الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"30 يونيو.. ثورة شعب"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اليوم الثلاثاء تحل الذكرى السابعة لأكبر وأعظم ثورة شعبية في التاريخ المعاصر، تلك الثورة التي أخرجت مصر من النفق المظلم التي كانت تسير نحوه، وقضت على أكبر مخطط دولى يهدف لإعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة، ولا ريب في أن مايحدث حاليا في ليبيا ومن قبله في سوريا والعراق واليمن ماهو إلا من تداعى ثورة الثلاثين من يونيو 2013، التي وصفوها بالانقلاب وهى أبعد ماتكون عن ذلك وكل من شارك فيها يشهد بذلك، فقد كنت واحدا من الذين ينتظرون بفارغ الصبر يوم الثلاثين من يونيو، ومن أجله اجتمعنا يوم التاسع والعشرين من يونيو في جمعية مؤلفى الدراما العربية برئاسة الكاتب الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن وقررنا أن نشارك في ذلك الحدث التاريخي، وان ننضم إلى المسيرة التي ستخرج من وزارة الثقافة وتتجه إلى ميدان التحرير، والتي تضم جموع المثقفين الذين اعتصموا داخل ديوان الوزارة ومنعوا علاء عبدالعزيز من دخول مكتبه بعد قراراته التعسفية التي طالت رموز الثقافة في مصر، وظهر منها أنه قد أتي بأجندة إخوانية، وعقب صلاة ظهر يوم الثلاثين بدأت الجموع تخرج من كل فجٍ عميق، وبدأت المسيرات تجوب شوارع القاهرة والجيزة ومختلف المحافظات، كانت الأعداد قليلة لكنها تزداد مع الوقت، اصطحبت نجلي وقررنا النزول للحاق بمسيرة المثقفين، وكنت أظن أن الأمر سهلن وأن نصف ساعة كافية للتحرك بالسيارة من الجيزة إلى الزمالك، ولكننى فوجئت بأن الشوارع مغلقة تماما بأمواج من البشر،عندئذ قررت أن أتجه إلى التحرير مباشرةن ولكن الحشود المتدفقة أجبرتني على ترك السيارة في شارع مراد والترجل مع الملايين نحو الميدان، كانوا جميعًا يحملون علم مصر وكانت أصوات الهتافات تهز البنايات من قوتها "يسقط يسقط حكم المرشد- ارحل - اصحي يامرسي صحي النوم 30 ستة آخر يوم" ووصلت المسيرة إلى ميدان الجلاء وتيقنت تماما استحالة دخولها إلى ميدان التحرير، فثمة ملايين يحتشدون داخل التحرير، ووقفنا عند كوبري الجلاء حيث لا موقع لقدم، فكل الشوارع ممتلئة بالبشر، وهنا أدركت أن الشعب قد تحرك وأن حزب الكنبة قد تعلم الدرس، التقيت قدرا بالإعلامي خالد فتوح المذيع بإذاعة الشرق الأوسط فقلت له:هي ثورة..فقال: نعم ثورة حقيقية، شاهدنا معا عبر فيس بوك فيديوهات من مختلف المحافظات فصحت:الشعب المصري كله تقريبًا في الشارع، وكان السؤال: ماذا بعد؟هل ستعود هذه الملايين إلى بيوتها في المساء دون أن ينصت لها احد،هل سيتجاهل الجيش المصري مطالب الشعب، وهو من أعلنها في أكثر من مناسبة بأن الجيش يلبي نداء الشعب متي أمر،هاهو الشعب ينادي الجيش، فهل سيستجيب؟ وماهو رد فعل مرسي وجماعته بعدما شاهدوا كل هذه الحشود وهي تهتف بسقوط حكمهم؟ وبعيدًا عن مشاهداتي في هذا اليوم الفاصل من تاريخ مصر، فقد رأى مرسي عبر الشاشات جموع الشعب وهي تهتف ضده فغضب وأغلق التلفاز مرددًا: "دي فيديوهات من25 يناير وبيذيعوها دلوقتي..دي مؤامرة عشان العالم يفكر أن فيه ثورة جديدة"، وعلي الجانب الآخر فقد أمر الفريق أول عبدالفتاح السيسي أن يتم تصوير المظاهرات بواسطة طائرات وتقديم الشرائط للرئيس كى يعلم أن كل التقارير التي وضعت أمامه من قبل حقيقية، وأن تقدير الموقف لهذا اليوم كان سليما، وعليه أن يتخذ قرارات فورية تسعد هذه الملايين وهي القرارات التى كان السيسي قد عرضها عليه في 26يونيه قبل خطابه الهزلي وأبدي موافقته عليها ثم قال عكسها، وبمجرد أن رأى الشرائط أخذ يصيح "فوتوشوب"،أما المرشد العام للإخوان فقد أجري مكالمة مع محمود عزت قال فيها بالحرف: "شوية وهايرجعوا البيوت،هما دول مايقدروش يصمدوا ولا يقعدوا 18يوم في الميدان،دا احنا اللي خلناهم يقعدوا،هما ناسيين ولا إيه"، وجاء المساء ليحدد موقع جوجل عدد من نزلوا إلى الشارع ب33 مليون متظاهر وهو نفس الرقم الذي أذيع في قناه cnn،وهنا أبلغ الفريق أول عبدالفتاح السيسي مرسى صراحة بأن الجيش لن يقف صامتا وأنه يعد بيانًا ينذر فيه الجميع مهلة ثماني وأربعين ساعة لرسم خارطة طريق تخرج بها مصر من أزمتها الحالية، وعلي مرسى أن يخرج للناس ببيان فوري يؤكد فيه احترامه لإرادة الشعب وإقالة الوزارة والنائب العام وتشكيل لجنة لتعديل الدستور وتحديد موعد للاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة، فرد مرسي "هاشوف" وخرج الرجل من عند مرسي ولديه قناعه كاملة بأن شيئًا لن يتغير.. وللحديث بقية..