الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مفهوم المسيحية الصهيونية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتمدت فكرة الصهيونية المسيحية على اختراق العقيدة المسيحية من خلال قصص العهد القديم الذي يؤمن به اليهود ، ذلك العهد الذي بشر بقدوم السيد المسيح من خلال نبواءت بهذا القدوم أضافة الى نبواءت تبشر بأشياء اخرى قبل أعادة بناء الهيكل والمجئ الثاني للمسيح لكي يحكم العالم بعد معركة هرمجدون ليصبح العالم كله تحت راية المسيح الذي سيأتي بالصورة التي ترسخت في العقل الجمعي اليهودي ، وبالطبع فاليهود الأن في أنتظار مجئ السيد المسيح. الفارق هنا بين اليهودية والمسيحية أن اليهود لازالوا ينتظرون مجئ المسيح بالطريقة التي يرونها فتوقفوا عند يهوديتهم مع عهدهم القديم ، أما المسيحين فهم من أمنوا بالمسيح ورسالته وحياته على الأرض حتى صعوده للسموات ، والمشترك هنا بين اليهودية والمسيحية هو العهد القديم الذي يؤمن به المسيحين على أعتبار أن العهد الجديد هو المُكمل والمُتمم للعهد القديم حسب النص الانجيلي "جئت لأكمل لا لأنقض" ،وهذا يعني أنه على المسيحي أن يؤمن بكل ما جاء في العهد القديم والأ تعتبر مسيحيته ناقصة ، وهذا هو المدخل الصهيوني للأختراق المسيحي ، فالعهد القديم تحدث عن هدم الهيكل وأعادة بناؤه وتحدث عن مجئ السيد المسيح وتحدث عن ان اليهود هم شعب الله المختار وعن أن فلسطين هى أرض الميعاد وهذا يعني بكل بساطة ودون تعمق أن على المسيحي الذي يؤمن بالعهد القديم ويؤمن بهذه الأقوال كاملة حسب جئت لأكمل لا لأنقض ، هنا لابد من نظرة أكثر عمقاً وأبعد تاملآً ، هل يعقل عقيدياً أن المسيحي مازال منتظراً مجئ السيد المسيح؟ واذا كان نعم فما الفارق أذن بين اليهودية والمسيحية؟ فأذا كان المسيح لم يأتي بعد فلا وجود للمسيحية من الأساس ، أما وأن المسيح قد جاء والمسيحية هى ديانة يؤمن ها المسيحيون ، أذا فما هى حكاية "جئت لأكمل لا لأنقض" ؟ التكملة هنا روحية وليست حرفية فالآنجيل يقول "أن الحرف يقتل أما الروح فتحيي" أذن النص الأنجيلي بشكل عام هو روحي وليس حرفياً ،وهذا يعني أن التكملة مختصة بعقيدة الألوهية "الاله الواحد" ،وعقيدة الالوهية هى عقيدة فطرية منذ أدم ،وتعامل الله مع أدم بالبساطة التي كان عليها أدم "لا تأكل من الشجرة" وهى مقولة تؤسس لأن يؤمن أدم (الأنسان) بالالوهية التي يجب أن يتبعها ولا يخالفها ، وتطورت علاقة أدم حسب تطور الانسان فكراً وثقافتاً وتقدماً فكانت الرسالات والانبياء والرسل ثم الآديان ،وهذا يعني أن فكرة الالوهية هى الفكرة التي وجدت مع الأنسان الانسان وستظل والى أخر الزمان ،وهذا يعني أن الرسالات والاديان تُكمل بعضها حسب عقيدة الألوهية الواحدة ، بمعنى أن العهد الجديد هو تكملة للقديم في الآطار الروحي وحسب عقيدة الالوهية ،ما دون ذلك هى نصوص تاريخية وأجتماعية وعسكرية تخص تاريخ اليهود ، فأذا كانت التكملة حرفية فهل تتسق نصوص العهد القديم والتي تقول " أذا دخلت قرية أقتل رجالها ونساؤها وأطفالها وجاموسها وبقرها وتحرق زرعها " مع النص الذهبي والموعظة الالهية وهى الموعظة على الجبل "أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا الى مبغضيكم صلوا من أجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم" فهل هناك اي تكملة بين هذا النص وذاك النص ؟ لا لا ،وعلى ذلك فهل على المسيحي أن يؤمن أن اليهود هم شعب الله المختار حتى الآن؟ أم أن هذا الأختيار كان مشروطاً بقبول الأنبياء والرسل الذين رفضوهم بني أسرائيل؟ ، وهنا فالعقد شريعة المتعاقدين فبعدم أيمانهم بالرسل ورفضهم للسيد المسيح لم يصبحوا شعب الله المختار ، وكيف يكون اليهود شعب الله المختار ،أذن من يكون المسيحيون ؟! وأسقاط الأختيار عن اليهود ينتج عنه بالتبعية أسقاط ان فلسطين أرض الميعاد وذلك لأرتباط الاختيار مع الميعاد ، والصهيونية هنا تستغل هذه النصوص التوراتية التي هى جزء من الكتاب المقدس لأختراق العقيدة المسيحية ولترسيخ أفكار في العقل الجمعي المسيحي أن المجئ الثاني الذي يؤمن به بعض الطوائف البروتستانتية في أمريكا وهم قلة نسبةً الى باقي الطوائف المسيحية التي تؤمن وتعرف تاريخياً ان نبوءة بناء الهيكل قد تمت وأن الاختيار وأرض الميعاد أسقطوا نتيجة اعمال بني أسرائيل التي قال عنها كتابهم "" الحمار يعرف معلفه والثور يعرف قانيه أما شعبي لا يعرفني " ،أذن القضية هى سياسة في المقام الأول والأخير ولا علاقة لها بالدين ،فهذا استغلال الديني لصالح السياسي ، ولذا وجدنا أن البروتانيون البروتستانت الأنجليز المؤسسين لأمريكا هم الذين أبدعوا نظرية الولادة الثانية والمجئ الثاني الذي لن يتم بغير بناء الهيكل وعودة اليهود لأرض الميعاد،ولذا كانت العلاقة بين اليهود وأسرائيل وبين اليمين الأمريكي المتصهين الذي يلعب على هذا الوتر الديني والذي يسير قدماً لكي تستطو أسرائيل على المنطقة لتحقيق مصالح الصهيونية الامريكية الاستعمارية وعلى حساب العرب. الاشكالية هنا وبكل وضوح أن كثير من المسيحين يعتبرون أن تكملة العهدين حرفية ولذا لازال يؤمن خطأً بعض المسيحين بهذا وهذا أسقاط للمسيحية ولمجئ السيد المسيح، وعلى ذلك وبالآضافة للمناخ الطائفي واضافة ممارسات الجماعة في سنة حكمهم وبعد أحداث 14/8/ 2013 التي حرق فيها الاخوان الكنائس ومنازل ومؤسسات للأقباط ، كل هذا جعل هناك مفهوم خاطئ وهو التعاطف مع اليهود أصحاب العهد الفديم وبالتالي لا يتعاطفوا مع العرب والعروبة وبالطبع الناصرية أعتقاداً بان أمريكا هى دولة مسيحية تدافع عنهم ،خاصةً أن بعض المتاجرين من أقباط المهجر يقومون بدور مشبوه تحدثناً عنه كثيراً .
فلننتبه لمخطط الصهيونية ولنعلم أن مصر وطن كل المصريين ولن تكون مصر بغير توحد المصريين ، غير ذلك سيكون في صالح أسرائيل والصهيونية التي لا علاقة لهم بالمسيحية . حفظ الله مصر وشعبها.