أكد سيرجي تيرتنتييف سفير بيلاروس بالقاهرة أن بلاده مهتمة بمواصلة
تعزيز مع مصر من خلال التعاون البناء والمفيد للجميع في كافة
المجالات، خاصة في مجال التنمية الاقتصادية موضحا أننا نرى وجود إمكانيات لتصدير
مصر سلع عالية الجودة مثل الفاكهة والخضروات والمستلزمات الطبية والملابس والأثاث
والأجهزة المنزلية والمنتجات الكيماوية بينما تسعى الشركات البيلاروسية إلى دعم
التعاون خاصة في مجالي التكنولوجيا والاستثمارات.
وأضاف تيرتنتييف - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - اليوم
بمناسبة العيد القومي لبيلاروس الموافق غدا الجمعة، أن التجارة الثنائية شهدت
تطورا ديناميكيا في السنوات الماضية حيث ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين
بنسبة 30 في المائة عام 2019 لتتخطي 140 مليون دولار، من بينها 116 مليون دولار
صادرات بيلاروسية لمصر وصادرات مصرية لبيلاروسيا بقيمة 26 مليون دولار.
وأوضح أن التأثير السلبي لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)
نتج عنه تراجع طفيف للتجارة بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى مايو الماضي ومع
ذلك نرى وجود إمكانيات لدعم
الصادرات المصرية في السوق البيلاروسي خاصة المنتجات البلاستيكية والحلويات والفاكهة المجمدة والأدوية وبعض
أنواع الخضروات والمنسوجات.
وعن مشروعات التعاون بين البلدين، قال إن بلاده تعتبر مصر بوابة للمنتجات البيلاروسية للمنطقة والقارة الأفريقية وقد تم بالفعل اقامة مشروعات للإنتاج المشترك للشاحنات والجرارات والآلات الزراعية والبناء مؤكدا الاهتمام بمواصلة التعاون مع الشركاء المصريين لتطوير خطوط الإنتاج المشترك.
وأشار إلى التوقيع على عدد كبير من العقود ومذكرات التفاهم لإقامة مصانع تجميع صناعية ودعم التبادل التكنولوجي والتجارة المشتركة في أفريقيا خلال الاجتماع لمجلس الأعمال البيلاروسي – المصري الذي عقد في العاصمة الإدارية الجديدة في فبراير الماضي، موضحا أنه تم الاتفاق على التوسع في إنشاء خط الإنتاج الثاني للجرارات في مصر واستمرار الخطوات التي تهدف إلى إنشاء الإنتاج المشترك لمحركات الديزل بالتوازي مع الجرارات.
وتابع قائلا:- إن الجانبين يبحثان حاليا مشروعا ضخما جديدا وهو تحديث المؤسسات الصناعية المصرية بمساعدة الخبرة والتكنولوجيا البيلاروسية وقد تم تسليم المقترحات حول هذا الملف لتدرسها السلطات المصرية، مضيفا أن مينسك على استعداد لتعزيز التعاون وتقاسم خبرتها في مجال الزراعة، وقد تم تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتعاون في هذا المجال التي من المتوقع أن تعقد أول اجتماع لها بالفيديو كونفرانس في أقرب وقت ممكن.
وبشأن تبادل الزيارات بين المسئولين الكبار بالبلدين، أكد أن زيارة
الرئيس عبد الفتاح السيسي لمينسك في يونيو عام 2019 ثم تبعها زيارة الرئيس
البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للقاهرة في فبراير الماضي، تعتبران حجر الزاوية في
العلاقات الثنائية لأنهما وفرت الفرصة لتبادل الآراء حول العلاقات الثنائية وقضايا
الأجندة الدولية، مضيفا أن تعزيز العلاقات الرسمية والشخصية لزعيمي كلا البلدين
تعطي الضوء الأخضر للعديد من المشروعات في المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والإنسانية
وغيرها.
وأوضح أن هناك زيارات متبادلة بين الوفود على مستوى عال وخبراء من
مصر وبيلاروسيا فضلا عن عقد المشاورات بين الوزارات والمؤسسات الحكومية في البلدين، مشيرا إلى أن السفارة نظمت عدة لقاءات عبر الفيديو كونفرنس بين مسئولين
من البلدين في أعقاب لتفشي وباء كوفيد -19.
وأضاف أنه تقرر العودة إلى أشكال التفاعل التقليدية مع بدء تخفيف
القيود عالميا ونقوم حاليا بالإعداد لزيارات رفيعة المستوى لمينسك لوفود مصرية في
مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والسياحة، مشيرا إلى أنه يتم الإعداد حاليا
لزيارة مجموعة ثانية من الأطفال المصريين لزيارة المركز القومي التعليمي والترفيهي
للأطفال في زوبروناك بنهاية هذا الصيف؛ وقد قامت إدارة المركز باتخاذ كل إجراءات
السلامة الوقائية الطبية.
وفيما يتعلق بالتعاون العلمي، قال إن هناك آفاقا واعدة لتعزيز
التعاون في المجال العلمي والتكنولوجي والفني وتكنولوجيا المعلومات حيث عقدت
الندوة العلمية المصرية- البيلاروسية الثالثة في القاهرة في فبراير الماضي وهناك
تعاونا بين الأكاديمية المصرية للبحث العلمي والتكنولوجيا لتنفيذ مشروعات بحثية
مشتركة في مختلف المجالات.
وأضاف أن شركة الطيران البيلاروسي ( بيلافيا) قررت بدء تسيير رحلات
شارتر هذا الشهر إلى المنتجعات المصرية وهذا ما ينتظره المواطنين في بيلاروسيا
الذين يشعرون بالسعادة للعودة إلي منتجعات شرم الشيخ والغردقة، معربا عن ثقته من
أن الجانب المصري سوف يتخذ جميع الإجراءات الطبية اللازمة لتوفير إقامة آمنة
وممتعة للسائحين.
وأشار إلى أن نحو 258 ألف سائح بيلاروسي زار مصر العام الماضي وهذا يمثل 26 في المائة من جملة السائحين البيلاروسيين الذين سافروا إلى الخارج وهذا يجعل مصر أكثر المقاصد شعبية لدى البيلاروسيين، معربا عن أمله في يشهد هذا العام زيادة في أعدادهم في مصر.
وحول الاتحاد الأوراسي، أكد دعم بلاده للجهود المبذولة لإعداد
اتفاقية للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوراسي التي تضم في عضويتها
بيلاروس مضيفا أن هذه الاتفاقية ستسهم في تسهيل شروط التجارة الثنائية لكلا
الجانبين، معربا عن أمله في استئناف عملية المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية في
المستقبل القريب.
وأوضح أن بيلاروس تحتفل في 3 يوليو بعيد الاستقلال ونشعر بالفخر من إنجازاتها من اقتصاد متقدم تكنولوجيا ومتعدد الأوجه وأنها عضو نشط في المجتمع الدولي وتقدر بشدة علاقات الثقة والتعاون المثمر مع شركائها الأجانب، معربا عن تطلع بلاده للاحتفال بذكرى 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية في أول فبراير عام 1992.
