الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

لأول مرة.. "البوابة نيوز" تنفرد بنشر أسرار عن عائلة عبدالغفور البرعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم مرور أكثر من ربع قرن على عرض مسلسل لن "أعيش في جلباب أبى" من بطولة نور الشريف وعبلة كامل وقصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس إلا أن المسلسل لايزال يلق إعجابا واسعا كلما أعيد عرضه ويتجدد نجاحه لدى الجمهور لما تناوله من أحداث تغوص في عمق الدراما الاجتماعية ويمثل المسلسل أيقونة للنجاح والكفاح الذي يرجوه ويتمناه الكثيرون، استلهم الفنان الكبير الراحل نور الشريف من شخصية حقيقية هى الحاج نادي السباعي والذي التقينا به ليحدثنا عن قصة نجاحه الحقيقية وعن حياته الشخصية بكل جوانبها واطلعنا على تفاصيل تكشف لأول مرة عنه وعن أسرته ورفيقة الكفاح فاطمة كشري كما أطلق عليها في المسلسل، أو الحاجة هانم التي خصت " البوابة " للحديث عن تفاصيل علاقتها برفيق دربها، وعن السمات التي جمعت شخصيتها بالشخصية الأكثر جدلًا التي أدتها الفنانة الكبيرة عبلة كامل، والتي تكشفها السطور التالية:-
في منطقة شعبية بمحافظة الغربية بمدينة طنطا، تعرف بمنطقة الحدادين، التقينا بالحاج نادي السباعي، أحد أهم تجار الحديد والخردة بمصر الجميع هنا يعرفه ويصف مسكنه كأنهم يقربونه، ويتحدثون عنه بأجمل الصفات، فيذكرون مدي كرمه وبساطته وسعيه الدائم إلى مساعدة الغير، حتى انهم يستعينون به في فض أية نزاعات تدور بين أبناء المدينة، وخلف تكوين تلك الشخصية زوجة، جسدت المعنى الحقيقي لمقولة "وراء كل رجل عظيم امرأة" فإنها السيدة هانم أو زينب كما يلقبونها، فهي امرأة سمحة، ودودة خجولة لأقصى درجة، ولكن عند معرفتي لمدي صبرها وتحملها والوقوف بجانب زوجها علمت أنها حقًا تستحق ذلك اللقب الذي يصفوه بها جيرانها وأقاربها.



يحكى نادي السباعي عن رحلته العصامية فيقول: "توفى والدي وأنا كنت بعمر السادسة، وكان لدي ستة أشقاء، وكنا لا نملك شيئا سوى منزل العائلة، فخرجت للعمل مع أشقاء والدي بمجال الحدادة ولكن لم يعجبني العمل معهم، خاصة في ظل المضايقات التي كان يتعمد فعلها أحد أبناء أعمامي، فقررت الاستقلال بذاتي العمل خارج طايتهم، وقمت بالعمل عند احد الحدادين الذين عاملوني معاملة حسنة وتعلمت منهم الكثير، وكنت أتقاضى "8 قروش، وكنت أكل وأشرب وأسكن وأدخر لشراء الملابس، ومع مرور العمر ازدات خبرتي وزاد طموحي للاستقلال، وعند وفاة جدي كان من حق كل فرد من شقائي أن ينال مبلغ يقدر بـ 10 آلاف جنيه من الميراث، وقلت إنه سيتحقق هدفي بذلك المبلغ.
ولكن تفاجأت بأن أعمامي قد أعطونا 46 جنيها فقط، ولكن استعوضت ربي في ذلك وقمت، بأخذ نصيبي وقررت أن استقل في عملي وافتتح ورشة خاصة بي، وبالفعل قمت بشراء ميزان واستأجرت "دكان" وأنا بعمر الـ14 عاما، وانفتحت أبواب الرزق وكان الجميع يفضلون التعامل معي، لأني انتهجت فكرة الأمانة والكلمة الواحدة، وفى يوم ذهبت مع والدتى لزيارة إحدى معارفها ببلد مجاورة لنا، وتفاجأت بأنها تطلب منهم أن يزوجوا بنتهم وكانت فتاة جميلة لي، وتم الأمر بسرعة، وتزوجت "هانم" وأنا أملك 7 جنيهات، وأكرمنا الله بـ10 جنيهات "نقطة الزواج"، وبعدها حصلت على 7 مقاطير وكلني شخص ببيعهم، وكان قد قام بشراء المقطورة بـ300 جنيه، وكان يريد أن يحصل على 400 جنيه، فذهبت إلى رجل وعرضت عليه البضاعة، قال لي سأخد كل الكمية والمقطورة الواحدة ب1400 جنيه، فوافقت على الفور ووجدت نفسي بين ليلة وضحاها امتلك 7000 جنيه، فشعرت أن الله بعت لي "هانم" لتكون وجه الخير على وسبب رزقي، ومن يومها والخير لم ينقطع عني وأصبحت "الحاج نادي السباعي" الذي تريه حاليًا.
وعن قصة شراء الطائرة وأنه أول تاجر في مصر يقوم بشراء طائرة قال: "كنت أدور بدراجتي ببلد تقربنا تدعى "إخنا" وتفاجأت بمساحة أرض كبيرة فارغة وحولها بعض الأشخاص الأجانب وخيمتين، وخلفهم طائرة منكوبة، فاقتربت منهم للحديث معهم، ولكني لم أفهم شيئا كوني لم ألتحق بأي مرحلة دراسية، فاستعنت بأحد الشباب الجامعي ليخبرهم برغبتي في شراء الطائرة، فقالوا له يأخذها بدون مقابل، قلت له أخبرهم أنني سأدفع 100 جنيه، فوافقوا على الفور، فطلبت منهم أن يكتبوا ورقة لتثبت ملكيتي للطائرة، لأنني بالطبع لم أستطع حملها مرة واحدة، فقمت بجلب "عربية كارو" واستغرق تقطيع الطائرة وبيعها، شهرين.



عبدالعفور البرعي الحقيقي
وفيما يتعلق بحقيقة استعانة الفنان نور الشريف به لتجسيد الشخصية بالرغم من أنها رواية للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، قال: أنا عبدالعفور البرعي الحقيقي، في يوم ما كنت في افتتاح محل لإحدي التجار المشهورين، وكان مدعو الفنان الكبير نور الشريف، وتصادف جلوسنا بالقرب من بعضنا البعض، وكان يتحدث إلى أصدقائي ونسترجع ذكريات الماضي وكيف بدءت إلى أن وصلت لما أنا عليه الآن، وتفاجأت أن الراحل نور الشريف كان منصت بشكل كبير لما أرويه، وسألني عن حقيقة تلك الرحلة بالتفاصيل، وطلب مني أن نلتقي مرة أخرى، ومر أكثر من عامين على ذلك الأمر وتفاجأت بطلبه المقابلة في الإسكندرية وتحدثنا عن أبعاد الشخصية وأخبرني أنه يريد أن يحولها لعمل درامي، وبالفعل قام بذلك وظهرت لنا رائعة "لن أعيش في جلباب أبي " التي تجسد رحلة كفاحي مع وجود بعض الاختلافات في الأحداث الدرامية.
وأكمل" بعد عرض المسلسل اتصلت بالفنان نور الشريف ولومته على تجسيد زوجتي بدور بائعة كشري بالرغم من براعة الدور، ولكنه أكد لي أن الموضوع لم يكن سوى ضرورة لوجود حبكة درامية، ولم نقصد رصد صورة مختلفة عن حقيقة زوحتي".
فاطمة كشرى.



الحاجة هانم
وعلى جانب آخر التقت "البوابة" الحاجة هانم أو "فاطمة كشري" كما لقبها المسلسل، لتكشف لنا للمرة الأولى عن الوجه الذي لا يعرفه أحد، وتقول:" أنا بنت عمدة ومش بتاعة كشري"، واستكملت:" منذ اللحظة الاولى التي التقيت فيها "الحاج نادي" توسمت فيه خيرا، ووافقت على أن يكون شريك حياتي وأن أقف بجانبه، وأساعده حتى يحقق طموحه، وهو أيضًا كان ونعم السند والرفيق، وكطبيعة كل بيت نمر بفترات حزن وفرح، ولكن كانت من أكثر اللحظات ألمًا عند معرفتي بزواجه من خطيبته الأولى "زوبة" رحمها الله، وأنه أنجب منها بنتين وولدا، دون علمي ولمدة ثلاثة أعوام، ولكن سرعان ما تداركت الأمر واعتبرتها نزوة، خاصة طلقها، وأصبحت مسئولية أبنائه الثلاثة منها، مسئوليتي أنا بعد أن تركتهم وهم في سن صغيرة، تعاملت معهم مثلهم مثل ابنائي الاثنين "محمد " و"أمل "، وأصبحوا أقرب لي حتى من أبنائي، ولم يصدق أحد حتى الآن أنهم ليسوا أبنائي.
وعن تجسيد عبلة كامل لشخصية فاطمة كشري قالت " جسدتها بحرافية عالية، أنا أحبها على المستوى الشخصي، واقتربت كثيرا من شخصيتي، من حيث حب الأسرة، والتضحية، والغيرة، حتى انني لم أتخيل أم يقدمها شخص غيرها، والمسلسل رصد الكثير من الحياة التي نعيشها بخلاف شخصية الأبناء وأزواجهم، حيث لم تتطلق إحدى بناتي الثلاثة من قبل، كما أن أزواجهم وعائلتهم، قمة في الاحترام والذوق، كما أن لدينا ولدين يعملان بمجال بعيد عن الحديد.
وعن الجدل الكبير الذي أثاره "فرح سنية" وكواليسه قالت: " يلجأ الحاج نادي دائما لشيف يثق به لطهي طعام الفرح بالمنزل ونقوم باختباره قبل الحفل، لأنه يرغب في تقديم أفضل شيء للضيوف، ولكن نقوم بعمل الفرح بأفضل القاعات وليس بالمنزل".