الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة صينية أفريقية لمكافحة وباء كورونا.. السيسي يطالب بحماية القطاع الطبي في القارة السمراء.. وبينج: النهوض بالشراكة الاستراتيجية بين الجانبين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة صينية أفريقية مصغرة عبر الفيديو كونفرانس تحت عنوان "القمة الاستثنائية لتعزيز التضامن الصيني/ الأفريقي في مكافحة وباء كورونا"، وذلك بمشاركة الرئيس الصيني "شي جين بينج"، وعدد من الرؤساء الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس "سيريل رامافوزا" رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والرئيس "ماكي سال" رئيس جمهورية السنغال والرئيس المشترك الحالي للجانب الأفريقي لمنتدى التعاون بين أفريقيا والصين، بالإضافة إلى كلٍ من سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ومدير عام منظمة الصحة العالمية.

وتناولت القمة الاستثنائية مناقشة سبل تعزيز التضامن والتوافق الأفريقي الصيني في مكافحة انتشار فيروس كورونا، ومنح قوة دفع جديدة للتعاون بين الجانبين في ظل التطورات الحالية.
وقد أشار الرئيس السيسي خلال القمة إلى أن انعقادها يؤكد توافر الإرادة السياسية لدفع العلاقات الأفريقية الصينية، وكذا عزم القارة على مواصلة التعامل الجاد مع تداعيات انتشار فيروس كورونا بالتعاون مع شريك دولي مهم وجاد بحجم الصين في إطار التضامن السياسي والسعي نحو تحقيق المكاسب المشتركة بين الجانبين، مشيدًا في هذا الإطار بالنموذج الذي قدمه الجانب الصيني لاحتواء هذا الوباء، ومؤكدًا أهمية تعظيم الاستفادة من الدروس المستخلصة من تجارب الدول التي قطعت شوطًا أطول في النجاح في محاصرة فيروس كورونا، ونقل تلك الخبرات لبناء قدرات الدول الأكثر احتياجًا لمساعدتها على تخطي الأزمة.
كما أكد الرئيس ضرورة إيلاء الأولوية لحماية القطاع الطبي في القارة الأفريقية عبر التمويل الكافي لضمان توافر المستلزمات الطبية والوقائية اللازمة، فضلًا عن المساعدة في بناء المستشفيات وتجهيزها، لا سيما في ظل محدودية الموارد المتاحة، وذلك بالتوازي مع معالجة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، ومن ثم الحاجة إلى تضافر الجهود الدولية لدعم الدول النامية، خاصةً الأفريقية، لا سيما فيما يتصل بتخفيف أعباء الديون المتراكمة من خلال الإعفاء أو إعادة الجدولة، بما يمكنها من إعداد حزم تحفيزية لاقتصاداتها والحفاظ على مكتسباتها التنموية.
وقد أعرب الرئيس عن التزام مصر ببذل كافة الجهود لدعم تنفيذ نتائج هذه القمة بما يسهم في مكافحة انتشار فيروس كورونا، والحد من التداعيات السلبية لهذه الأزمة على الشعوب والاقتصادات الأفريقية، مؤكدًا في هذا الصدد ضرورة مواصلة العمل الأفريقي المشترك بالتعاون مع الشركاء الدوليين الفاعلين بهدف تحقيق مصالح وتطلعات دول القارة.
وقد شهدت القمة الإشادة بالدور الصيني في محاصرة فيروس كورونا، وتأكيد الجانب الصيني على التزامه بتقديم المساعدات التي من شأنها بناء القدرات الأفريقية لمنع انتشار الوباء ومشاركة مستجدات عملية الوصول إلى لقاح مضاد للفيروس عند إتاحته، مع ضمان وصوله للدول النامية عامةً والدول الأفريقية بشكل خاص، فضلًا عن الإشادة بالجهد الذي بذلته الدول الأفريقية في إطار مكافحة فيروس كورونا، خاصةً فيما يتعلق باعتماد إستراتيجية الاتحاد الأفريقي ذات الصلة وتعيين عدد من المبعوثين الخاصين لحشد الموارد لمكافحة الفيروس.

ومن جانبه حث الرئيس الصيني شي جين الصين وأفريقيا على دحر مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) عبر التضامن والتعاون.
وقال شي إنه يتعين على الجانبين العمل معا لبناء مجتمع صحة للجميع بين الصين وأفريقيا، والنهوض بالشراكة الاستراتيجية والتعاونية الشاملة بين الجانبين إلى مستوى أرقى.
وأشار إلى أن الصين وأفريقيا صمدتا في اختبار كان يمثل تحديا كبيرا وتمكنتا من تعزيز التضامن والصداقة والثقة المتبادلة في مواجهة كوفيد-19، قال شي إنه يتحتم على الجانبين تعبئة الموارد الضرورية، والالتزام بالتعاون معا في حماية أرواح وصحة الشعب الصيني والشعوب الأفريقية، وتقليل تداعيات المرض إلى الحد الأدنى.
وحث شي الجانبين على الالتزام بمكافحة المرض معا، موضحا أن الصين تعتزم مواصلة بذل قصارى جهدها من أجل دعم استجابة أفريقيا للمرض.
وتابع شي لن تهدر الصين وقتا في المضي قدما في تنفيذ الإجراءات التي أعلنتها في افتتاح جمعية الصحة العالمية، ومواصلة مساعدة البلدان الأفريقية عبر توفير المستلزمات، وإرسال فرق الخبراء، وتيسير شراء المستلزمات الطبية من الصين".
وقال شي: إن الصين تعتزم البدء في بناء المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، قبل الميعاد المقرر هذا العام، والعمل مع أفريقيا في التنفيذ الكامل لمبادرة الرعاية الصحية التي اعتمدت خلال قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي، والإسراع في بناء مستشفيات الصداقة الصينية-الأفريقية، إلى جانب تفعيل التعاون بين المستشفيات الصينية والأفريقية المقترنة".
وأضاف شي: نتعهد بأنه بمجرد إكمال تطوير لقاح لمرض كوفيد-19 وتعميم استخدامه، ستكون الدول الأفريقية من بين أولى الجهات المستفيدة منه".
وأشار شي إلى أن الصين حتى الآن أرسلت لوازم ضرورية إلى أكثر من 50 دولة أفريقية وإلى الاتحاد الأفريقي، وبعثت بخبراء طبيين، وشاركت خبراتها في مكافحة المرض من خلال مؤتمرات عبر الفيديو.
وحث شي في كلمته، الصين وبلدان أفريقيا على تعزيز التعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق وتسريع وتيرة متابعة تنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي.
وقال شي: "تدعو الحاجة إلى منح أولوية أكبر للتعاون في مجالات الصحة العامة وإعادة فتح الاقتصاد، وتحسين الأوضاع المعيشية للشعوب".
وأوضح شي أنه في إطار المنتدى، تعتزم الصين إلغاء ديون الدول الأفريقية المعنية في شكل قروض حكومية معفاة من الفوائد المستحق سدادها بحلول نهاية 2020.
ولفت شي إلى أنه بالنسبة للدول التي تتضرر بشدة من فيروس كورونا الجديد وتعاني من ضغوط مالية كبيرة، فإن الصين تعتزم التعاون مع المجتمع الدولي لتوفير دعم أكبر لتلك الدول.
وأضاف شي أن الصين تعتزم العمل مع غيرها من الدول أعضاء مجموعة العشرين، لتنفيذ مبادرة مجموعة العشرين لتعليق خدمة الدين، وحث مجموعة العشرين على تمديد تعليق خدمة الدين لمدة أطول بالنسبة للدول المعنية، بينها الدول الأفريقية.
وأكد شي أن الصين تدعم أفريقيا في جهودها نحو تطوير منطقة التجارة الحرة للقارة الأفريقية، وتعزيز الارتباطية، ودعم سلاسل الصناعة والإمداد.
وأوضح شي أن الصين تعتزم استكشاف آفاق أوسع للتعاون مع أفريقيا في أنماط الأعمال الجديدة مثل الاقتصاد الرقمي، والمدن الذكية، والطاقة النظيفة، وشبكات الجيل الخامس، لتعزيز التنمية والنهوض في أفريقيا.
كما شدد على أن التعاون والتضامن هما أمضى سلاح" في مواجهة المرض، حث شي الصين وأفريقيا على الحفاظ على التمسك بالتعددية.
وقال: نعارض تسييس كوفيد-19 واستغلاله في الوصم والتشويه ونعارض التمييز العنصري والتحيز الأيديولوجي ونؤيد الإنصاف والعدالة في العالم بقوة، مشيرا إلى أن التعاون الأوثق بين الصين وأفريقيا أصبح ضروريا أكثر من أي وقت مضى في ظل التغيرات العالمية الكبيرة الحالية غير المسبوقة منذ قرن.
وحث شي الجانبين الصيني والأفريقي على تبادل الدعم بشأن القضايا التي تمس المصالح الأساسية للجانبين ودعم المصالح الأساسية للصين وأفريقيا ولكل الدول النامية.
وتابع: “على هذا النحو سنتمكن من النهوض بالشراكة الإستراتيجية والتعاونية الشاملة إلى مستوى أرقى".
ومن جانبه، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا خلال الاجتماع: إن “القمة تظهر عمق وصمود التضامن بين الصين وأفريقيا".
وأضاف: “التضامن الصيني-الأفريقي وتعزيز التعاون متعدد الأطراف عامل رئيسي في الفوز في المعركة ضد هذا المرض"، داعيا الجانبين إلى مواصلة تعزيز علاقات التضامن واتخاذ إجراء جماعي لتأمين مستقبل البشرية.
وأعرب رامافوزا عن امتنان الشعوب الأفريقية للرئيس شي، وللصين حكومة وشعبا إزاء التبرعات السخية من معدات الحماية الشخصية وغيرها من المساعدات الطبية.
ووصف القمة بأنها مبادرة ممتازة قال الرئيس السنغالي ماكي سال في كلمته: إن الزعماء المشاركين في القمة جددوا التأكيد على تطلعهم إلى تعزيز الصداقة بين أفريقيا والصين.
وأعرب سال عن دعمه للدور الذي تلعبه منظمة الصحة العالمية في تنسيق الاستجابة العالمية للمرض.
ومن الزعماء الأفارقة الآخرين الذين شاركوا في القمة رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيلكس تشيسيكيدى، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس الجابوني على بونجو أونديمبا، والرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، ورئيس النيجر محمدو إيسوفو، والرئيس النيجيري محمد بخاري، ورئيس رواندا بول كاجامي، ورئيس زيمبابوي إمرسون منانجاجوا، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد.
وحضر الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ومدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الاجتماع بصفتهما ضيفين خاصين.
حضر القمة أيضا وانغ هو نينج عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب.