السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خير الدين بربروس.. من لص البحار لأول قائد للأسطول العثمانى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتباهي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشخصية خير الدين بربروس أول قائد للأسطول العثماني الذي كان في بداية حياته كبير قراصنة البحر المتوسط هو وشقيقه عروج.
رغم مرور٤٧٣ عاما على وفاة القائد البحري خير الدين بربروس، إلا أنه يصنف حتى الآن بأحد الرموز التي ساهمت في تأسيس الإمبراطورية العثمانية، وفرض سيطرتهم على البحر المتوسط حتى أضحى بحيرة عثمانية، بسبب انتصاراته البحرية، وتقنياته التي ابتكرها. 
ولد القرصان عام ١٤٧٨، في ميديللي التي استقر فيها والده صباحي يعقوب آغا، بعد فتحه للجزيرة، اسمه الأصلي هو خضر بن يعقوب، ومنحه السلطان سليم الأول، لاحقا، اسم خير الدين، ولقب الأوروبيون شقيق خير الدين الأكبر، عروج بسبب ميل لحيته إلى اللون الأحمر أو البرتقالي، عند وفاة شقيقه اتخذ خير الدين باشا نفس الاسم الذي يقابله في اللغة التركية مصطلح بربروس.

وكان الأخوان بربروس يمارسان القرصنة في البحر الأبيض المتوسط عندما بسطت إسبانيا سيطرتها على الأندلس بتوجيهات من كوركود، نجل السلطان العثماني بايزيد الثاني، فكانا يعطلان حركة الملاحة ويغيران على السفن في غرب البحر المتوسط.

وفي عام ١٥١٦ شن الشقيقان هجوما على مدينة الجزائر التي بسط عروج سيطرته عليها.
واعترف العثمانيون بهذه التطورات الجارية على الأرض في شمال أفريقيا وعرضوا الدعم المالي والسياسي على الأخوين الأمر الذي مكنهما من تعزيز مكاسبهما.

ثم عرضت الدولة العثمانية منصب حاكم الجزائر على عروج ومنصب أمير البحر في غرب المتوسط على خير الدين.
كما أرسل السلطان العثماني قوة من سلاح المدفعية وفرقة من قوات الإنكشارية قوامها ألفا جندي، لتدخل بذلك الجزائر تحت حكم الدولة العثمانية، قبل أن يمنح السلطان اسم "خير الدين" باشا، لـ"الريس" خضر.
وفي عام ١٥٢٢ استولى السلطان العثماني سليمان القانوني على جزيرة رودس ونصب بربروس حاكما عليها.
وبعد استيلاء بربروس وقواته على تونس عام ١٥٣١ جعله سليمان القانوني الأدميرال الأكبر (قبطان باشا) للدولة الثمانية ليصبح أول قائد للأسطول العثماني، وصار يعمل رئيسا لأركان حرب البحرية العثمانية.
وكانت أعظم معارك بربروس البحرية انتصاره في بريفيزا اليونان عام ١٥٣٨ على أساطيل فينيسا وجنوة وإسبانيا والبرتغال ومالطة ودولة البابا.
وكان سر انتصاره اعتماده على السفن ذات المجاديف بدلا من السفن الشراعية التي تعتمد على الرياح فتمتعت سفنه بقدرة أكبر على المناورة فنجح أسطوله الذي ضم ١٢٢ سفينة ونحو ٢٠ ألف جندي في هزيمة أكثر من ٦٠٠ سفينة، و٦٠ ألف جندي، حيث دمر ١٢٨ سفينة صليبية، واستولى على ٢٩ سفينة، دون أن يفقد أسطوله أي سفينة.
ولعب بربروس باشا دورا كبيرا في تحديد السياسات البحرية العثمانية، كما أنشأ ترسانة بحرية ضخمة لبناء السفن، تعد الأهم من نوعها في تلك الفترة.
وحسب مصادر تاريخية، فإن بربروس باشا كان يتقن لغات عدد من دول حوض المتوسط، مثل الرومية، والعربية، والإسبانية، والإيطالية، والفرنسية، ورغم مضي معظم حياته في البحار، إلا أنه بنى جامعا، ومدرستين في إسطنبول.
وتوفي خير الدين بربروس باشا في ٤ يوليو عام ١٥٤٦، عن عمر ناهز الـ ٧٦ عاما، في منطقة بيشكتاش بإسطنبول، ودفن بالقرب من مدرسة أنشأها هناك.