الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

روبرت شومان وجنون العبقرية

روبرت شومان
روبرت شومان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى الـ 210 على ميلاد الموسيقار الألماني روبرت شومان، والذي يُعد أهم مؤلف موسيقي في الحركة الألمانية الرومانسية، وذاعت شهرته بفضل مؤلفاته الرائعة على البيانو، تمثل مؤلفاته الحالتين النفسيتين المتناقضتين للموسيقى الرومانسية، إحداهما عاطفية نابضة، والأخرى هادئة وتأملية.
ولدت "شومان في مدينة زفيتسكاو في ألمانيا في الثامن من يونيو عام 1810، وكان والده على قدر كبير من الثقافة، فكان ناشر ومحرر حيث افتتح في عام 1799 مكتبة لبيع الكتب وقام بتحويلها فيما بعد إلى دار نشر، أصيب قبل وفاته بمرض عصبي، وكانت أمه سيده رقيقة وذكية فهي ابنه لحد الأطباء الجراحين، وكانت تتمتع بثقافة عالية لكنها كانت أصيب بفرط من الحساسية وبعض الأمراض الهيستيرية والخيالات والاوهام التي كانت تنتابها من وقت لآخر، وهكذا ورث "روبرت" من والديها الذكاء المفرط وكذالك الأمراض العصبية والنفسية. 
تلقى روبرت تربية راقية من العلم وتشبع بأفكار والده عن الثورة الفرنسية ولم تكن الموسيقى هي العنصر الأساسي في بداية حياته، ومع ذلك كان يجيد العزف على البيانو والكمان والتشيلو قبل أن يبلغ سن العاشرة من عمره، وبدأ في سن السابعة في كتابة المقطوعات الصغيرة، وكان مهتمًّا بالأدب والشعر، وقضى روبرت شبابه في قراءة التخيلات الرومانسية لبايرون وما شابه، وكان يأمل أن يكون شاعر،وقبل وفاة والده عام 1826 حل التردد بين الشعر والموسيقى بتحديد ابتكار موسيقى شاعرة.
واتجه بعدها للموسيقى وفي عام 1832 استطاع أن يؤسس مجلة الموسيقى الحديثة التي أصبحت ولمدة 10 سنوات أشهر مجلة موسيقية في "لايبزج"، وحصل "شومان على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة "فيينا لمجموع أعمالة الثقافية والموسيقية وفي العام ذاته تزوج من كلارا بعد صراع طويل مع أستاذه ووالدها في التفريق بينهما، ونصحته كلارا أن يتجه للقوالب الكلاسيكية الكبيرة، وقام بتأليف سيمفونيته الأولى "الربيع" في نهاية شتاء 1941، وقد لاقت نجاحًا كبيرًا، وتعتبر من أجدل الألحان التي ألفها في حياته، تقلد بعدها "شومان" منصب أستاذ البيانو والتأليف بالكونسرفتوار إلا أن حساسيته المفرطة تركت أثرًا سلبيًّا على علاقته بطلابه، وفشل في نقل أفكاره إليهم، فقام برحلة إلى روسيا مع زوجته التي استقبلت بترحاب في البلاط القيصري وحققت حفلاتها هناك نجاحًا كبيرًا. 
وفي عام 1851 أصيب "شومان" بمتاعب صحية وعصبية بدأ على أثرها يفقد سمعه جزئيًّا، ولم يعد يستطيع قيادة الأوركسترا إلا انه استطاع بكثير من الجهد أن يقدم عدة أعمال ناجحة جدًا". 
وبعد عزله عن قيادة فرقة "دسلدروف" حاول الانتحار أكثر من مرة فاضطروا إلى تقييده وقادوه إلى المنزل بالقوة، وبعدها هذا الحادث قررت زوجته إلى إرساله إلى مصحة للأمراض العقلية، وقد تحول روبرت فجأة إلى طفل صغير لم يعد قادرًا على تمييز الأشياء، وظل في المصحة قرابة العامين، ثم توفى في سريرة دون آلام.
ألف شومان أربع سمفونيات، وموسيقى الحجرة "العزف" وموسيقى كورالية، وأعمالا أخرى، تأتي أعماله في مرتبة أعمال فرانز شوبرت نفسها من بين أفضل الأغاني الألمانية، فقد كان لشومان تأثير قوي على المؤلفين الموسيقيين المختلفين في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد نشرت مختارات من أعماله الموسيقية للصغار ومجموعة من المقطوعات الموسيقية لطلبة البيانو عام 1848.
ومن بين أعماله الشهيرة على البيانو، ومن بينها دراسات سيمفونية عام 1834، فانتازيا من السلم الموسيقي الكبير عام 1836، وحفل موسيقي من السلم الموسيقي الصغير عام 1845، كما قام شومان أيضًا بتأليف عدد من المقطوعات القصيرة، كثير منها في شكل مجموعات، هذه المقطوعات تشمل على الآتي "الفراشات" ما بين 1829 – 1831، و"كرنفال" ما بين 1834 – 1835.