الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مظاهرات غاضبة تجتاح لبنان احتجاجا على انهيار العملة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتاحت مظاهرات ومسيرات غاضبة عددًا كبيرًا من المناطق اللبنانية، احتجاجا على انهيار العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) أمام الدولار الأمريكى والتدهور المتسارع الذى طال مختلف الأحوال المعيشية والخدمات الأساسية وتسارع وتيرة ارتفاع أسعار السلع والمستلزمات.
وسادت فى بيروت حالة غضب عارمة ارتسمت على وجوه المتظاهرين وأفعالهم، لاسيما فى مناطق متعددة من العاصمة بيروت ومحافظة جبل لبنان، وتكرار كلمة "الجوع" على ألسنتهم تعبيرا عن التردى الشديد فى أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية، وتأكيد أعداد كبيرة منهم أنهم فقدوا وظائفهم أو أنهم يتقاضون نصف راتب فى أفضل الأحوال.
وانفجر الشارع اللبنانى بصورة مفاجئة مساء اليوم، على وقع الأنباء المتداولة منذ ظهر اليوم عن ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكى إلى قرابة 7 آلاف ليرة، بما يعنى انهيار العملة الوطنية لنحو 4 أمثال سعر الصرف الرسمى المحدد بمعرفة مصرف لبنان المركزى.
وقطع المتظاهرون الطرق الرئيسية وأوتوسترادات السفر الدولية الرابطة بين المحافظات باستخدام الإطارات المشتعلة والعوائق المختلفة ومن بينها صناديق النفايات بعدما أضرموا النيران فيما تحتويه من قمامة، فى حين جابت أعداد كبيرة من الدراجات النارية شوارع العاصمة بيروت ويردد مستقلوها الهتافات المناهضة للحكومة والسلطة السياسية.
وبدا لافتا للمرة الأولى منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية اللبنانية فى موجتها الأولى فى 17 أكتوبر الماضى، نزول أعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين من المناطق التى تُصنف على أنها مناطق "البيئة الحاضنة لحزب الله" من بينها ضاحية بيروت الجنوبية والخندق العميق، مرددين الهتافات الغاضبة ضد الطبقة السياسية اللبنانية بأسرها، والشعارات المناهضة للطائفية السياسية، ومن بينها شعارات تدعو للوحدة والتضامن بين أبناء الطائفتين السُنّية والشيعية ونبذ الطائفية.
وارتفعت فى عدد من المناطق ألسنة اللهب الناتجة عن حرائق فى الشوارع وصناديق النفايات، فيما اندلعت أعمال شغب مقابل المقر الرئيسى لمصرف لبنان المركزى بشارع الحمراء بالعاصمة بيروت، حيث استهدف عدد من المشاركين فى الاحتجاجات فروع البنوك وقاموا بتحطيم واجهاتها قبل أن تتدخل وحدات الجيش اللبنانى لإيقاف موجة الشغب.
كما أضرم المتظاهرون فى مدينة طرابلس (شمالى لبنان) النيران فى جانب من فرع مبنى مصرف لبنان المركزى بالمدينة، بعدما كانوا قد تجمهروا أمام الفرع مرددين الهتافات التى تستنكر الارتفاع الكبير والشُح فى الدولار الأمريكي.
وظهر واحدا أن القاسم المشترك بين المظاهرات فى مختلف المناطق، هو الجانب الاقتصادى والمعيشى لاسيما ما يتعلق بعدم توافر الدولار الأمريكى وتأثير ارتفاع سعر الصرف مقابل الليرة اللبنانية، حيث جاءت المطالبات بإسقاط الحكومة على وقع التدهور المعيشى والاجتماعى المتفاقم.
وبدا لافتا عدم تدخل الجيش وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلى (الشرطة) ووحدات مكافحة الشغب فى صدام مع المتظاهرين الغاضبين، مكتفين فقط بمنعهم من تنفيذ عمليات الشغب أو استهداف المنشآت والمؤسسات.