الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في ذكرى رحيل متى المسكين.. باحث قبطي: السلام على معلم المسكونة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كتب الباحث القبطي نادر صموئيل، في ذكري رحيل الأب متي المسكين، مقدما التحية لفكر وقلم وسيرة الأب متى المسكين، سلاما على من مات عن العالم فباع كل ما لديه وأعطاه للفقراء واختار أفقر وأبعد دير وقتئذ (دير أنبا صموئيل) وترهب وعندما رأي الدير من بعيد خفق قلبه من الفرح وقال للرب (لقد سرقتني... إنك سرقتني من العالم) وكان عمره ٢٩ عاما.

وأضاف صموئيل في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، اليوم الاثنين، وسلاما على من توحد في مغاره حفرها بيديه ومكث بها ثلاث سنوات تحت تدبير القمص عبد المسيح الحبشي وكان لا ينزل للدير إلا كل ٤٠ يوم للتناول.

وتابع صموئيل: سلاما على من خط أول ما خط (حياه الصلاة الأرثوذكسية) والذي تتلمذ وتأثر به كل من قرأه وعلق بذهنه مفاهيم عن الصلاة لم تفارقه أبدا وكان عمره ٣٢ سنة.

وأستطرد صموئيل، سلاما على من نادى أن (الرهبنة دعوة إبراهيمية) فأعاد للرهبنة حياتها الأولي وعاش ٥٨ سنه في حياه رهبانيه حقه وكتب لنا (أنطونيوس ناسك إنجيلي) . سلاما على من جاهد ذاته فأماتها بالحقيقة فلم يدافع عن نفسه أبدا ... أبدا... وصمت ٢٦ عاما لم يقل أو يكتب كلمه دفاع واحده عن نفسه لأنه قال (نحن رهبان علينا واجبات وليس لنا حقوق) .

وأضاف سلاما على من أثرى مكتبه كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بتفاسير الكتاب المقدس بعد أن تتلمذ كل الجيل السابق على كتابات ووليم باركلي ومتى هنري إخوتنا البروتستانت وكتب حوالي ١٨٠ كتاب من أعمق وأعظم ما كتب بعد كتابات الآباء الأوائل وللأسف لم يخرج من رحم كنيستنا من كتب بمنهج بعده إلا القمص تادرس يعقوب والذي استقى منهج الكتابة للكنيسة من الأب متي المسكين

سلاما على من عاش حياه الرهبنة الحقه وعاش (صلب العالم لي وأنا للعالم ) فكان يسجد ٦٠٠ ميطانية في اليوم ويقرأ ٥٠ إصحاح يوميا ويصلي التسبحة في وحدته من ٧ مساء إلى ٧ صباحا ..سلاما على من قرأ الكتاب المقدس بنهم وبفهم ورأي نور الإنجيل ومجده فارتعب وحزن لأنه كان يقرأ على لمبة جاز.. فصلى إلي الله أن يعطيه أحد طلبتين.. (إما أن تطيل عمري.. أما أن تعطيني ذهن شاب كل عمري) فأعطاه الله الإثنين !!

سلاما على من قال لإلهه لن اشتري كتابا وما تعطيني سأقرأه.. وأهدي إليه أحد المباركين كتب آباء الكنيسة (الباترولوجي) بالإنجليزية وكانت أول مرة تدخل القطر المصري فقرأها وشبع وأشبعنا بفكر ومنهج الآباء.. ونفذ نذره فقال (كل كتاب وصل إلي قرأته)!!

سلاما على من ذاع صيته في كل المسكونة وترجمت كتبه إلي سبعه لغات وتتلمذ على كتاباته أديره بكاملها كدير بوزيه Bose بإيطاليا والذي يعتبروه الأب الروحي للدير وأقاموا احتفالية في العيد العاشر لنياحته ٢٠١٦ حضرها أنبا أبيفانيوس رئيس دير أنبا مقار وأنبا أثناسيوس أسقف فرنسا وأنبا برنابا أسقف شمال إيطاليا وأنبا لوقا أسقف سويسرا وأكثر من ٢٠٠ عالم واسقف من كل العالم وعندما علموا أن الأنبا أبيفانيوس ابنه قبلوه بحراره وقالوا له نحن تلاميذ الأب متي المسكين ونقرأ كتبه في أديرتنا كل يوم . حقا فلا نبي بلا كرامه إلا في وطنه!!

سلاما على من كل من اختلف معه أو علق على أخطاء في كتاباته قال إنه عظيما وكاتبا ومبدعا أثرى الكنيسة وأكد انه قرأ له وتتلمذ على كتبه ك الأنبا رافائيل والأنبا موسى والأنبا ميخائيل المتنيح والأنبا يؤانس وغيرهم كثيرون 

واختتم "نادر صموئيل" تصريحه قائلاً: سلاما ونعمة وكرامة مضاعفة لك يا أبي على كتاباتك العظيمة التي ننهل منها فعرفتنا نور الإنجيل وروعه الكنيسة وعظمة الافخارستيا وعلمتنا مفاهيم.. معنى (في المسيح).. والحرية.. والنعمة.. وعرفتنا ببولس وأثناسيوس وباخوميوس وأنطونيوس وكثيرين.. سلاما على المصلح والمعلم المسكوني، فسلاما لك يا أبي... ارقد في سلام المسيح.