الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ذئاب السلطان" ينشر الرعب والإرهاب في ألمانيا.. التنظيم الإرهابي يستخدم أسطورة تركية قديمة رمزًا له

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن ألمانيا بدأت تتنبه لعبث أردوغان بالأمن القومى لها من خلال دعمه تنظيم الذئاب الرمادية الذى يعد الأخطر والأكثر تطرفا، ويعمل على إشعال التوترات في أوساط الجالية التركية، ويمثل تهديدا للأمن والديمقراطية.

ويتخذ التنظيم من “الذئب الرمادي” رمزا له، وهو أسطورة تركية قديمة ترمز إلى القوة والعدوانية. وينشر التنظيم الأفكار القومية والعرقية المتطرفة، ويهدف للقضاء على المعارضين السياسيين. أى أنه يعبر عن النازية الهتلرية ولكن بعقل أردوغان ووفق دراسة للمركز الاتحادى للتدريب السياسى في ألمانيا، فإن تنظيم الذئاب الرمادية متواجد في الأراضى الألمانية منذ عقود، ويملك العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، ويشن التنظيم المتطرف حملات دعاية ضد المعارضين الأتراك المقيمين في ألمانيا من اليساريين والأكراد والأرمن.

الذين يكشفون مخططات أردوغان للإعلام ويضم التنظيم ١٨ ألف عضو في الأراضى الألمانية، ما يجعله أكبر تنظيم متطرف في البلاد، إذ يبلغ عدد أعضائه ومنظماته ٣ أضعاف حزب “إن بى دي”، أخطر حزب نازى في ألمانيا، وفق المصدر ذاته.

ويستند الأساس الأيديولوجى لتنظيم “الذئاب الرمادية” إلى أفكار القوميين الأتراك الأوائل، وخاصة ضياء جوكالب، وحسين نيهال أتسيز، وفتحى تيفيتوغلو، وريح أوز توركان.

وروج هؤلاء المتطرفون في بداية القرن العشرين إلى أفكار عنصرية مثل التفوق العنصرى والتاريخى والأخلاقى لجميع الشعوب التركية التى تمتد من أفغانستان والصين إلى الطرف الجنوبى الشرقى من البلقان.

ويرفض الآباء المؤسسون أى مساواة بين القومية التركية، وغيرها من القوميات، ما يعيد للأذهان الأفكار النازية في عهد أدولف هتلر.

وهى نفس الأفكار التى يعتنقها أردوغان وقالت الدراسة الألمانية إن أفكار هؤلاء الأتراك المتطرفين هى التى مهدت للإبادة الجماعية التى ارتكبتها تركيا بحق الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.

وهى نفس العقيدة التى يعتمد عليها أردوغان في قتل الأكراد حاليا ونشأ تنظيم الذاب الرمادية بشكله الحالي، في منتصف ستينيات القرن الماضى في كنف حزب الحركة القومية، مستندا لأفكار القوميين المتطرفين الأول وعرابى القومية التركية.

وتبنى التنظيم منذ تأسيسه توجهات ضد الأكراد والأرمن واليونان والعلويين والمسيحيين، ونفذ عمليات إرهابية دموية، تمثَّلت في اغتيالات مفكرين وقادة سياسيين ورجال دين مسيحيين وزعامات من قوميات مختلفة.
يعد تنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، حليفًا استراتيجيًا مهمًا لحكومة حزب العدالة والتنمية والرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
فبعد الانقلاب المزعوم في يوليو ٢٠١٦، كثفت حكومة أردوغان، وفق الدراسة الألمانية، سياسة القمع ضد الأكراد وأتباع الداعية فتح الله جولن، ما أدى لتعميق التحالف بين الرئيس التركى وتنظيم الذئاب الرمادية نظرا لوحدة الهدف والوسيلة.
وظهر أنصار “الذئاب الرمادية” وأردوغان جنبا إلى جنب في مظاهرات ضد الانقلاب المزعوم في ٢٠١٦، في المدن الألمانية، وخاصة في ٣١ يوليو في مدينة كولونيا غربى ألمانيا، حين ظهرت شعارات وأعلام التنظيم في تجمع لمؤيدى أردوغان.

وتكرر الأمر في مظاهرة مؤيدة لأردوغان في نفس الشهر في مدينة ميونخ، جنوبى ألمانيا، وكذلك في العاصمة برلين، وهامبورغ “وسط” وشتوتغارت “غرب”.

كما وقعت العديد من الهجمات على المؤسسات الكردية والجمعيات الدينية القريبة من جولن في ألمانيا، في الأشهر التالية على المحاولة الانقلابية المزعومة، وجهت فيها السلطات أصابع الاتهام لتحالف أردوغان والذئاب الرمادية.
وفى بداية مارس ٢٠١٧، ألقى وزير الخارجية التركى الحالى مولود جاويش أوغلو، خطابا من مقر القنصلية في هامبورغ، بحضور أنصار حكومته، وظهرت تحية الذئاب الرمادية الشهيرة بكثافة في التجمع.
وقبل أسابيع من المحاولة الانقلابية المزعومة، وبالتحديد عندما مرر البرلمان الألمانى (البوندستاغ) قرارًا يعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية، في يونيو ٢٠١٦، تلقى عدد كبير من النواب الذين دعموا القرار تهديدات من القوميين الأتراك، حلفاء أردوغان، ما أدى لوضع ما يقرب من اثنى عشر من أعضاء البوندستاغ تحت حماية الشرطة. ووفقا الدراسة الألمانية، فإن هناك تقديرا متبادلا وتقاربا أيدولوجيا بين النازيين الجدد وتنظيم الذئاب الرمادية في الوقت الحالي، يصل إلى مرحلة التنسيق.
الأمر الذى يكشف عن تلاقى عقل هتلر مع فكر وخطط أردوغان كما إن أردوغان يقود تحالفا غريبا وخطيرا من المتطرفين الممثلين في الإخوان الإرهابية وحركة ميللى جورش “الرؤية الوطنية”، والقوميين المتطرفين والأخطر ما تم الكشف عنه من انضمام ٢٤ عضوا من التنظيم إلى داعش في سوريا، في عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥، الأمر الذى يظهر جانب آخر من دعم وتحالف أردوغان مع داعش فهل تستيقظ ألمانيا أمام هذا الخطر الممتد على أراضيها.