شاعر الشباب الذي اشتهر بأشعاره الرومانسية، كما يعد أكثر الشعراء شهرة لدى العامة لارتباط اسمه بعشرات الأشعار الغنائية الشهيرة التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم والتي شكلت روائع لازالت محفورة في وجدان الشعب العربي إلى الآن، وتنوعت أعماله ما بين الشعر والأدب والترجمة، إنه الشاعر أحمد رامي.
ولد رامي في 19 أغسطس 1892 بحي السيدة زينب بالقاهرة والتحق بمدرسة المعلمين وتخرج فيها عام 1914م، سافر إلى باريس عام 1922 في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية ثم حصل على شهادة في المكتبات من "جامعة السوربون"، وفى عام 1952م أُختير أمينًا للمكتبة بدار الكتب المصرية، وعمل على تطبيق ما درسه في فرنسا في تنظيم دار الكتب.
عمل رامي كمستشار لدار الإذاعة المصرية، وبعد توليه هذا المنصب لثلاث سنوات عاد لدار الكتب كنائب لرئيسها.
سعى رامي وراء تطوير وثقل موهبته الشعرية فحرص على حضور المنتديات والمجالس الشعرية، وكان أول نتاجه الأدبي قصيدة وطنية كتبها وهو في الخامسة عشر من عمره، وفي عام 1910م تم نشر قصيدة له في مجلة الرواية الجديدة بعد ذلك توالت أعمال رامي الشعرية فقدم قصائد بألفاظ سهلة مفعمة بالمعاني والأحاسيس، واخترق الحياة الأدبية عام 1918م فأصدر ديوانه الأول والذي كان مختلفًا تمامًا عن الأسلوب الشعري السائد في ذلك الوقت والذي سيطر عليه كل من المدرستين الشعريتين الحديثة والقديمة، وأعقب ديوانه الأول بديوانيين آخرين في عام 1925م، ورغم أن شعر رامي قد بدأ بالفصحى إلا أنه انتقل للعامية بعد ذلك، ولكنها كانت عامية راقية استطاع من خلالها إبداع صور راقية لم تعهدها العامية المصرية قبله.
ومن أهم الأعمال التي أبدعها شاعر الشباب "ديوان رامي" ويتكون من أربع أجزاء.
أبدع رامي مجموعة ضخمة من الأغاني التي تغنت بها كوكب الشرق " أم كلثوم " والتي يصل عددها إلى ما يقرب من مائتي أغنية منها: "جددت حبك ليه"، "رق الحبيب"، "سهران لوحدي"، " هجرتك"، وغيرها الكثير.
كما ساهم أحمد رامي في ثلاثين فيلمًا سينمائيًا بالتأليف والأغاني والحوار، ومن أهم هذه الافلام "نشيد الأمل"، "الوردة البيضاء"، "دموع الحب"، "يحيا الحب"، التي قامك ببطولتها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وأفلام "عايدة"، "دنانير" "وداد" ولعبت بطولتها كوكب الشرق أم كلثوم، كما كتب رامي للمسرح مسرحية "غرام الشعراء" وهي مسرحية من فصل واحد.
وفي مجال الترجمة فقد ترجم رامي مسرحية "سميراميس"، وكتاب "في سبيل التاج" عن فرانسوكوبيه" كما ترجم "شارلوت كورداي" ليوتسار، ترجم "رباعيات الخيام".
وحصل رامى على العديد من الجوائز من بينها جائزة الدولة التقديرية عام 1965، كما سلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب في نفس العام وسام الكفاية الفكرية المغربية من الطبقة الممتازة، وفي عام 1967 حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
وأهداه الرئيس أنور السادات الدكتوراة الفخرية عام 1976، حصل على لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس.
أصيب أحمد رامي بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة السيّدة أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شيء حتى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 5 يونيو من عام 1981.
