الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بدأت بإيران والصين..رعب عالمى من الموجة الثانية لـ"كورونا"..مسعود: الفيروس يتحور جينيًا ولا تتعرف عليه المناعة..بسيوني: المرض لن يصيب المتعافين مرة أخرى..عز العرب: لا داعى للفزع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علامات استفهام ممزوجة بالقلق تخيم على المشهد في ظل تصريحات منظمة الصحة العالمية خلال الفترة الأخيرة التى حذرت فيها من موجة ثانية لفيروس كورونا تطال دول العالم خلال الفترة المقبلة لاسيما مع ضعف حدة الفيروس الوبائى داخل الكثير من الدول واتجاهها لفتح الباب أمام عودة النشاط الطبيعى مرة أخرى وهو الأمر الذى بدأت تندلع شرارته بالفعل مؤخرا.



بحسب منظمة الصحة العالمية، بدأت موجة ثانية من الفيروس داخل عدد من الدول مثل إيران منذ بداية الشهر الجارى بعد أن تضاءلت الأعداد بصورة نسبية ما يتوافق مع ما حدث في الصين التى بدأت الموجة الثانية من الفيروس في العاصمة بكين حيث أثار تسجيل الصين قفزة في الإصابات المحلية الجديدة بالفيروس بعد أسابيع من إعلانها السيطرة على الوباء ووصولها لنسبة صفر إصابات بصورة يومية الأمر الذى يفجر قلقًا دوليًا من ظهور موجة انتشار واسعة أخرى بعد اتجاه العديد من الدول إلى الإعلان عن مواجهتها الفعالة للفيروس حيث بجانب إيران والصين هناك تصريحات خلال الشهر الماضى ذكر خلالها أدهم إسماعيل، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق، إن الموجة الثانية بدأت بالفعل في إيران والسعودية والكويت وتركيا.


لكن السؤال ما هى الموجة الثانية من فيروس كورونا التى حذرت منها منظمة الصحة العالمية والتى بدأت بالفعل داخل العديد من الدول وهل يمكن أن تصل إلى مصر خصوصا أن مصر ما زالت في المرحلة الأولى من الفيروس علامات استفهام عديدة حاولت البوابة نيوز الإجابة عنها.

تاريخيا الموجة الثانية صاحبت الكثير من الفيروسات التى كانت قد اختفت موجاتها الأولى بالفعل خلال العقود الماضية فعلى سبيل المثال وبحسب المصادر التاريخية انتشر فيروس طاعون «جستنيان» في الفترة بين عامى ٥٤١ وتكرر في ٥٤٢ ميلاديًا، وظهر الفيروس على موجات عدّة، وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا قدرت بالملايين وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية، وأيضًا الطاعون الانطوانى الذى بدأ انتشاره في الفترة ما بين عامى ١٦٥ وحتى ١٨٠ ميلاديا، عاود الظهور مرة أخرى في الفترة من ٢٥١ حتى ٢٦٦ ميلاديا.
وانتشرت الكوليرا عام ١٨١٨ ميلاديًا، وعادت من جديد في موجة ثانية عام ١٨٣٠ ميلاديًا، أما الإنفلونزا الإسبانية فقد بدأ انتشارها مع الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٨، على ثلاث موجات وأُعلن وقتها عن ظهور أولى حالاتها في إسبانيا، ووصفت بأم الجوائح، ويقال إنها أكثر الأوبئة فتكا لضررها البالغ في ذلك الوقت إذ تسببت في وفاة ما بين ٤٠ إلى ٥٠ مليون شخص، وتفشت موجة وبائية أخرى عام ١٩٥٧، أُطلق عليها «الإنفلونزا الآسيوية»، وبعدها موجة «إنفلونزا هونغ كونغ» عام ١٩٦٨وبعد أربعين عاما، شهدنا تفشى إنفلونزا الخنازير عام ٢٠٠٩.


لكن تبقى التساؤلات حول أسباب ظهور الموجة الثانية المتوقعة والتى تثير قلقا عالميا ومدى إمكانية إصابة تلك الموجة مصر، وفى هذا الصدد قال الدكتور حسام مسعود استشارى أمراض الصدر ورئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس الكورونا إنه علميا فإن أنواع من الأوبئة خاصة أوبئة الأنفلونزا، تنتشر وكأنها «تسونامي»، حيث تظهر وتختفى في صورة موجات، فيمكن أن تنحسر أعداد الإصابة بعد مواجهة الموجة الأولى ثمّ تعود للزيادة من جديد على موجات وفترات متباعدة أو متقاربة.
ولفت إلى أن التفسير العلمى يعود إلى تحور الفيروس جينيًا وحدوث طفرة جينية له فلا تستطيع المناعة والاجسام المضادة التعرف عليه، مثلما حدث مع فيروس الإنفلونزا الإسبانية عام ١٩١٨ ويأتى كذلك الطقس البارد كسبب إذ قد يساعد في عودة انتشار الفيروس خاصة أنه من أوبئة الأنفلونزا، مشيرا إلى أن وجود موجة ثانية للفيروس أمر متوقع ولكنه غير مقلق إذا ما ظهر علاج للفيروس وهو ما يتم العمل عليه بالفعل،
وتوقع أنه خلال أسابيع قليلة سيكون هناك علاج محدد لفيروس كورونا.



وقال الدكتور زياد بسيوني، عضو الكلية الملكية الأسترالية للطوارئ والعناية والطب العام، إن الموجة الثانية تعنى زيادة أعداد المرضى مرة أخرى وظهور حالات إصابة بنسب ملحوظة، مشيرا إلى أن الموجة الثانية لا تعنى أن نفس المرض سيصيب المتعافين مرة أخرى ففرص ذلك محدودة للغاية وأوصى العلماء بعدم عزلهم لأنهم غير ناقلى للعدوى وأعراض الفيروس تكاد تكون معدومة لديهم.
وأوضح بسيونى أنه لا داع للفزع حيث يمكن اتباع الإرشادات الصحية وعدم الانصياع وراء النصائح المتداولة عبر مواقع التواصل بدون إرشادات طبية لافتا إلى أنه باتباع الإرشادات المتمثلة في ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي فإن ذلك سيضعف معدلات الإصابة بالفيروس
وأشار إلى أن سبب الموجة الثانية هو أن معظم سكان مناطق جغرافية بعينها ليس لديهم مناعة فانتقل لهم الفيروس من خلال مصابين آخرين وبالتالى أصبح هناك انتشار بصورة أكبر للفيروس، مؤكدا أنه يكاد علماء الوبائيات يجزمون أن الموجات المتتالية للمرض ستحدث في كل مكان في العالم إلى ان تصل المناعة في مناطق جغرافية معينة نسبة ٦٠-٧٠ ٪ من القاطنين فيها، وقتها فقط لن تحدث موجات في تلك المناطق.
وأضاف بسيونى أن نحو ٨٥٪ من المرضى يتعافون بدون أدوية ونحو ١٠٪ يتعافون دون دخول مستشفيات و٥٪ فقط مرضى قد يحتاجون إلى العناية، محذرا من الذعر والخوف الزائد ومن الجرى وراء النصائح بزيادة المناعة من خلال تناول الأدوية والمكملات الغذائية والفيتامينات، قائلًا « بلاش تخلى أى مصاب أو جاهل يضحك عليك لا فيتامينات ولا أدوية ولا وصفات إلى الآن عليها أي دليل بحثى لدرجة ان الجهات المختصة بعمل بروتوكولات العلاج في انجلترا وكندا واستراليا ونيوزلندا متفقه في ده».
وأشار إلى أن كبار السن هم الأكثر تضررا من الفيروس حيث ترتفع نسب الوفيات بينهم مقارنة بالشباب ولهذا فمن الضرورى عزلهم لزيادة فرص عدم انتقال الفيروس إليهم.



وقال الدكتور محمد عز العرب، استشارى الكبد والجهاز الهضمى إن الموجة الثانية من فيروس كورونا يمكن التصدى لها بذات طريقة مواجهة الموجة الأولى فلا حاجة إلى الفزع منها ولكن يجب اتخاذ الإجراءات الوقائية المتعارف عليها والتى تتصل بتناول الطعام الصحى والنظافة الشخصية والحرص على التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات بالضرورة وقت الخروج من المنازل وهو الأمر الذى يمكن أن يعمل على إيقاف تداعيات وآثار الموجة الثانية المتوقعة من الفيروس.