الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب شاربل خوري يكتب: "عناية الله دائمة لكل إنسان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عناية الله دائمة لكل إنسان فقد أحب الله الإنسان فخلقه حرًا بارًا ومن حب الله للإنسان الحر تركه بقدر إيمانه بخالقه والتزامه بشرائعه تركه يقرر رفض الإيمان ورفض الشريعة وعلى الإنسان أن يتحمل تبعات قراره واختياره.
الله الحب والنور والعدل
كل إنسان حر في أن يكون مؤمنًا أو أن يكون غير مؤمن كل يتحمل تبعات إيمانه أو عدم إيمانه وكل يجني ثمار إيمانه أو ثمار عدم إيمانه والله بعلمه الكامل والشامل لا يعيق حرية الإنسان وقراره واختياره وعلم الله ليس فيه ماضي أو حاضر أو مستقبل علم الله دائم أبدي فقولنا بأن الله يعرف الماضي ويعرف المستقبل تعبير بشري قاصر ليس في الله ماضي أو مستقبل الله دائم الوجود كائن من الأبد وإلى الأبد
فلذلك علمه الأبدي بمستقبل الإنسان لا يعني أن الله حدد مصير ذلك الإنسان ولا يعني أن الله يجهل هذا المصير وإنما أقول إن كل حدث وكل همس في الماضي بالنسبة للبشر وفي الحاضر والمستقبل بالنسبة للبشر ذلك كله معلوم في علم الله الذي لا يحد ولا يقاس ولا يعيق حرية وإرادة ذلك الإنسان.
فالإنسان ليس حرًا في اختيار مولده وموته ليس حرًا في اختيار ما ورثه من جسد عن آبائه وأجداده ليس حرًا في أن يعيش أو لا يعيش على الهواء والماء والخبز ليس حرًا فيما ورثه من صفات وفيما يورثه لأبنائه من صفات ليس حرًا في أن البحر يغرق من لا يعرف العوم وأن السقوط من العالي يقتله وفي أن النار تحرق وأن السم يقتل هذه كلها قوانين خلقت هكذا لا حرية فيها لأنها من اختصاص الخالق ولكن الخالق الذي أعطى السيادة للإنسان على المخلوقات أمده بقوة العقل ليتعامل معها أعطاه قوة العقل فالبحر لا يغرق من تمرس على العوم ومن درس علوم البحر وأدرك أين يكمن خطره، فالباخرة (تيتانك) عابرة القارات أضخم بواخر عصرها غرقت في أول رحلة لها لأن جبلًا من الثلج مزق جسدها خطأ في علم الإنسان وليس سوء حظ ليس عمل شيطان أو جن ليس خرافة أو أسطورة.
على الإنسان أن يحترم قانون الخالق قانون الوجود والطبيعة حتى يعرف كيف يتعايش معها ويسطر عليها وقل الأمر ذاته عن أعظم الحوادث وعن التافه منها عن سقوط طائرة أو احتراق صاروخ أو اشتعال سلك كهربائي ليس صدفة ليس قضاءًا وقدرًا ليس سوء حظ هذه خرافات أو تعبير العاجزين تمامًا كما كان يظن الرجل البدائي إن دق الطبول يسقط المطر أو أن تقديم ذبيحة للآلهة يهزم العدو أو أن وضع حجاب على البيت يمنع زحف الثعابين…
كلها قوانين وضعها الخالق وإذا احترمها الإنسان واكتشف أسرارها وتعامل معها فإن ذلك يصون له حياته وإذا خالفها إنسان فعليه ان لاينسبها إلى الله…
لذلك أنت بلا عذر أيها الإنسان كل من يدين لأنك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تدين تفعل تلك الأمور بعينها!
ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه.
أفتظن هذا أيها الإنسان الذي تدين الذين يفعلون مثل هذه وأنت تفعلها أنك تنجو من دينونة الله؟ (رومية ١:٢ - ٣)
عناية الله دائمة لكل قوانين الكون والطبيعة وعنايته دائمًا لكل إنسان وكلما اقترب الإنسان من حب الله وارتقى في أعماقه وسما بذاته كلما تدفق النور الإلهي في كيانه وشعر أكثر بحب الله وبعنايته وحبه ورأفته الإلهية