرآة عند العصبية لرؤية وجيهما وهما عابسين ومخيفين للآخر، كما تقوم العلاقة الزوجية الناجحة بالتقارب بين الزوج وزوجته وعدم الابتعاد عنها لفترات طويلة، بالإضافة إلى الثقة بين الطرفين والاهتمام والمشاركة والاستماع جيدا إلى شريك الحياة ومعرفة ما يدور برأسه محاولا فك العقد والمشكلات وتحليلها معا وفتح صفحة جديدة وبداية حياة أسرية سعيدة.
وتابعت: " يضاف إلى ذلك مهارة الإقناع والحديث، حيث لا بد أن يقترب الطرفان من بعضهما البعض، كما أن الرجل يعشق من تشعره برجولته فهو لا يحب أن يأخذ الأوامر وينفذها وهو على علم بأن زوجته تريد أن تضحك عليه بطريقتها الحانية وتنفيذا لطلباتها، ولكن داخل نفسه يضحك وينفذ كل ما تقوله بحب ورضا". 
وأكملت:" كما أن المرأة تحب من يفجر أنوثتها بالحديث عن جمالها ومفاتنها، فهى كالزهرة كلما أسقيتها حبا وحنانا ازدادت جمالا ورائحة جذابة ونورًا بالوجه وضحكة تنير حياتك بالحب والاحتواء وليس بالصوت العالي، وتشعرها أنها الأفضل دوما في حياتك، ويأتي من بين الصفات المؤسسة للزواج الناجح، التسامح بين الرجل وزوجته وخلق ذكريات سعيدة بينهما والبحث عن الحب دوما، وعدم اختلاق المشكلات خصوصا في السنة الأولى للزواج والتي تعد هى الأصعب بالنسبة للزوجين".