الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

"اقتل عربيًا».. أغنية تجسد العنصرية الإيرانية.. والعرب في بلاد فارس محرومون من تعلم لغتهم أو تقلد الوظائف القيادية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
موجة من الغضب العارم تفجرت داخل الولايات المتحدة الأمريكية وانتقلت منها إلى كافة العواصم العالمية في أعقاب مقتل جورج فلويد، الرجل أسود البشرة، على يد شرطى أمريكى.
وسلطت هذه الموجة الضوء على العنصرية بكل أنواعها والتى تتفشى بالفعل في عدد من دول العالم وفى مقدمتها تركيا وإيران.
«اقتل عربيا» عنوان لأغنية راب إيرانية للمغنى بهزاد بكس، يعلو صوته في ترديد كلماتها بعنصرية كبيرة وخلفه صورة مقبرة «قوروش» رمز القومية الفارسية.
وكلمات الأغنية تقطر عنصرية بشكل صارخ، حيث يقول شاعرها بهزاد مهدوى بخش في المقدمة «لم أكن يوما ما أحب هؤلاء أكلة الجراد» في إشارة إلى العرب، وتخاطب الأغنية الملك الإيرانى «قوروش» قائلة: «انهض يا قوروش فقد بلغ الأمر بنا ليتم تهديدنا من قبل العرب».
فالحقد علی ﺍﻟﻌﺮﺏ ظاهر بصورة واضحة ﻓﻲ ﺍلأﻏﺎﻧى، حتى أن الأغنية لم تستوقف وزارة الثقافة والإرشاد الإيرانى لتمنع انتشارها.
وكشفت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين السويديين للتعرف على تعامل الدول مع الأعراق المتنوعة أن إيران ثانى دولة عنصرية في العالم، ولا تسبقها سوى الهند، وقد شمل الاستطلاع نحو ٨٠ دولة.
عنصرية ضد العرب
ويظهر الإيرانيين نظاما وشعبا عنصرية واضحة في التعامل مع العرب الذين يشكلون نحو ١٠ ٪ من الشعب الإيراني، ومع ذلك يحرمون من أبسط حقوقهم كارتداء الزى العربى وتعلم اللغة العربية. 
كما يمنع العرب من إكمال الدراسات العليا ومن تولى المناصب القيادية والقضائية، كما عمد النظام الإيرانى إلى تغيير أسماء المدن العربية إلى فارسية.
وتغذى خطابات رسمية وإعلامية تلك العداوة ضد العرب، ما دفع مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في طهران، إلى إصدار عدة بيانات عن سوء الأوضاع هناك.
عنصرية ضد السنة
يعيش أهل السنة في إيران واقع أليم تسيطر عليه الاعتقالات والتضييق والحرمان والاضطهاد على عكس بقية الشعب الإيرانى خصوصًا من طائفة الشيعة منذ الإعلان عن التشيع مذهبًا رسميًا للبلاد بعد ثورة الخمينى عام ١٩٧٩.
وتأخذ الطائفية الشيعية ضد السنة أبعادا خطيرة، فيكفى أنه لا يوجد في طهران مسجد سنى واحد، كما يعمد النظام إلى مطاردة علماء السنة واعتقالهم وتجريم الكتب السنية.
ورغم وجود ملايين السنة في إيران، إلا أنهم محرومون من التمثيل البرلماني، ويسعون بشتى الطرق للمحافظة على موروثهم الثقافى والإسلامى الأصيل في ظل سعى حثيث من النظام الإيرانى لتدمير هويتهم وتذويبها داخل هويته وسياساتها، سواء القومية أو الطائفية.
كما لجأ النظام الشيعى لعدة سياسات لتقليص الوجود السنى، ومن أبرزها: منع أئمة جوامع أهل السنة من حرية نشر وشرح عقائدهم وتنفيذ الإعدامات بتهمة الوهابية، ووصل الأمر إلى حد إعدام ٤٠٠ سنى منذ عام ٢٠١١ وحتى الآن.
فضلا عن عدم السماح لأهل السنة ببناء المساجد والمدارس في المناطق ذات الأكثرية الشيعية والتضييق على بنائها في مناطق السنة الخالصة.
بل ووصل الأمر إلى هدم عدد من المساجد والمدارس السنية، وتنشئة الأطفال وأبناء أهل السنة على أفكار وعقائد الشيعة وترغيبهم بها وترهيبهم مما سواها، عن طريق المدارس من الابتدائية إلى العالية.
وحرمان أهل السنة من شئونهم الثقافية والاجتماعية والأخلاقية والعمل على إحباط أى نشاط اقتصادى يقوم به السنة.
كما اعتمد النظام الشيعى المناهج الدراسية التى تتواءم مع أهدافه من الابتدائية حتى المراحل المتقدمة، أو بطمس معالم لغات تلك الشعوب وفرض التحدث والمخاطبة والتعلم بالفارسية.
وبسبب عدم وجود إحصائية دقيقة وعدم السماح لأى جهة أو منظمة بالقيام بإحصائية للسنة وللأقليات القومية بإيران فإنه من الصعب جدًا تحديد عدد الذين ينتمون إلى أهل السنة والجماعة.
ويشكل الشعب الكردى نحو نصف أهل السنة في إيران؛ إذ يعيش في إيران أكثر من ١٠ مليون كردي، ٩٨٪ منهم من المسلمين، و٩٥٪ منهم من أهل السنة. 
ويأتى الشعب البلوشى في المرتبة الثانية من حيث نسبةُ السنة ثم الأحوازيون العرب.
تمويل حرب عنصرية إعلامية
ففى حربه المستعرة ضد السنة، لم يدخر نظام الملالى أى وسيلة إلا ولجأ إليها، محملا شعبه دفع فاتورة باهظة الثمن لمعركته العنصرية، حيث لعِب الإعلام الذى تموله إيران دورًا كبيرًا في نشر سمومها الطائفية، لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية.
وحاولت إيران من خلال بواباتها الإعلامية المنتشرة في العالم العربى أو الغربى اختراق المجتمعات العربية وزرع الفتن وإثارة العداوات داخلها، في أطار مخططها للتوسع الشيعى الإيرانى في كل المنطقة.
وأنفق النظام الإيرانى أموالا طائلة على تمويل وسائل إعلامية بشكل كامل ومباشر، غالبية أصحابها من الموالين لإيران لأسباب طائفية، فهم شيعة في الأصل، حاملين شعارات الحداثة واللبرالية والعلمانية. 
حيث انتشرت في الآونة الأخيرة عشرات الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية تنطق باسم إيران بصورة مباشرة في العراق ولبنان واليمن. 
ففى العراق فقط - كما نشرت بعض المراصد- تم توثيق وجود ما يزيد عن أربعين صحيفة يومية وأسبوعية ونشرة إعلامية ومجلة وكتبًا دورية وفضائية، كلها تمولها إيران وترسم توجهها وخطابها.
كما تلجأ إيران إلى حيلة أخرى للسيطرة على العقول من خلال اختراق وسائل إعلام عربية شهيرة من خلال دفع مبالغ مالية كبيرة، أو دس عناصر موالية لها في هذه الوسائل، بهدف نشر تقارير معينة وتحقيقات لتحسين صورة إيران، أو شن حرب موجهة ضد السنة، أو لغض الطرف عن جرائم إيران الداخلية والخارجية. 
كما وثقت منظمة «مجاهدى خلق « المناوئة للنظام الشيعى الإيرانى في تقرير منشور لها، بعض الاختراقات في الإعلام، وهى اختراقات تمت عبر سفارات إيران في بعض الدول العربية.
كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن وثائق استخباراتية مسربة تؤكد أن هناك أكثر من عشرة آلاف صفحة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، يديرها إيرانيون شيعة بأسماء مستعارة وعناوين مستعارة، تشير إلى أن صاحب الصفحة قد يكون مصريًا أو لبنانيًا أو خليجيًا أو عربيًا من أى دولة عربية، إلا أن إدارة هذه الصفحات تتم من داخل إيران.
وتتلخص مهمة هذه الصفحات في نشر الأخبار الكاذبة والفتنة، وتبرير سياسة طهران الطائفية، باعتبار أن صاحب الصفحة عربى محايد لا يُكِنُّ العداء لإيران.
بالإضافة إلى عشرات آلاف الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لعرب شيعة على صلة بإيران، مظهرين التضامن سياسيًا فقط مع إيران وقلوبهم مشبعة بكره السنة والجماعة. 
فضلا عن عشرات وسائل الإعلام التى تدعمها إيران في أوروبا وأفريقيا وأمريكا وكندا وأستراليا وتعمل على أساس طائفى شيعي، للترويج للمشروع الإيرانى الشيعى في ما يعرف بالشرق الأوسط وتهتم بغير الناطقين بالعربية.
الانتقام العنصرى بنشر الإرهاب 
كما تكشف الأوضاع في معظم الدول العربية كالعراق ولبنان وسوريا واليمن عن أن الأيدى الإيرانية لا تكف عن العبث ومحاولة نشر الفتن والدمار على الأراضى العربية.
حتى أن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في العراق واليمن اتفقت على مطلب واحد مشترك وهو طرد إيران ووكلائها من أراضيها بعد أن أدركت الشعوب العربية حجم الخراب والدمار اللذين يصاحبان أى وجود إيرانى.
فأينما حلت إيران كان الخراب، ونظرة سريعة على الواقع العربى في العراق وسوريا واليمن ولبنان تؤكد بما لا يدع مجالا للشك هذه الحقيقة، وينفى ما يحاول الملالى التأكيد عليه مرارا وتكرارا حول مبادئ الثورة الإسلامية المنادية بنصرة المسلمين وتحرير فلسطين.
فما نراه على أرض الواقع من تمويل للإرهاب ونشره على الأراضى العربية ومحاولة بث الفتن والانقسامات لا يمت بأية صلة لهذه الشعارات الرنانة وإنما يبقى مغلفا بطابع العنصرية الشيعية.