الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صدور "بصريات نقدية فصول في تعالق الأدب التقنية" للدكتور عبد الرحمن المحسني

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثا كتاب "بصريات نقدية فصول في تعالق الأدب التقنية"، للدكتور عبد الرحمن المحسني مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد، وعضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية، نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب. 
ويتناول كتابه "بصريات نقدية فصول في تعالق الأدب والتقنية" الصادر عن النادي الأدبي الثقافي بجدة، صنعة النص بعد مرحلته البكْر؛ وأن هذه التقنية الحاملة للنص ليست مجرد حامل جاهل، ولكنها تتلقّف النص، فتغيّر من ملامحه بشكل كبير، وتسهم في صناعته وتقديمه للمتلقي خلقًا آخر، يتباين بالطبع من صناعة تقنية إلى أخرى، ومن مبدع صانع لآخر. 
وقال المحسني: أحسب أنّ ثنائية الطبع والصنعة لم تعد ذات قيمة فيما يتعلق بالشعر المعاصر، فكل نصوصه تقريبًا تعمل الصنعة الشعرية فيها عملها بعد ولادة النص مباشرة، ولقد يحسن أن أؤكد على امتداد مدرسة الصنعة التي أسسها أوس بن حجر، ومن بعده زهير بن أبي سلمى ومن تبعهم، وامتدادها إلى شعراء العصر الحديث، حيث يمكث الشاعر المعاصر ربما أكثر من الحول وهو ينقّح نصه ويجوّده، وساعدته في ذلك تقنية مطواعة.
وأوضح الباحث أن تأثير التقنية على الحياة المعاصرة لا يبدو في الأدب فحسب، بل يظهر في كلّ حياة المبدع المعاشة؛ في مشربه ومأكله ومركبه، وما هي عن نصه ببعيد. ونركب عنتًا نقديًا حين نجترح القول بأن حياة الشاعر وما أحاط به من رفاهية معاصرة لا تؤثر على تكوين نصه ابتداء؛ فالنص ابن بيئته الذهنية والاجتماعية، وتأثيرها بات عليه كاللازم. وهو تلازم في التأثير لا يخصّ هذا العصر وتقنياته فحسب، فقد أحسّ به النقد من لدن الفروق الظاهرة بين نص شاعر المدر وشاعر الحضر، وصولًا إلى ملاحظة النقاد تأثير البيئة على حركة الأدب بما يمكن أن يكون بتضافر مؤثراته مسلّمة نقدية لا يمكن أن نستثني منها شاعرا أو عصرا. وهو مما تسعى الدراسة إلى إثباته في فصولها الخمسة، التي تقدم نماذج من تعالق التقنية المعاصرة والنص الأدبي. 
وأشار الباحث إلى أن هذه الدراسة تقدم فصولًا نقدية تُعنى في مجملها بحركة النص الأدبي في ظل التقنيات الجديدة التي شهدها العصر الحديث. وهي بعض نتاج هجس بحثي يزيد على عشرة أعوام حول حركة النص الأدبي وتقاطعات التقنية المعاصرة، بدأه الباحث من تقاطع النص الأدبي وتقنية الـ sms، إلى ما بعدها من تقنيات جدّت. وهذا الكتاب يمثل جزءًا من جهد بحثي كتبه لأغراض مختلفة، منها البحث الأكاديمي، ومنها محاضرات ومشاركات في مؤتمرات علمية، ومداخلات لطلابه في الدراسات العليا. وتلك خطوات على طريق يتصل، يتتبع فيه الباحث تطور حركة النص الأدبي في ظل التقنيات المتجددة، ولا يدعي الباحث من قبل ولا من بعد أنّه يقدم الكفاية، فجهده جهد المقل، لكنه يزداد بالتماس مع هذا الخط المعرفي قناعة بأن التقارب مع النص المعاصر يعد مسئولية وتحديًا يجب على المتخصصين أن يواجهوه بإخلاص.