«البوابة».. تكشف كواليس تحرير 23 مصريًا من أيدي "الميليشيا الليبية"
وتسجل شهادات المحررين ورحلة عودتهم إلى الوطن.. استقبال حافل ومأدبة عشاء بمنفذ السلوم.. وأعلام مصر ترفرف بشارة النصر
محافظ مطروح: القيادة السياسية لا تتهاون في حماية أبناء مصر والحفاظ على كرامتهم
رجب: نقدر جهود الرئيس على ما فعله من أجلنا وعودتنا كانت حلم
طنطاوي: لولا تدخل "السيسي" لكنا في عداد الموتى
صلاح: قطعنا ألف كيلو في رحلة العودة من ترهونة إلى السلوم
سمير: شكرًا لكل من ساهم في عودتنا سالمين لأرض الوطن
في مشهد يجسد أسمى معاني الولاء والانتماء والوطنية للدولة المصرية، وفي أجواء يسودها الفرحة والشعور بالفخر والاعتزاز بالجنسية المصرية، ووسط لفيف من قيادات ورجالات الدولة بأجهزتها المعنية، استقبل منفذ السلوم البري في الساعات الأولي من صباح أمس، 23 مصريًا كانوا محتجزين لدى إحدى المليشيات المسلحة بمدينة ترهونة بالأجزاء الغربية من الأراضي الليبية.
حيث نجحت أجهزة الدولة المصرية، في تحريرهم وإطلاق سراحهم وعودتهم سالمين آمنين إلى أرض الوطن الطاهرة، بناءً على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بسرعة التدخل والتواصل مع الجانب الليبي لإطلاق سراحهم، وذلك عقب تداول فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية، لاحتجاز عشرات العمالة المصرية في ترهونة، وتعرضهم لمعاملة سيئة من أفراد تلك الميليشيا، وإجبارهم على ترديد ألفاظ مسيئة للقيادة السياسية تحت تهديد السلاح، وممارسة بعض ألوان التعذيب النفسي والبدني تجاههم.
ففي الساعات الأولى من صباح أمس، الخميس، وصل المصريين المحررين الذين كانوا محتجزين بالأراضي الليبية، وكان في استقبالهم محافظ مطروح اللواء خالد شعيب، ورؤساء وقيادات الأجهزة المصرية المعنية، أمام بوابة الدخول الرئيسية لمنفذ السلوم البري، التي يعلوها الآية الكريمة "ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ"، وكأنها رسالة طمأنينة لأبناء مصر العائدين من الاحتجاز، وبمجرد أن حط ركابهم بأرض المنفذ تنفسوا الصعداء، حاملين أعلام مصر رافعين شارة النصر، يهتفون "تحيا مصر.. تحيا مصر"، حامدين الله على نعمة بعودتهم لوطنهم الغالي، شاكرين الرئيس السيسي على جهوده العظيمة في إطلاق سراحهم وتحريرهم من أسر تلك الميليشيا.
قال محافظ مطروح اللواء خالد شعيب: إن الرئيس السيسي وجه بتشكيل فريق لإدارة الأزمة، فور انتشار الفيديو المسيء للعمالة المصرية المحتجزين في ترهونة الليبية، وتعرضهم للأذى النفسي على يد إحدى المليشيات، مؤكدًا أنه تم التنسيق مع وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، والجيش الوطني الليبي، وبالفعل تم تحريرهم وعودتهم سالمين إلى مصر، خلال أقل 72 ساعة من احتجازهم، موضحًا أن القيادة السياسية لن تتهاون في حماية أبنائها، وكرامة المصري فوق كل شيء، موضحًا أن وزارة الداخلية الليبية تمكنت من التوصل للميليشيا التي احتجزت العمالة المصرية، وتم القبض على جميع عناصرها، وجارٍ عرضهم على النيابة للتحقيق في الواقعة وسوف ينالون العقوبة التي ستقررها السلطات الليبية.
وأكد المحافظ أن الرئيس السيسي لم يغمض لها جفن ولن يهدأ له بال، حتى اطمأن على سلامة أبناءه من المصريين المحتجزين في ليبيا، مشيرًا أن مصر دولة قوية ودولة مؤسسات وجيش قوى، وقدم الشكر لرئيس الجمهورية، على مجهوداته الكبيرة في عودتهم للبلاد سالمين معززين مكرمين، لافتًا أن مصر أولى بأبنائها، فهم الذين يبنون بلادهم فالمشروعات التنموية والقومية عملاقة أطلقها الرئيس بكافة ربوع مصر في حاجة لهم بدلًا من المغامرة واللجوء إلى الهجرة غير الشرعية عبر الحدود وتعرض حياتهم للخطر في تلك المناطق.
ووجه المحافظ رسالتين، الأولى للمصريين في داخل الوطن، مبروك رجوع أبنائنا بالسلامة سالمين، والرسالة الثانية للخارج، أن مصر لم تكن دولة معتدية ولكن تسعى دائمًا لصون وحفظ حقوق أبناءها في الداخل والخارج، وتوفير الحماية والأمن لهم فوق أي أرض.
يقول سيد صلاح، من أبناء قرية كوم الرمل بمركز سمسطا في محافظة بني سويف، إنه تم تحريرهم من أيدي الميليشيا الليبية المسلحة وأُطلق سراحهم انتقلوا من ترهونة التي تبعد عن الحدود المصرية الليبية بمسافة ألف كيلو متر، إلى مدينة بني جواد على مسافة 700 كيلومتر من الحدود، وواصلوا السير بتأمين من قِبل عناصر الجيش الليبي الوطني حتى مدينة أجدابيا مرورا بمدينة طبرق وصولا لمنفذ السلوم على الحدود المصرية الغربية، وتم تسليمهم للسلطات المصرية الأمنية بالمنفذ.
وأكد رجب عبد الصمد محمد سعد، أن عودتهم إلى أرض الوطن كانت حُلم صعب المنال، ولم نكن نجزم بأننا سنعود بهذه السرعة وفي ساعات معدودة بعد انتشار الفيديو المسيء لنا، موجها الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على ما قام به من أجلهم، وعبر عن سعادته الكبيرة بعودته ورفاقه لأرض الوطن، مؤكدا أن مصر بعثت رسالة قوية للعالم مضونها "أنها لا تترك أبناؤها في أي بقعة من بقاع الأرض دون دعمهم وتوفير الحماية والأمن اللازم لهم.
وأوضح سعد، أنه بالرغم من خروجهم من مصر بطريقة غير شرعية ومخالفة القواعد والضوابط المنظمة للانتقال بين الدولتين، إلا أنه لم يألو جهدًا ولم يهدأ إلا بعد تحريرنا من أيدى الميليشيا المسلحة، ونعتذر بشدة للرئيس السيسي على ما بدر منا من إساءة تحت تهديد السلاح، فهو رئيس عظيم يحفظ حقوقنا ويصون هيبتنا وكرامتنا، "شكرًا سيدي الرئيس على ما فعلته من أجل أبنائك".
وقال سيد صلاح، إن الميليشيا المسلحة أهانتهم وأجبرتهم على توجيه الإهانة للقيادة السياسية تحت تهديد السلاح، ونحن نكن كل تقدير واحترام للرئيس السيسي، ونعلم مدى اهتمامه الكبير بأبناء مصر في الداخل والخارج، مشيرًا أن أجهزة الدولة والحكومة المصرية استطاعوا أن يعيدونا إلى وطننا، لقد أثبتوا للعالم أجمع أن مصر قوية لن تتهاون في حقوق أبناءها، وكنا نتوقع أن نموت ونوارى الثرى بالأراضي الليبية على يد هؤلاء المسلحين، ولكن رزقنا الله برئيس يحافظ على كرامة شعبه في الداخل والخارج.
وقدم على ناجى سمير، أحد المصريين العائدين، الشكر والتقدير للرئيس السيسي، والأجهزة الأمنية المصرية، والمخابرات المصرية، وقيادات الجيش الوطني الليبي، وكل من ساهم في عودتنا سالمين لأرض الوطن، فلولا تدخل هذه الأجهزة بتوجيهات وتعليمات القيادة السياسية، لم نستطيع العودة مرة أخرى إلى مصر.
ومن جانبه قال محمود طنطاوي، إنه شعر بالأمن والأمان والراحة النفسية بعد عودته إلى أرض مصر، مؤكدًا أنه كان على يقين بالله أنه لن يخذلهم في محنتهم، وكلهم ثقة في القيادة السياسية المصرية بأنها لن تتركهم فريسة للمرتزقة الذين يحاربون من أجل المال وتعمدوا إهانتهم، قائلًا: "لولا تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكنا في عداد الموتى، ولم تطأ أقدامنا التراب الوطني، ولا ترى أعيننا أحبابنا وذوينا في مصر، لقد شعرت بالأمان فور عودتنا ووصولنا لمنفذ السلوم، فضلًا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من الأجهزة المعنية".
وقد أعدت الأجهزة المعنية مأدبة عشاء فاخرة للمصريين العائدين من الأراضي الليبية، وأتاحت لهم الاتصال بذويهم وأقاربهم في مصر، حتى يستأنسوا بهم ويطمئنون على سلامتهم، وجهزت أتوبيسًا مكيفًا نقلهم من منفذ السلوم إلى قرية كوم الرمل بمركز سمسطا بمحافظة بني سويف، ووفرت لهم كافة سبل الراحة.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلف أجهزة الدولة بإنهاء أزمة المصريين المحتجزين في ليبيا، وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني، القبض على المتورطين في واقعة الإساءة على بعض العمال المصريين التي جرى تداولها قبل أيام على مواقعة التواصل الاجتماعي، بعد تحديد هوياتهم، مؤكدة مباشرة إجراءات الاستدلال معهم تمهيدًا لإحالتهم إلى مكتب النائب العام في طرابلس.
وقالت داخلية حكومة الوفاق في بيان، أمس الأول، الأربعاء: إن أجهزة الضبط القضائي التابعة لها تمكنت من رصد مكان واقعة الإساءة لمجموعة من العمالة المصرية وكشف هوية المتورطين في هذه الواقعة وإلقاء القبض عليهم ومباشرة إجراءات الاستدلال معهم بالخصوص تحضيرا لإحالتهم لمكتب النائب العام، مؤكدة أنه تم التعرف على العمالة المصرية المجني عليها في هذه الجريمة وعلى هوياتهم وهم جميعا بخير ويتمتعون بحريتهم دون أي قيد ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، منوهة إلى أنه سيجري الاستماع إلى أقوالهم بشأن ما تعرضوا له من إساءات تنتهك حقوقهم وتخالف القوانين والأعراف والأخلاق وضمان كامل حقوقهم القانونية بالخصوص.