الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مسرحيون يدونون دفتر عزاء مهندس الديكور حسين العزبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مهندس الديكور الشهير الدكتور حسين العزبي، الذي وافته المنية الجمعة الماضية عن عمر ناهز 73 عاما، بعد صراع مع المرض، أحد عباقرة الديكور المسرحي الذين تظل ذكراهم وأعمالهم خالدة في ذاكرة التاريخ رغم رحيلهم، كانت أعماله مستلهمة من التراث ومبتكرا لأساليب فنية جديدة في الديكور، وكان آخر معرض له بعنوان "التنورة" افتتحه في مارس 2020، بالهناجر، صور خلاله فن التنورة عبر رقصات مختلفة ذات إيقاع وحركات متنوعة من رقصة التنورة، عمل مع كبار المخرجين والفنانين في العديد من الأعمال الفنية.



*تميز بأسلوب متميز
قال المخرج المسرحي اميل شوقي، إن الدكتور حسين العزبي، إنسان رقيق ومرهف المشاعر، وحساس لأبعد الحدود، له مواقف إنسانية عديدة مع زملائه في النقابة، لم يبخل على تلاميذه شيئا، كما تقابلنا سويا في الدورة الرابعة من عمر مهرجان شباب الجنوب المسرحي 2019، في أسيوط، وتناقشنا في العديد من الجوانب الفنية المسرحية.
وأضاف شوقي، أن العزبي صمم ديكور مسرحية "عاشق المداحين" في 1978، مع الفنان عبدالرحمن الشافعي، على خشبة مسرح السامر، في حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات، موضحا أن آخر معارضه الفنية كانت بعنوان "التنورة" بقاعة آدم حنين بالهناجر في مارس 2020، حضر الافتتاح مجموعة كبيرة من الفنانين على رأسهم الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ورئيس أكاديمية الفنون، الفنانة فيفي عبده، والفنانة وفاء عامر، والفنانة لمياء كرم، والمخرج خال جلال رئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي، وغيرهم، ضم المعرض مجموعة متنوعة من أعماله الفنية الرائعة لفن التنورة بأسلوب متفرد، وكان مهتم باستخدام الألوان الفسفورية التي تظهر في الإضاءة بما تسمى بـ"الالترا لايت" وهي نوع من الإضاءة البنفسجية المنتمية لعائلة النيتروجين التي تتلألأ في الظلام.



*مصر فقدت فنانا ومهندس ديكور يصعب تكراره
من جانبه قال المخرج عادل عبده، رئيس البيت الفني للفنون العبية والاستعراضية، إن الدكتور حسين العزبي جمعتني به علاقة صداقة قوية، منذ بداية التسعينات وإمتدت إلى سنوات عدة، إضافة لكونه حالة فنية كبيرة، وكان فنان ناجحا إداريا، وفنيا، وإنسانيا، فقد عملنا سويا في العديد من الأعمال المسرحية منها على المستوى الاستعرضي صمم ديكورات مسرحية "لولي" إنتاج الفرقة الاستعراضية الغنائية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، والتي قدمت على خشبة مسرح البالون في 1996، من تأليف الشاعر أحمد فؤاد نجم، محمد الفيل، وإخراج مراد منير، ديكور حسين العزبي، استعراضات عادل عبده، وشارك البطولة الفنانة فايزة كمال، محمد الحلو، أحمد ماهر، سامي العدل.
وتابع عبده، أما على مستوى الإخراج، فقد صمم ديكورات مسرحية "شقاوة" التي قدمت على خشبة مسرح قصر النيل، في 1998، إنتاج فرقة محمد فوزي، من تأليف مدحت أبو بكر، وديكور حسين العزبي، وإخراج عادل عبده، وشارك في بطولة العمل كل من وفاء عامر، سمية الخشاب، سيد زيان، روجينا، مجدي كامل، عادل الفار، حسن الهلالي، سامح يسري، ومجموعة أخرى، وكانت من أهم العروض التي قدمت في ذلك الوقت، وكان الديكور يعلب دور البطولة داخل العرض، ومزج هذا الديكور ما بينه وبين الاستعراضات، والدراما، إلى آخره، فكل المشاهد كانت تعتمد على السرعة، والديكورات ذات التقنيات العالية. 
وأوضح عبده، أحد المواقف النبيلة والحساسة التي بكى فيها "العزبي"، عندما حضر لمشاهدة العرض المسرحي "سيرة حب" الذي قدم على خشبة مسرح البالون، وأثناء مشاهدته للعرض أخذ يبكي قائلا: "أنت يا عادل فكرتني بالماضي وزمن الفن الجميل، فعلا العمل كله أحاسيس، وشجن، وذكريات جميلة"، مضيفا أنه فنان حساس ويمتلك كافة أدواته فنية، وأسلوبه المتفرد، فكان يتميز بألوانه الخلابة، التي تحتوي على دلالات عالية، وأطلعت على أعماله الفنية في معرضه بالجيزة، بجانب الديكور فكان فناني تشكيلي لا يشق له غبار، مؤكدا أن مصر فقد فنان كبير ومنهدس ديكور يصعب تكراره.



*واحد من الذين أثروا في تطوير فن الديكور والأزياء
قال الناقد المسرحي أحمد خميس، إن مهندس الديكور حسين العزبى، يعد واحدا من مصممي الديكور والأزياء المسرحية الذين أثروا في تطوير ذلك العنصر المهم في العرض المسرحى، وتشهد ديكوراته على كونه كان يتعامل بجدية ووعى كبير، وكان حريصا كل الحرص على التجويد والابتكار بحيث تعيش تلك الأعمال وتلفت نظر المتلقى سواء العادى أو المتخصص، كما أنه كان متنوع في توجهه الجمالى والإداري، إلى جانب تقديمه لكثير من الأعمال مع المؤسسة المسرحية مثل "يا غولة عينك حمرا" لفرقة المسرح القومى، وقدم العديد من الأعمال مع القطاع الخاص سواء الجاد أو المهتم بالجانب الترفيهى فقط.
وأضاف خميس، أن من بين العروض المهمة التى يتذكرها له هي: "وجهة نظر"، "ماما أمريكا"، "أنا ومراتى ومونيكا"، وفى الجانب الإداري شغل منصب مدير مسرح العرائس إبان فترة تولي الدكتور هانى مطاوع للبيت الفنى للمسرح، وعمل مقررا لشعبة الديكور المسرحى في نقابة المهن التمثيلية، وفى الجانب التعليمى كان يعمل أستاذا للديكور والأزياء مع جامعة حلوان، وقدم العديد من المعارض مع وزارة الثقافة كان آخرها معرض "التنورة"، كما سبق وفاز بجائزة من المجلس الأعلى للثقافة عن بحث تقدم به لهم يناقش علاقة التشكيل في العرض المسرحى الشعبى.



*صاحب لمسة تشكيلية جميلة وراقية
قال مهندس الديكور حازم شبل، إن المهندس حسين العزبي من خريجي الدفعة المتألقة فنيا من الفنون المسرحية بالدفعة 69، 70، 71، التي تخرج منها نجوم عدة في شتى المجالات سواء في التمثيل، والإخراج، والديكور، والدراما والنقد، وغيرها، وهو أحد قامات تصميم الديكور والأزياء المسرحية، له لمسة تشكيلية جميلة وراقية، وصاحب إبداعات متميزة، كل هذا بجانب أنه فنان ذو خلق شديد.
وأضاف شبل، أن "العزبي" قام بتدريس التصميم في كلية الآداب - قسم علوم المسرح - بجامعة حلوان، ويعد بمثابة المثل الأعلى لكل تلاميذه، وداعما لهم طوال الوقت ولم يبخل عنهم شيئا، ومطلع على أعمال تلاميذه من وقت لآخر، كما شارك معنا في معرض السينوجرافيا في 2012، كان مشجعا لفكرة الأنشطة الدولية والعربية، حيث أبدى استعداده ومساهمته لأي نشاط، وأصبح منزله بمثابة مقر اجتماعات ولقاءات لكل المبدعين، مشيدا بدوره تجاه زملائه خلال فترة عمله بالنقابة وتسهيل لعديد من متطلباتهم وحل مشكلاتهم، مؤكدا أنه من مصممي الديكور القلائل بل وليس الوحيد الذي حصل على جائزة التفوق وهي أحد جوائز الدولة.



*ترك فراغا كبيرا على المستوى الفني والإداري
وقال المخرج د. أسامة رءوف، إننا دائما لا نتخيل رحيل الشخصيات التي كانت تشع محبة وسلاما لمن حولها، فقد كان الدكتور حسين العزبي إنسانا رائعا راقيا بكل معنى الكلمة يجمع كل من يعرفه أنه من الشخصيات التي يندر أن يجود الزمان بمثلها سواء على المستوى الإنساني أو الفني، فكيف يكون هذا الإنسان بكل هذا الرقي.
وأضاف رءوف، أن الفنان التشكيلي الذي ابدع بريشته العديد من اللوحات الفنية، التي تشع بما كانت تحمله روحه الجميلة ورؤيته المحبة، إضافة لكونه سينوغرافي ومهندس ديكور أبدع الكثير من الأعمال المسرحية مع أغلب نجوم مصر سواء في القطاع الخاص، والعام، إلى جانب العديد من التجارب التي دعم فيها شباب الفنانين، فقد رحل عنا تاركا فراغا كبيرًا سواء على المستوى الإنساني، والإداري، والفني.



*استمرار جائزة حسين العزبي للديكور بمسرح الجنوب.
أضاف الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، ورئيس المهرجان المسرحى الدولى لشباب الجنوب، أن الحركة المسرحية فقدت واحدا من أهم القامات الفنية الكبيرة، التي كان لها دورا كبيرا في تطوير الصورة المسرحية.
وأكد الهواري، أن الجائزة التي تم استحداثها المهرجان العام الماضي، باسم الراحل الدكتور حسين العزبي ستستمر في الدورات المقبلة كما كان يتمنى، حيث أكد "العزبى" خلال تكريمه في ختام الدورة الرابعة من المهرجان، أن الهدف من الجائزة هو تشجيع مبدعي وفناني الديكور المسرحي من الشباب ليقدموا رؤى وأفكاراجديدة، موضحا أن النجاح الكبير الذي حققه المهرجان المسرحي الدولى لشباب الجنوب وتحقيقه لأهدافه التي من أهمها دعم وتشجيع شباب الأقاليم على الإبداع، جعلني أفكر في عمل الجائزة وتطويرها مع أفكار أخرى ستكون مفاجأة لشباب الجنوب في الفترة المقبلة.