جريمة قتل بشعة هزت منطقة الضاهر، حينما أقدم موظف على قتل زوجته وإشعال النيران فيها، كواليس الجريمة وأسبابها رواها الجيران والأهالى في المنطقة.
وفي البداية، قال الأهالي، إن الضحية كانت ترى في زوجها القاتل، السند بعدما تعرفت عليه من خلال عملها، بذلت الغالى والنفيس من أجل أن يكون لها وأن يوافق أهلها على الزواج منه بعد محاولاته المستمرة مع والدها الذى كان رافضًا من البداية، ولكن بعدما لاحظ الأب إصرار الابنة، لم يجد مفرًا سوى الموافقة على الزواج، واشترى لها شقة في نفس العقار حتى تعيش وزوجها بالقرب منه.
مرت السنوات الأولى بينهما في سعادة، حياة زوجية هادئة، ولكن يبدو أن الأمر لم يكن مكتوبًا له أن يستمر كثيرًا، وأن تتبدل السعادة إلى ألم، وباتت المشكلات تزداد بين الزوجة وزوجها منذ شهر رمضان، وتدخل والد الزوجة بإحضار ابنته وزوجها للإفطار معهم في أحد الأيام، ولكن تجدد الخلاف مرة أخرى يوم الجريمة، حتى إن الضحية اتصلت بوالدتها وأخبرتها أن هناك مشكلة شبت بينها وبين زوجها، وانقطع الاتصال وبعدها حاولت الأم الاتصال بابنتها ولكنها لم تجب، ما أثار القلق الشديد في قلبها وأخبرت الأب وبعدها سمعوا الجيران يقولون إن النيران تخرج من الشقة بكثافة.
وتقول بائعة خضار بالمنطقة، إنها لاحظت أكثر من مرة أن الزوجة ليست سعيدة في حياتها، وذلك حينما كانت تأتى إليها الزوجة لشراء احتياجات المنزل، تسمعها وهى تحدث زوجها في الهاتف وتسمع المشادات الكلامية بينهما.
وفى يوم الجريمة، وقعت مشادة كلامية بينهما تحولت إلى نقاش حاد، لم يهدأ الزوج حتى يفكر كيف يحل مشكلة زوجته، ولكنه أسرع نحو المطبخ وأحضر سكينًا وطعنها، ثم أشعل النيران في الشقة وفر هاربًا حاملًا الطفلة الصغيرة، حيث رصدته الكاميرا وهو خارج بالطفلة هاربًا لإخفاء معالم جريمته، ليكتشف الأهالى الجريمة عن طريقة الدخان الكثيف المتصاعد من الشقة، ويسرع والد ووالدة الضحية إلى شقة ابنتهما ليكتشفا أنها ماتت مطعونة ومحروقة.
يقول الأهالى في المنطقة، إن الزوج ليس من أهل المنطقة، ولكنه جاء للعيش مع زوجته في الشقة التى اشتراها لها والدها، كما أنه لم يكن له أي تعامل مع الأهالى في المنطقة نهائيًا، فكان يخرج للعمل صباحًا ليعود في الرابعة عصرًا ويصعد إلى شقته.
كانت غرفة عمليات نجدة القاهرة تلقت بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية في أحد العقارات بمنطقة الضاهر، ودفعت الحماية المدنية بالقاهرة بـ ٣ سيارات إطفاء لمكان الحريق، وتم فرض كردون أمني وتم محاصرة النيران ومنع خطر الامتداد لباقي المجاورات وتمت عملية إخماد الحريق.
وبالفحص والمعاينة، تبين العثور على جثة ربة منزل في العقد الثالث من عمرها وبها آثار ٣ طعنات وآثار حروق بجسدها، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
وبإجراء التحريات والاستماع لأقوال الشهود، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها بسبب شكه في سلوكها، وأنه دائمًا يتعدى عليها بالضرب.
وبناء على إذن من النيابة العامة، ضبط رجال المباحث المتهم في مكان اختبائه بمنطقة دار السلام، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
