الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«تتريك» الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأب الشرعى للجماعات اليمينية أو ما تم تسميته بـ"الإسلام السياسي" أصبح تركيا الأردوغانية، فبعد أن صنعت المخابرات الأمريكية هذه القوى الراديكالية واستغلتهم في حروبها ضد المسلمين وغيرهم تلقفهم نظام أردوغان ليحقق بهم طموحاته في التوسع على حساب العرب ويعيد أمجاد إمبراطورية ولت ولن تعود.

فبعد أن كان "الإسلام الراديكالى " وسيلة تحركها أيدى المخابرات الأمريكية لضرب منافسها القديم الاتحاد السوفييتى في أفغانستان ونجحت في طرده منها بدعم بعض العناصر المتأسلمة هناك مستغلة ميديا ضخمة تروج لهذه العناصر وتدفع بسخاء لتجنيد الشباب العربى والمسلم ليصبح الوقود لهذه الحرب بعد عمليات غسل دماغ لهم وجدوا أنفسهم فجأة بلا أب ودون قائد يأتمرون بأمره.

فلم تجد هذه العناصر في السنوات الأخيرة إلا أردوغان يغذى أفكارها المتطرفة ويوجهها كيفما شاء نحو ما شاء. وجد أردوغان الفرصة مواتية لكى يستغلهم كما فعل سابقوه الأمريكان خاصة أن سياسة ترامب لم تحبذ أسلوب تجنيد هذه العناصر التى يمكن أن تنقلب على صاحبها إذا استجد جديد.

واستطاع أردوغان أن يستغل هذه العناصر في سوريا وقام بتدريبهم وتجهيزهم بالعتاد والسلاح حتى أنهك الجيش العربى السورى واستطاع أن يحتل بهم مناطق شاسعة من الشمال السورى واستنزاف خيراتها ومواردها.

وبعد انتهاء المعارك الأساسية في سوريا وجد أردوغان أنه من الضرورى استغلال هذه العناصر لتحقيق طموحاته في التوسع زاعما لهم قدرته على إحياء مشروع ما سماه "الخلافة الإسلامية " وأوهمهم بالقتال في ليبيا التى وجدها طوق نجاة له تنجيه من انهيار اقتصادى رهيب ومشكلات سياسية داخلية وخارجية.

وتمكن أردوغان من "تتريك الإرهاب"وأصبح هو إمامهم الأكبر يأتمرون بأمره ويسيرون على نهجه.. ينفذون أوامره ويجتنبون نواهيه. يقاتلون في سبيل تحقيق أحلامه دون أن تهتز لهم عزيمة أو تلين عندهم إرادة.

وأصبح أردوغان بمراوغاته قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أحلامه في سوريا لولا الدب الروسى الذى أجبره على التراجع والاكتفاء بقطعة صغيرة من الكعكة السورية الشهية فراودته نفسه على إكمال أحلامه في أرض الليبيين خاصة أن بلادهم أكثر ثراء وشعبهم أقل عددا وأرضهم أكبر مساحة. ومنها يمكنه النفاذ إلى قلب العالم العربى في أفريقيا خاصة تونس والجزائر والمغرب وله فيها مناصرون إخوان يتلهفون للانقياد له. كما أن ليبيا تجاور الجائزة الكبرى مصر التى تعادل ولايتها الخلافة كلها كما قال ابن العاص. ولكن الكنانة التى تلظت من قبل بأسوأ احتلال في تاريخها تحت حكم العثمانيين الأتراك وعت دروس الماضى جيدا وأصبحت أكثر وعيا وأشد بأسا ولا يمكن أن تعيد نفس أخطاء الماضى وتتيح لأسوأ احتلال استباحة أرضها الطيبة المباركة مرة أخري. فلا يمكن أن تنسى مصر دروس الماضى الذى عانت فيه من "تتريك" لثقافتها واستخفاف بقيمها الأصيلة واستنزاف لمواردها وثرواتها لصالح المستعمر التركى الذى استباح كل هذا باسم الدين رغم أنه كان بينه وبين الدين بعد المشرق والمغرب.

فالخليفة أردوغان يعتمد اقتصاده على نحو ٧ مليارات دولار حصيلة بيوت الدعارة التى يرخص نشاطها في بلاده كما أن الخليفة المزعوم حرص على أن تكون في بلاده المقر الرئيسى لاتحاد المثليين العالمي. كما أنه شخصيا حرص على افتتاح شواطئ العراة لكى يجذب السائحين من كل مكان.

والخليفة المزعوم كان حريصا على علاقاته العسكرية مع دولة الكيان المحتل لأرض فلسطين ويوجد تصنيع مشترك معها في الدبابة "ميركافا" كما أنه ترك فضاء بلاده مستباحا لتدريب جنود دولة الاحتلال نظرا لصغر حجم مجالها الجوى للتدريب. فضلا عن أن معظم وجبات جيش الاحتلال يتم توريدها من تركيا.

الخليفة المزعوم الذى نجح في تتريك الإرهاب يحلم بعودة "التتريك" لبلاد العرب بكل قيمه الوقحة باسم الدين وبأجساد ودماء من يستبيحون دماء المسلمين باسم الدين أيضا. والدين ورب الدين منهم ومن خليفتهم براء.