الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«طيارات ورق» تنهى حياة «الخيال».. المتهم ذبح المجنى عليه بعد مشاجرة بسبب اعتلاء «مزرعة العجول»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثلت طوق النجاة لـ"أسامة الخيال" الشاب ذو الـ٣٧ سنة، بعد تركه العمل في قطاع السياحة، خاصة مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتدهور أحوال العمال في هذا المجال، حيث استأجر منزلا في الشارع خلف مسكنه في منطقة نزلة السمان بدائرة قسم شرطة الهرم في محافظة الجيزة، ليكون المقر لمشروعه الجديد "تسمين العجول" قبل ضياع ما تبقى معه من أموال وبقائه دون عمل منذ فترة ليست بالقليلة.
بدأ الخيال مشروعه الجديد الذى يعد سندًا له ولأطفاله الأربعة وزوجته، بكل اهتمام ولكنه لم يكن يعلم أنه سوف يدفع حياته ثمنًا لذلك، ففى أحد الأيام وبالتحديد يوم الجمعة الماضى وأثناء عودته ليلا إلى منزله تناهى إلى مسامعه صوت العجول داخل البيت المستأجر مقر مشروعه الجديد، وبالاقتراب والتعرف على الأسباب وجد بعض الشباب يلهون بطائرات ورقية أعلى الحظيرة وبمطالبته لهم بالنزول وعدم اللهو هناك حتى لا يحدث حالة هياج للعجول، حدثت بينه وبين أحد الشباب ويدعى "حسن" ١٩ سنة مشادة تحولت إلى مشاجرة وتدخل الأهالى لينهوا ذلك الخلاف وسط توعد الشاب الصغير بأن المشكلة لم تنته بعد.
"ذبيح وسط الشارع"
عاد الرجل إلى منزله في حالة استياء مما حدث ولكنه حاول نسيان الأمر والمضى قدما فيما هو آت ولكنه لم يكن يعلم بأنها الليلة الأخيرة التى سوف يقضيها برفقة زوجته وأطفاله الأربعة، ففى مساء اليوم التالى جاء إليه المتهم "حسن" وشقيقه "علام" وصديقهما ووالديه، لتنشب بينهم مشاجرة من جديد ولكنها غير متكافئة القوى، ويقوم خلالها المتهم الرئيسى "حسن" بأخذ سلاح أبيض "مطواه" من صديقه ويغافل المجنى عليه ويقوم بذبحه من الخلف ليسقط الشاب الأربعينى والدماء تسيل منه وسط صراخ وعويل من الأهالي، ولاذ المتهمون بالفرار.
في دقائق معدودة تجمع أهالى المنطقة لنقل الرجل غارقا في دمائه إلى مستشفى الهرم الذى حولهم إلى مستشفى قصر العيني، ودخل الشاب إلى غرفة العمليات ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة خلال ذلك، حالة من الغضب العارم اجتاحت منطقة نزلة السمان جراء تلك الجريمة النكراء، حيث قال "هشام م" أحد أهالى المنطقة إن المجنى عليه لم يفتعل مشكلة يوما ما وأنه كان محبوبا من الصغير قبل الكبير ويحظى باحترام الجميع، مطالبا بالقصاص من المتهم ووالده وشقيقه قائلا "عاوزين حق الجدع اللى مات وسايب أربع عيال يتيتموا على إيد واد مراهق"، وكذا قال "صابر ج" أحد الأهالى "المجنى عليه كان ابن بلد وأن شغله وقف من ساعة كورونا وحب يعمل مشروع علشان عياله بس مات غدر".
كان الوقت قد تأخر وقارب على صباح اليوم التالى عندما لفظ المجنى عليه أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، والذى أبلغ قسم شرطة الهرم برئاسة المقدم محمد الصغير رئيس وحدة المباحث، والذى قام على الفور رفقة معاونيه بالانتقال إلى مسرح الجريمة لجمع المعلومات وعمل التحريات وخلال الساعات الأولى من اليوم الجديد حضر المتهم الرئيسى إلى ديوان القسم ليسلم نفسه ويعترف بارتكاب الجريمة.
"قطع ذبحى غائر بطول الرقبة".. هكذا جاء تقرير الطب الشرعى ليؤكد الرواية التى أقرها الشهود أمام النيابة العامة التى أصدرت قرارا لضبط وإحضار والد المتهم بتهمة الاشتراك مع نجله في الجريمة وهو ما نفذته الأجهزة الأمنية متمثلة في قوة من قسم شرطة الهرم ألقت القبض على والد المتهم وصديقه المدعو "حسين جمال كريم" واقتياده إلى سرايا النيابة للتحقيق معه، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.