الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

العقار البريطاني "ديكساميثازون" هل يصنع أملا جديدا في علاج كورونا؟.. الدواء المصرية: له آثاره الجانبية.. وخبراء استخدامه دون إشراف طبيب خطر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا تزال رحلة البحث عن عقار أو مصل لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد، مستمرة وفي ظل انتظار توصل العلماء للعقار تخرج العديد من المحاولات لعلاج المرضى وإنقاذ حياتهم فتنجح بعض المحاولات وتفشل الأخرى، ولعل آخر هذه المحاولات كان العقار البريطاني "ديكساميثازون"، الذي بدأت المستشفيات البريطانية استخدامه لعلاج مرضى كورونا وذلك في أعقاب قرار وقف العلاج بعقار "هيدروكسي كلوروكين" المضاد للملاريا، والذي جرى استخدامه على نطاق واسع منذ تفشي جائحة "كوفيد-19".
وفي وقت سابق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، التوقف عن إجراء اختبارات على عقار "هيدروكسي كلوروكين" على مرضى كورونا بعدما أثبتت النتائج الأخيرة أنه لا يحد من وفيات مرضى كوفيد-19".

نهاية "الكلوروكين"
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، عن إنهاء العمل بهيدروكسي كلوروكين، كعلاج لحالات كورونا، وقالت إن العقار من المستبعد أن ينتج أثرا مضادا للفيروسات.
وفي هذا الإطار قالت آنا ماريا هيناو ريستريبو، كبيرة علماء الصحة العالمية، ومنسقة خطة البحث والتطوير للتشخيصات واللقاحات، إنه "بناء على التحليل ومراجعة الأدلة المنشورة، فإن الفريق التنفيذي خلص، بعد المداولة، إلى وقف التجارب على عقار هيدروكسي كلوروكين، لأنه لم يساعد في تقليل وفيات مرضى كوفيد-19".
عقار بريطانيا "الرخيص"
وقبلما تكتب المنظمات الدولية شهادة وفاة العلاج بهيدروكسي كلوروكين، كانت جامعة أوكسفورد البريطانية على موعد مع لحظة فاصلة، بعدما أعلنت عن نتائج إيجابية سجلها دواء "ديكساميثازون"، من ناحية تقليل الوفيات في صفوف مرضى كورونا ممن يتنفسون بواسطة قوارير الأكسجين أو أجهزة التنفس الاصطناعي.
أعلن علماء الجامعة البريطانية اكتشاف عقار"رخيص" لمرضى "كوفيد-19"، والذي يحمل اسم "ديسكاميثازون" ومكون من مادة "السترويد"، وقالوا إن استخدام العقار أدى إلى خفض نسبة الوفيات بنسبة الثلث بين المرضى الذين جرى وضعهم تحت جهاز التنفس الاصطناعي، كما أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات بنسبة 20% وسط المرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين.

العقار البريطاني 
قد يكون دواء ديكساميثاسون عنصرا مهما جدا في المساعدة بعلاج المصابين الأكثر تضررا على المستوى الصحي من فيروس كورونا والذين يحتاجون أجهزة تنفس أو أكسجين، وفقا لباحثين بريطانيين، ورغم أن ما توصلوا إليه يعتبر مبدئيا والعمل على جمع المعلومات حولها قائم إلا أن أحد الخبراء المستقلين وصف الاكتشاف بالتقدم المفاجئ.
وأعلن اثنان من كبيري فرق التقصي في تجربة التعافي، وهو مركز تقص كبير في العاصمة البريطانية لندن يساهم بالبحث عن علاج لفيروس كورونا، أعلنا للإعلاميين في مؤتمر صحفي عن بعد الثلاثاء، أن جرعة قليلة من هذا الدواء على مدى 10 أيام وُجد أنها تقلل خطر الوفاة إلى الثلث للأشخاص المصابين الذين يحتاجون لأجهزة تنفس صناعي.
وقال مدير فريق التقصي الخاص بهذه التجربة بالإنابة والبروفيسور في جامعة أوكسفورد، مارتن لاندراي: "هذه نتيجة مهمة، إذا نظر أحدهم إلى المرضى الذين لم يحتاجوا إلى أجهزة تنفس صناعي لكنهم كانوا يزودون بالأكسجين، فقد انخفض خطر الوفاة إلى الخمس".
الدواء المصرية تحذر
وبعد الكشف عن العقار البريطاني، أطلقت هيئة الدواء المصرية تحذيرات شديدة اللهجة، مطالبة بعدم استخدام مستحضر ديكساميثازون، نظرا لأنه معروف بأضراره الجانبية العديدة مشددة على أن استخدامه بدون دواع طبية أو إشراف طبي قد يؤدى إلى التعرض لمخاطر عديدة.
وقالت الهيئة مازال في مرحلة الاختبارات والدراسات السريرية، حيث اقتصر اختباره على بعض الحالات المصابة بفيروس "كورونا" الموضوعة على أجهزة التنفس الصناعي فقط وتحت إشراف طبي بالمستشفيات.
وأوضحت الهيئة أن مستحضر "ديكساميثازون" هو أحد مستحضرات الكورتيزون المعروف بأضراره الجانبية العديدة، وأن استخدامه بدون دواعي طبية أو إشراف طبي قد يؤدى إلى التعرض لمخاطر عديدة منها خطر تثبيط المناعة وتورم الوجه والأطراف وتغير الرؤية وألم وضعف العضلات وبطء التئام الجروح ونزيف المعدة ونوبات صرع وارتفاع السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم وفشل القلب.

محاولات للعلاج
وفي هذا السياق، يقول الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس "كوفيد-19"، إن مصر استخدمت العقار في فترة مبكرة من ظهور الوباء في البلاد. 
ويضيف "حسني"، إن عقار ديكساميثازون يمكن استخدامه للحالات المتوسطة والشديدة، لافتا أن نتائجه جيدة على المرضى في مستشفيات العزل الصحي.
أما محمد أحمد على، أستاذ علم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، فيؤكد أن الحديث عن استخراج عقار لعلاج كورونا سابق لأوانه، وأن إنتاج لقاح جديد لعلاج كوفيد-19 لن يظهر قبل عام كحد أدنى. 
ويرى أستاذ علم الفيروسات أن ما يتم الآن سواء من عقار"هيدروكسي كولوروكين" أو غيره من العقاقير، يعد محاولات لتوفيق أدوية بعينها لمقاومة أعراض كورونا، مشيرا إلى أ، مصر تعمل على تصنيع لقاح لعلاج كورونا، والذي يمر بـ3 مراحل، وهي التجارب المعملية، ثم التجربة على الحيوانات ومن ثم اختبار الدواء واستخراج المصل في شكله النهائي لتبدأ التجارب الإكلينيكية والسريرية على أعداد صغيرة ثم عدد أكبر، ومن هنا نؤكد أن اللقاح يستغرق بعض الوقت".