الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس اسطفانوس مجدي: صوم الرسل الأقدم في كنيسة العهد الجديد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الاثنين الماضي، صوم الرسل، ويستمر حتى الحادي عشر من يوليو المقبل، وفيه تصلي الكنيسة القداسات بصفة يومية، وتعتبر مدة صوم الرسل هي المدة المتغيرة الوحيدة بين أصوام الكنيسة لتحدد كل سنة بمدة مختلفة بين 14 يومًا حتى 48 يومًا.
ويدخل الأقباط في هذا الصوم تخليدًا لذكرى بدء تلاميذ المسيح التبشير برسالته بين العالم أجمع، وينتهي بعيد الرسل أو عيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس، والذي يحل في 12 يوليو المقبل.
وأوضح "القس اسطفانوس مجدي كمال"، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بسيدي سالم كفرالشيخ ومدرس بالكلية الاكليريكية للبوابة نيوز، ما هو صوم الرسل وتاريخة واهميته بالنسبة للكنيسة وقال ان صوم الرسل، وهو أقدم صيام في كنيسة العهد الجديد، حيث إن تلاميذ يوحنا حينما جاءوا إلى السيد المسيح قالوا له:"لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيرًا وأما تلاميذك فلا يصومون ؟، فقال لهم يسوع: هل يستطيع بنو العُرْسِ أن ينوحوا ما دَامَ العريس معهم؟ ولكن ستأتي أيام حين يُرْفَعُ العريس عنهم فحينئذ يصومون " (مت 9: 14- 15)، وبالفعل بعد صعود السيد المسيح له المجد صام تلاميذه "وبينما هم يخدمون ويصومون....." (أع 13: 2)
وتابع "القس اسطفانوس مجدي كمال": فصام الأباء الرسل الأطهار قبل وأثناء خدمتهم لينالوا قوة ومعونة من الرب، ونظرًا لشعورهم بكثير من النعم والبركات بسبب هذا الصوم قرر الأباء الرسل في تعاليمهم (الدسقولية) قائلين:" وبعد أن تكْملوا عيد الخمسين، عيَّدوا أيضًا أسبوعًا آخر، وبعد ذلك صوموا أسبوعًا آخر"، وبالفعل بقي هذا الصوم هكذا حتى القرن الحادي عشر في حبرية البابا ديمتريوس الكرَّام الذي وضع قائمة مع المجمع المقدس بأصوام الكنيسة، وجعل صوم الرسل يبدأ من اليوم التالي لعيد العنصرة (عيد حلول الروح القدس على التلاميذ) حتى عيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس في اليوم الخامس من شهر أبيب (12يوليو) من كل عام، واستمر الصوم هكذا حتى الآن.
واستطرد " كمال" يعتقد البعض خطئًا أن هذا الصوم موجه إلى الأباء الرسل، ولكن كل الأصوام التي نصومها هي موجهه إلى الله، لأن الصوم عبادة والعبادة لله وليست لأشخاص، فصوم يونان ليس ليونان بل نحتذي بصوم أهل نينوى المقبول أمام الله من أجل التوبة، وصوم السيدة العذراء ليس لشخص السيدة العذراء...... وهكذا.
وأشار"القس اسطفانوس مجدي كمال"، بان الصوم لم يكن في العهد الجديد فقط بداية من هذا الصوم، ولكن الصوم هو أول وصية أعطاها الله للإنسان حينما قال لآدم "من جميع شجر الجنة تأكل أكلًا، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت" (تك 2: 16- 17)، فأصبح صوم آدم هو أول صوم في العهد القديم، وصوم الرسل هو أول صوم في العهد الجديد.هذا بالإضافة لأصوام كثيرة في أيام موسى، وإيليا، وعزرا، ونحميا، وأستير..... إلخ
واختتم "القس اسطفانوس مجدي كمال "الصوم هو عمل مقدس اختاره الله منذ البداية كما ذكرنا كدليل حب من الإنسان لله على كل ما صنعه من أجله، فالله دائمًا يبحث عن الإنسان ويقدم له حب حتى في حال خطيته، فحينما أخطأ آدم بدَّل أوراق الشجر بجلود الحيوانات كدليل على محبته، والحب الحقيقي ليس من طرف واحد، لذا يجب على الإنسان أن يقدم أبسط صور المحبة من خلال الصوم الحقيقي.
يقول مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث:[ القداسة هي استبدال شهوة بشهوه ]، وكما قال القديس يوحنا ذهبي الفم: [ كل عمل روحي ناجح يبدأ بالصوم]، فلا يقل أحد أن صوم الرسل هو لفئة معينة أو موجه لشخص معين!! بل هو صوم لله له أهميته وبركته.
واختتم حديثة وقال" الرب يعطينا بركة هذا الصوم المقدس"