الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس يوساب: القديس موسى رمزًا للقوة والأمل

القس يوساب عزت
القس يوساب عزت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يستعرض القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينيّة للبوابة نيوز قصة حياة الأنبا موسى الأسود في عيد استشهاده، ويقول يعتبر القديس القوي الأنبا موسى الأسود من أشهر قديسي التوبة؛ فهو رمز قوي للتحول الكامل من حياة الشر والجريمة إلى حياة الطهارة والنقاوة. 
وقال: بالرغم من شرور موسى وحياته السوداء أمام الجميع إلا أن الله الرحوم وجد في قلب موسى استعداد للحياة معه.. فكان موسي من وقت سماعه عن آباء برية شيهيت القديسين وشدة طهارة سيرتهم وجاذبيتهم العجيبة للآخرين.. يتطلع إلى الشمس التي لا يعرف غيرها إلها ويقول لها:(أيتها الشمس أن كنت أنت الإله فعرفيني. وأنت أيها الإله الذي لا أعرفه عرفني ذاتك) فسمع موسي من يخبره أن رهبان وادي هبيب (برية شيهيت) يعرفون الله. فقام لوقته وتقلد سيفه وأتي إلى البرية.
وتابع: في البرية تقابل مع أنبا ايسيذورس وطلب منه أن يرشده إلى خلاص نفسه فأخذه أنبا ايسيذورس وعلمه ووعظه كثيرًا بكلام الله وكلمه عن الدينونة والخلاص، وكان لكلمة الله الحية عملها في داخل قلبه واستكملت فاعليتها داخل نفسه فكانت دموعه مثل الماء الساقي، وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويقلق نومه وهكذا كره حياته الشريرة وعزم على التخلص منها فقام إلى القديس ايسيذورس ثانية.
وأضاف اصطحبه القديس ايسيذورس موسى الأسود إلى الأنبا مقاريوس، حيث طلب منه موسى أن يصير راهبا وذلك بعد بكاءه كثيرا ندما على ما ارتكب في حياته من فواحش، لكنه شرح له متاعب حياة الرهبنة من جهة تعب البرية ومحاربات الشياطين والاحتياجات الجسدية، قائلا له له: «الأفضل لك يا ابني أن تذهب إلى أرض مصر لتحيا هناك»، لكنه ظل ثابتا ومصمما على قراره وأمام هذا قام بإرساله ثانية إلى القديس مقاريوس الكبير أب البرية.
نال موسى المعمودية، ومن ثم اعترف بكافة آثامه وخطاياه ثم ذهب مع القس ايسيذورس الذي ألبسه إسكيم الرهبنة ناصحا إياه بعدم ترك البرية، وأنه في اليوم الذي سيتركها فيه سيعود إلى كافة شروره وخطاياه.
سكن مع إخوته الرهبان في البداية لكنه طلب الانعزال في قلاية منفردة رغبة منه في ممارسة الجهاد الروحي، لكنه عانى كثيرا من الشهوات واستغل الشيطان تلك الثغرات التي كادت تغلبه وتنتصر عليه لولا وقوف الأب ايسيذورس بجانبه، فتشجع وعاد إلى حيث بدأ.
واستطرد حاول موسى أن ينهك جسده القوي بالوقوف في الصلاة والصوم، ومن أجل قمع جسده كان يطوف بالليل بقلالي الرهبان الشيوخ ويأخذ جرارهم ويملأها ماءً حيث كانت قلاليهم تبعد عن المياه من ميلين إلى خمسة أميال، أراد أن يملأ وقته دائما ولا يترك مجال للشيطان، حتى تمت رسامته قسًا بمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23 وذلك عقب وضعه تحت اختبارات عديدة قصد من خلالها الكهنة إهانته واختبار إيمانه ومدى استحقاقه لهذا اللقب، وقد نجح في ذلك.
في عمره الـ75 كان الأنبا موسى يجلس وسط إخوته، فإذا بأحدهم يقول «انظروا إن البرابرة سوف يأتون اليوم إلى الاسقيط فقوموا واهربوا»، فرفض الهروب قائلا «من سنين وأنا منتظر هذا اليوم».
فآبى الإخوة أن يتركوه وحده عدا واحدا قام واختبئ وراء سعفا للنخيل وشهد على الحادث بأكمله، حيث دخل البرابرة وقتلوهم ليستشهد 7 إخوة من بينهم القديس القوي، وقد حدث ذلك بين عامي 392 و400.
واختتم فالقديس موسى رمزا للقوة والأمل،فمن الرذائل والخطايا وحتى القداسة يفتخر الآباء على مر السنين بسرد قصته والاقتداء به.