السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ناصر دويدار في حوار لـ"البوابة نيوز": 30 يونيو ثورة شعبية لا مثيل لها.. الإخوان خدعوا الناس بشعار الإسلام هو الحل.. فترة حكمهم حالكة الظلام وشهدت تقزما للعلاقات الخارجية المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حوار أجرته "البوابة نيوز" مع الشاعر ناصر دويدار حول ثورة الـ 30 من يونيو، والتي كان أحد المثقفين المعتصمين بوزارة الثقافة، الاعتصام الذي كان شعلة البداية لثورة 30 يونيو، والذي كان نتاج القرار الذي اتخذه وزير الإخوان في تلك الفترة بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة من منصبها كمدير لدار الأوبرا المصرية، وإلى نص الحوار: 
** كيف ترى ثورة الـ 30 من يوليو 
ثورة الـ 30 من يونيو هي ثورة شعبية ليس لها مثيل عبر تاريخ البشرية، إذ انتفض الشعب المصرى رافضًا الذل والانكسار واستعاد وطنه من الفئة الباغية الفاشية، وأن سنة حكم الإخوان كانت أياما حالكة الظلام. 
** كيف رأيت فترة حكم الإخوان؟
لقد خدع الإخوان الناس وأوهموهم أنهم أتوا بمشروع نظام اجتماعي اقتصادى سوف يعالج سوء توزيع الملكيات، وأنهم متدينون ورسل العدل الإلهي والحق المبين وخدعوا الناس بشعار الإسلام هو الحل، ولم يكن الشعب على علم كاف بفكرهم الذى يعتمد على مركزية الحاكمية، ولم ينتبه الناس إلى ألفاظ معينة يعتنقونها العصبة المؤمنة والخلافة والولاء والبراء وأحكام الردة والتكفير ففكرهم يقول أنهم هم العصبة المؤمنة المختارة الوحيدة الناجية التي تكون المجتمع الإسلامي الحقيقي، ومن ينتمي لهذا الفكر عليه أن يبايع على السمع والطاعة العمياء والولاء والبراء، ومن خالفهم يكون من الفرقة الكافرة أو الباغية "الغير ناجية".
وكما قال: مرشدهم طز في مصر وقال من قبله مؤسس الجماعة حسن البنا: لا وطن في الدين. وقال آخر: ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن. ولكي يتم إرساء هذا الفكر التكفيري الدموى لا بد أن يحتمى بتيار جهادى مسلح يقتل من يعارض ويحرق من يفتح فمه. ولعل قولتهم الشهيرة تؤكد ذلك "إما أن نحكمكم أو نقتلكم"عام الجماعة تحول إلى عام المجاعة". 
** كيف كان تأثير تلك الفترة التي وصفتها بالحالكة الظلام وأهم مظاهرها؟ 
لا نستطيع في سطور قليلة أن نسرد كل ما حدث في هذا العام الشؤم لكن لنتذكر بعض ما حدث أخذوا البلاد في طريق السقوط والتقهقر والانهيار أزمات انقطاع الكهرباء المفتعلة بشكل دائم لإرهاق نفسية الشعب، ولا يهم أن يموت من يموت في المستشفيات أو أن يفسد قوت المواطن المسكين، انتشار القمامة بشكل مبالغ فيه لتنتشر الأمراض ويضعف الناس كان اختفاء الوقود والمواد البترولية مؤذيًا ومخزيًا للشعب فقد كانوا يتلذذون بإذلال الناس ووقوفهم بالساعات الطويلة أمام محطات الوقود لكي يطيع الشعب وينصاع لهم.
* * من وجهة نظرك كيف رأيت خطر حكم الجماعة الإرهابية؟ 
كانت السلع الإستراتيجية تذهب لحماس في غزة حليفتهم الكبيرة عبر الأنفاق وليظل الشعب المصرى في مشاهد مهينة يحتار في البحث والانتظار أمام محطات الوقود، حتى أنهم قاموا بإنشاء قضبان حديدية في أحد الانفاق في سيناء تمهيدًا لوجود قطار بين سيناء وغزة حتى تنعم حماس بخيرات مصر.
لم يستطيع الشعب الحر أن يتحمل أن تغتصب خيرات بلاده لتوضع في يد جماعة ليس لها انتماء الا للتنظيم العالمي للإسلام السياسي وليس لمصر، على جانب السياسة الخارجية تقزمت علاقات مصر الخارجية باستثناء علاقة مصر مع تركيا وقطر وحماس في غزة.
كما أن حكم الإخوان قد فشل في استقدام تكنولوجيا متطوره أو خبرات جديدة لقطاعات الإنتاج بل بالعكس استنفزت الجماعة جزءًا كبيرًا من الاحتياطي النقدي.
وفشلت الجماعة في إدارة ملف سد النهضة ولا تنسي فضيحة الاجتماع السري المذاع على الهواء بين مرسى ومعاونيه.
** قبل اندلاع ثورة الـ 30 من يونيو كيف كان المشهد السياسي في مصر؟
قامت الجماعة بتقسيم المجتمع إلى مؤيد ومعارض وبدلًا من أن يتفرغ الشعب للعمل حاولوا توجيه الناس إلى التناحر والعراك بين التأييد والرفض، كما ناصب الحكم الإخواني العداء للإعلام وسعي لأخونة مؤسسات الدولة والإعلام.
كما قاموا بالقضاء على الحريات وافتعال أزمات متتالية مع القضاء بدأت بإقصاء النائب العام، كما تم تحجيم دور القضاء في دستور 2012 ليحكموا هم كما يحلو لهم. 
لم تشهد الدولة أي تطوير في أي مجالات، لم يكن لهم هدف غير اغتصاب موارد الدولة لتحقيق أهداف الجماعة وأهلهم وعشيرتهم، فهب الشعب في 30 يونيو لإستعادة وطنه من براثن وحشية الجماعة.
** بعد ثورة 30 يونيو ظهر الوجه الآخر للجماعة حدثنا عن ذلك؟ 
إن ما حدث بعد 30 يونيو من هذه الجماعة الفاشية أثبت أن الشعب كان على حق فلن ننسى من جرائمهم بعد ذلك التاريخ، من الاشتباكات أمام مكتب الإرشاد في المقطم ومقتل 9 أشخاص وإصابة وتعذيب 91 آخرين، وتدمير عدد من دور العبادة من مساجد وكنائس، فقد أحرقت 82 كنيسة، جرائم النهب والتدمير للمنشآت العامة، ومجزرة بين السرايات ضد قوات الشرطة وأهالي المنطقة، والتعذيب في رابعة والنهضة لكل من يرتابوا فيه أنه ضدهم وليس منهم وضعت قيادات الإخوان مخطط تأديب المواطنين المشاركين في تفويض 26 يوليو للقوات المسلحة وقتلوا 12 مواطنًا من محافظة الإسكندرية وأصابوا المئات، أما أكبر الجرائم فهى إعلانهم من فوق منصة رابعة تأسيس مجلس حرب لقتال الجيش والشرطة ومن يختلف معهم في سيناء. سلسلة من الوحشية والجرائم لم تنتهِ إلى الآن قتل وتفجير كمائن الشرطة والجيش ومديريات الأمن. 
** أخيرًا ما هي الرسالة التي تريد أن توججها في مثل هذا اليوم الـ 30 يونيو؟
لو لم ينتبه الشعب المصرى في 30 يونيو وينتفض لعُلقنا جميعنا على المشانق وسلسلت النساء سبايا وأسرى كما يحدث في سوريا والعراق، وكانت الشوارع ستغرق في الدماء، وكانت ستقطع الرؤوس وتعلق في الميادين العامة، وستعم الفوضى والخراب ولا تأخرت مصر قرونا وقرون ولم يكن هناك أمل لمصر في أي مستقبل.