الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

كبسولة|| محمود تيمور.. شيخ القصة العربية

محمود تيمور
محمود تيمور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الذكرى الـ126 لميلاد شيخ القصة العربية الكاتب محمود تيمور، والذي بلغ مكانة أدبية عظيمة، إذ قال عنه عميد الأدب العربي طه حسين يقول "فإذا قيل إنك أديب مصري ففي ذلك غض منك، وإذا قيل إنك أديب عربي، ففي ذلك تقصير في ذاتك، وإنك لتوفى حقك إذا قيل أنك أديب عالمي، بأدق معاني الكلمة، وأوسعها، وأعمقها، ولا أكاد أصدق أن كاتبًا مصريًا- لم يكن شأنه- قد وصل إلى الجماهير المثقفة، وغير المثقفة، كما وصلت أنت إليها؛ فلا تكاد تكتب، ولا يكاد الناس يسمعون بعض ما تكتب- حتى يصل إلى قلوبهم، كما يصل الفاتح إلى المدينة التي يقهرها فيستأثر بها الاستئثار كله".
ولد محمود تيمور في الرابع من يونيو عام 1894، في أسرة اشتهرت بحبها وعشقها للأدب والعلم وخدمة العلم، والده هو العلامة أحمد تيمور والذي كرّس حياته وماله لخدمة التراث والأدب العربي، فترك إرثًا عظيمًا للأدباء والعلماء من بعده، وهي المكتبة التيمورية والتي لا زالت موجودة إلى يومنا هذا قائمةً في دار الكتب المصرية، وعمته هي الشاعرة عائشة التيمورية والتي سطع نجمها في زمن خلت فيه الأديبات والمبدعات من النساء، أما شقيقه فهو الأديب والكاتب المسرحي محمد تيمور.
والتحق تيمور بالمدارس المصرية في المرحلة الابتدائية، ثم التحق بمدرسة الزراعة العليا في المرحلة الثانوية، ولكن سرعان ما اضطر إلى ترك الدراسة بسبب مرض التيفوئيد الذي فاجأه في بداية دراسته في مدرسة الزراعة العليا، وكان سببًا لانقطاعه عن الدراسة. 
وفي فترة مرضه وجد محمود تيمور في القراءة والمطالعة ما يشغل به وقت فراغه ويقلل من آلامه ويقضي به على ملله، فتفرّغ لدراسة الأدب العربي والآداب العالمية، وكان ذلك بتشجيع من والده وشقيقه محمد تيمور، كما وجهه شقيقه وشجعه لقراءة الكتب، كما حرص على حضور الندوات الأدبية والتي كانت تقام في منزل والده، والتي تضم العديد من الأدباء، والعلماء، والشعراء، مثل الشيخ محمد عبده، والشيخ الشنقيطي، والشاعر محمود سامي البارودي، وغيرهم الكثير من رجالات الأدب، والعلماء، والشعراء.
وكان تيمور له شغف خاص بالمنفلوطي الذي غرس فيه نزعته الرومانسية، كما تأثر بعدد من الشعراء، خاصة شعراء المهجر، وعلى رأسهم "جبران خليل جبران"، الذي كان لكتابه "الأجنحة المتكسرة" بنزعته الرومانسية الرمزية تأثير خاص في وجدانه.
أما عن بداية محمود تيمور الأدبية فكانت عام 1925، وذلك عندما نشر مجموعته القصصية الأولى والتي كانت بعنوان "الشيخ جمعة" والتي كان قد كتبها باللهجة العامية ثم بعد ذلك قام بتعديلها إلى اللغة الفصحى لأنها الأكثر انتشارًا، ثم نشر مجموعته القصصية الثانية في عام 1926، وكانت بعنوان "عم متولي"، ثم تلتها "سيد عبيط"، ثم "حواء الخالدة"، وقد بلغت مؤلفات "تيمور" الستين كتابًا، منها القصة، والرواية، والقصص المسرحية، والدراسات اللغوية، وغيرها الكثير من الفنون التي برع فيها الكاتب محمود تيمور، وقد تمت ترجمة أعماله إلى عدة لغات أجنبية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والألمانية.
وحصد تيمور على العديد من الجوائز والأوسمة الأدبية ومنها جائزة الأدب عن كتابيه "إحسان لله" و"كل عام وأنتم بخير"، وجائزة أحسن كتاب شرقي ترجم إلى الفرنسية. وجائزة الدولة التقديرية في الآداب في عام 1962.