الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

الأمم المتحدة تفضح جرائم ميليشيات السراج ضد أطفال ليبيا

الامم المتحدة
الامم المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط كل هذا السجال السياسي، بدأ العالم انتفاضة كبرى ضد حكومة السراج ومليشياتها المدعومة عسكريا من تركيا، وذلك بعدما تكشفت عشرات الجرائم والفظائع التي ترتكبها هذه المليشيات بحق المدنيين، وبخاصة الأطفال منهم. 
منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، ومعها المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام، وأيضا دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، أصدرت بيانا مشتركا، نددت فيه باستخدام عبوات ناسفة وصفتها بالمبتكرة ضد الأطفال والمدنيين، بمنطقتي عين زارة وصلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس.
البيان الذي نشرته "يونيسف ليبيا"، أعرب عن قلق المؤسسات الثلاثة، إزاء التقارير التي تفيد بأن سكان منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس، تعرضوا للقتل والإصابة بواسطة عبوات ناسفة مبتكرة يدوية الصنع، تم وضعها بين منازلهم وبالقرب منها.
البيان أشار أيضا إلى أن الأطفال يتعرضون لخطر الذخائر المتفجرة، من مخلفات القتال الدائر في البلاد، مشيرة إلى أنها ترى أن أطفال ليبيا الأكثر تأثرا بنتائج الصراع الدائر في بلادهم.
الممثل الخاص ليونيسف في ليبيا، الدكتور عبد الرحمن غندور، دعا أطراف النزاع في ليبيا إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، بحماية الأطفال في جميع الأوقات، مشددا على ضرورة مساءلة من يعرضون حياة الأطفال للمخاطر.
الصراع الدائر في ليبيا يلقي بظلال قاتمة على جميع مناحي الحياة لكنه يبدو أشد قسوة فيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون في مواجهة أنواع من الخطر لا قبل لهم بها.
في الوقت ذاته لم تتوقف جرائم حكومة السراج ضد الإنسانية على الأطفال فقط، وإنما امتدت إلى التعذيب والقتل في سجونها، بمعرفة وزارة الداخلية التي يقودها فتحي باشاغا.
وفي رسالة إلى الأمم المتحدة، سجل شاب يدعى "رجب المقرحي" ما تعرض له من تعذيب في سجن معيتيقة، الخاضع لداخلية السراج، مقطع فيديو يتهم فيه باشاغا بأنه اقتلع عينه بملعقة، مطالبًا بإخضاع مرتكبي هذه الجريمة للمساءلة القانونية.
المقرحي قال إنه احتُجز في صيف 2019، بمركز الاحتجاز معيتيقة سوق الجمعة بطرابلس، حيث تعرض للعنف الجسدي المنتظم والتعذيب طوال فترة وجوده في السجن مما أدى لإصابته بجروح جسدية أدت إلى اقتلاع عينه، مشيرا إلى وصول الوزير إلى السجن ذات يوم حيث تم إحضاره برفقة سجناء آخرين، إلى رئيس السجن آمر ميليشيا الردع عبدالرؤوف كاره في قاعة. 
المقرحي، أكد أن يديه كانتا مكبلتين بالأصفاد، ودون أن يطرح عليه أي سؤال، اقترب منه فتحي باشاغا وأرغمه على أن يجثو على ركبتيه، ثم ثبت رأسه حينها، ممسكًا بملعقة وقربها نحو وجهه، وفي اللحظة التالية شعر بألم حاد ثم فقد الوعي.
وفي تصرف لا يمت للإنسانية بصلة، أكد المقرحي أنه لم يتم تقديم المساعدة الطبية المطلوبة له، فيما يشرف كاره على عمليات التعذيب التي يمارسها بنفسه ضد المعتقلين في سجن معيتيقة، ويساعده في ذلك محمود حمزة، آمر ميليشيات 2020، أو ما تعرف بـ "الزلزال".
ويرى طه على الباحث في شئون الجماعات المتطرفة، أن جرائم مليشيات السراج ضد الإنسانية، فاقت ما ارتكبه مجرمو داعش ضد السوريين، مشيرا إلى أن استهداف الأطفال الليبيين بالمتفجرات والألغام، لا يقل فظاعة عن عمليات تجنيد أطفال سوريا للقتال في صفوف المرتزقة الذين ترسلهم تركيا إلى ليبيا يوميا.
وقال: "المرصد السوري لحقوق الإنسان يكشف يوميا تفاصيل تجنيد أطفال سوريين، وإرسالهم للقتال في ليبيا، بأعداد تجاوزت 200 طفل حتى الآن"، مشيرا إلى مقتل نحو 25 منهم، وجرت إعادة جثثهم إلى ذويهم في سوريا، وسط تكتم شديد. 
ولفت " على " إلى أن المرصد ذكر أن عدد المقاتلين السوريين في ليبيا وصل إلى نحو 11 ألف فرد، بينهم مجموعات غير سورية، مضيفا: "أعمار الأطفال السوريين المنضمين لهذه الأعداد من المقاتلين تتراوح بين 16 و18 عاما، وغالبيتهم ضمن فرقة السلطان مراد، حيث جرى تجنيدهم للقتال في ليبيا عبر عملية إغراء مادي، في استغلال بشع للوضع المعيشي الصعب الذي يعانيه السوريون حاليا.
وأوضح الباحث في شئون الجماعات المتطرفة أنه يجري نقل الأطفال من إدلب وريف حلب الشمالي، إلى عفرين بحجة العمل هناك، ثم يتم ضمنهم إلى الفصائل الموالية لتركيا، وإرسالهم للقتال في ليبيا بعد تدريبهم.