الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات طبيبات في «معمل عينات كورونا»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحلة البحث والتأكد من فيروس كورونا والإصابة به، والتأكد من إيجابية العينة ليست عملية سهلة، فمن يقوم بها يتعامل بشكل مباشر مع عينة في أغلب الأحوال مصابة بالفيروس الذى ليس له علاج معروف حتى الآن، فما بالك بطبيبات يمتلكن من الشجاعة ما يكفى للتعامل مع العينات المصابة، يحاربن في الصفوف الأولى في مواجهة الوباء العالمى الذى لم يرحم صغيرا ولا كبيرا، طبيبات تحملن الابتعاد عن أسرهن والضغط النفسى، وسيطرن على مخاوفهن وقلقهن من أجل القيام بدورهن في إنقاذ المصريين من الفيروس.
تقول الدكتورة ميرنا منير، طبيبة التحاليل في معمل الكشف عن عينات فيروس كورونا بمستشفى حميات الإسماعيلية، إنه بعد سحب عينة المسحة من المشتبه به يتم إرسالها إلى معمل pcr ويتم تحليلها لمعرفة إذا كانت إيجابية أو سلبية، حيث تظهر النتيجة بعد 4 ساعات داخل جهاز الفحص التى تصل قدرته الاستيعابية إلى 15 عينة.



عمل وطني
وكشفت عن أن مشاركتها خلال هذه الفترة الصعبة التى تمر بها البلاد تعتبرها عملا وطنيا وفخرا لكل طبيب، خاصة بعد ما وجدوه من دعم وتشجيع من الجميع بداية من الدولة التى وصفت الأطباء بالجيش الأبيض، وكذلك الدعم المعنوى من المواطنين أيضا، وتواصلهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت أنه رغم حالة الخوف والقلق التى تسيطر على الجميع، وخاصة أسر الأطباء، إلا إنهم يتغلبون على أى مشاعر من أجل أداء رسالتهم.
وأوضحت طبيبة التحاليل في معمل الكشف عن عينات فيروس كورونا بمستشفى حميات الإسماعيلية، إن الأطباء داخل المعمل يتعاملون مع الجزء المصاب من المريض واحتمالية نقل العدوى كبيرة جدا، لكنهم يتخذون كل التدابير والإجراءات الوقائية لحمايتهم من نقل الفيروس، بداية من ارتداء البدل الخاصة بالوقاية والماسكات والقفازات.
وأضافت: «نحرص على التعامل بدقة مع العينة لضمان صحة النتائج، والعمل داخل المعمل يتم على مدى ٢٤ ساعة لمدة ٣ أيام أسبوعيا لكل طبيب، ويتم التناوب بين العاملين، فالجميع يعمل كخلية النحل من أجل القضاء على الفيروس، ونجد أحيانا الأطباء والتمريض يسقطون أرضا من ضغط العمل والإرهاق».


خليك في البيت
ونصحت الدكتورة ميرنا منير، المواطنين بالتزام المنزل خلال هذه الفترة، حرصا على سلامتهم، وتنفيذ تعليمات الدولة وعدم النزول إلى الشارع والحفاظ على التباعد الاجتماعي، واتخاذ كل احتياطات التعقيم وغسيل الأيدى.
وترى أن ما يحدث في الدول الأخرى التى اجتاحها الفيروس كارثة يخشى الجميع أن تشهدها مصر، وإذا التزم المواطنين أسبوعا واحدا بكل الإجراءات الوقائية لمنع انتشار العدوى سينحصر الفيروس ونستطيع القضاء عليه.
وعن إصابة فرد في الفريق الطبى بالفيروس، فاعتبرته «ميرنا» «فيلم رعب». قائلة: «إذا كان الطبيب المسئول الأول عن إجراءات التعقيم ينهزم من الفيروس، فما حال المواطنين البسطاء الذين لا يتخذون أى إجراءات للسلامة، لكن ليس هناك أى حل سوى أن نكمل الحرب ضد كورونا.
ولفتت إلى أن نتيجة الحالات التى يتم تحليلها داخل المعمل تؤثر على جميع العاملين بالمعمل بشكل كبير، فتكون فرحة كبيرة في نفوس الجميع إذا أظهرت النتائج سلبية العينات، بينما يصيبهم الحزن الشديد إذا تأكدوا من إيجابيتها ويدور بداخل كل واحد فيهم وقتها سؤال عن كيف سيتم إبلاغ المريض بحالته، وعن حال أسرته التى ستفقده وقت الحجر الطبى وهذا أمر صعب جدًا ويضع الجميع تحت ضغط كبير.
وأضافت: «رغم خوف أسرتى على حياتى، إلا أننى وجدت منهم كل الدعم والمساندة لأداء واجبى المهنى، وأنا أيضا أخشى عليهم الإصابة وهذا ما يدفعنى للمشاركة في هذه الفترة الصعبة».


التعامل مع العينات
وتقول الدكتورة ميار محمد، طبيبة صيدلانية، تعمل في معمل التحاليل المسئول عن عينات فيروس كورونا، إنه يتم التعامل مع العينات فور وصولها من مستشفى الحجر الصحى أو مستشفيات الصدر والحميات، سواء الموجودة بالمحافظة أو المحافظات القريبة.
وأوضحت أنه منذ تكليف المعمل الذى تعمل به بإجراء تحاليل pcr وبدأت مع زملائها داخل المعمل على إخراج نتائج تحاليل العينات الخاصة بفيروس كورونا على مدى ٢٤ ساعة تحت ضغط شديد، للتأكد من دقة التحاليل.
وأكدت أن وزارة الصحة منذ بداية الأزمة وضعت مجموعة من الإجراءات الاحترازية لوقاية الفريق الطبى من الإصابة، خاصة أن فيروس كورونا ينتشر بكل الطرق من خلال النفس أو الرذاذ أو التلامس مع شخص مصاب، وفى النهاية نحن إمام فيروس مستجد لم يكتشف كل تفاصيله حتى الآن، لكن المعروف لدى الجميع أن الفيروس حجمه كبير ومحاط بكبسولة لا يطير على مسافات لذلك يسقط على الأسطح ويعيش بضع ساعات قبل أن يموت.
وطالبت الطبيبة الصيدلانية، المواطنين بالتزام المنازل خلال الفترة الحالية، وعدم الاستهانة بالفيروس، فلا يوجد شخص أقوى من الفيروس، نحن نحارب عدو مجهول استطاع هزيمة الكثيرين في دول عديدة يعتبرها البعض دولا متقدمة طبيا.
وأضافت ميار محمد أن المستهترين إذا وجدوا قريبا منهم أصيب بالفيروس سيقدرون حجم الأزمة التى يعيشها العالم، مشيرة إلى قلق أسرتها عليها من التعامل المباشر مع الفيروس، رغم اتخاذ كل الإجراءات الوقائية.
وقالت: «أنا متزوجة ومنذ بداية العمل مع عينات pcr، لم أر أسرتى خوفًا عليهم من انتقال العدوى، وإن عمل الطاقم الطبى في هذه الأزمة خالصا لوجه الله ومن أجل خدمة الوطن».
أما الدكتورة رانيا مرسى، فقالت من داخل معمل تحاليل عينات pcr: «أنا متزوجة ولدى أطفال، ومنذ اللحظة الأولى لمعرفتى بانتشار الفيروس في الصين انتابنى الخوف والقلق مثل أى مواطن على بلده وأسرته، وهذا ما شجعنى ودفعنى لمواصلة عملى داخل المعمل على مدى ٢٤ ساعة يوميا».
وأوضحت أن التعامل مع عينات المسحة والنتائج الإيجابية للمصابين التى تظهر في بعض الأحيان، جعلها تتناول عقاقير مضادة للقلق حتى تستطيع أداء واجبها المهنى.
وأكملت أن المشتبه به في إصابته بالمرض، والذى تظهر عليه أعراض الفيروس وبعد الكشف الطبى عليه، يتم أخذ العينات والمسحة من البلعوم ونستقبلها في المعمل لوضعها في الجهاز الخاص بإظهار النتائج، وننتظر ٤ ساعات لإخراج النتيجة وفى حالة ثبوت إيجابية العينة يتم تحويل المصاب إلى مستشفى الحجر الصحى لتلقى العلاج.


تعليمات مكافحة العدوى
وأكدت أنها تتبع كل تعليمات مكافحة العدوى لحماية نفسها من انتقال الفيروس، وكذلك حماية أسرتها والمجتمع، وعند ذهابها للمعمل تحرص على إحضار ملابس إضافية معها لارتدائها بعد انتهاء فترة عملها لضمان عدم نقلها الفيروس، بالإضافة إلى ارتداء البدلة الواقية خلال العمل داخل المعمل والماسك والقفازات.
وأكملت: «أرى أن البعض يتعامل مع الأزمة بشكل خاطئ، خاصة الشباب الذين يعتقدون أنهم أقوى من الفيروس ويتعمدون النزول في التجمعات بالشوارع، ما ينذر بحدوث كارثة.
وعن التعليمات الوقائية لمكافحة الفيروس بين المواطنين قالت إن القفازات تحمل بكتيريا وتساهم في انتقال الفيروسات المختلفة، أما الماسك فهو هام جدًا خاصة في التعامل بشكل مباشر بين الأشخاص، مع ضرورة غسيل الأيدى والحفاظ على النظافة الشخصية وعدم ملامسة الوجه وتجنب الزحام والحفاظ على تهوية المنازل جيدا.
وعن إصابة الفيروس لكبار السن، أكدت أن هناك حالات كثيرة بين الأطفال مصابة بالكورونا، كما أن الأطفال لا تظهر عليهم أعراض واضحة ولكنهم قد يحملون الفيروس.
واختتمت الدكتورة رانيا مرسى: «أنا سعيدة جدا بالدعم النفسى الذى أجده من المواطنين في الشارع، خاصة السيارات التى جابت المحافظات مؤخرا لتقديم التحية للجيش الأبيض، وكذلك رؤسائنا في العمل الذين يساندوننا لاستكمال مهمتنا، والفريق الطبى لن يستطيع وحده عبور الأزمة، بدون التزام المواطنين بكل الإجراءات التى فرضتها الدولة لمكافحة الفيروس، وعدم الخروج والاختلاط حفاظا على سلامتهم».