الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فنانون تشكيليون ورياضيون في مواجهة الكورونا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مر الزمن استطاعت الفنون عموما والفن التشكيلى على وجه الخصوص أن يعكس الواقع بموروثه الثقافى والاجتماعي، وأن يعبر بصدق عن روح الشعوب وهويتها.
بدون شك ارتبطت الفنون على مر التاريخ ارتباطا وثيقا بحياة الإنسان، ولم يقف دورها فقط عند رفع مستوى الذوق العام والرقى الإنسانى، بل امتد لأبعد من ذلك ليتوغل في قلب مجمل التفاصيل الحياتية للبشر، بداية من التفاصيل البسيطة المتعلقة بالفرد وهمومه وأحلامه، وصولا للمجتمع وما يشغله من قضايا كبرى متنوعة.
وفى الأزمات الإنسانية والسياسية التى تظهر في المجتمعات، يحاول بعض الفنانين المشاركة في مجريات الأحداث، فالفن والفنان لن يكونا أبدا في معزل عن الأحداث، بل بإمكانهما أن يقوما بدور إيجابى لمساندة المجتمع.
في هذا السياق وفى خطوة تدعو للتفاؤل انطلقت مبادرة "الفن للخير" التى ينظمها قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور خالد سرور بهدف دعم صندوق تحيا مصر من خلال تبرع أكثر من 100 فنان تشكيلى بقيمة ابداعاتهم وتخصيصها بالكامل للمستشفيات الحكومية للمساهمة في مواجهة فيروس كورونا المستجد وتداعياته.
حيث أطلق المخرج السينمائى والفنان التشكيلى وحيد مخيمر، مبادرة «الفن للخير» وهو صاحب الفكرة التي تبنتها وزارة الثقافة حيث وجهت وزيره الثقافة قطاع الفنون التشكيلية بوضع آليات التنفيذ والأطر التنظيمية لها وحظيت المبادرة بقبول واستجابة عدد كبير من التشكيليين من مختلف الأجيال والذين أعلنوا مشاركتهم متبرعين بكامل قيمة أعمالهم الإبداعية لصالح هدف المبادرة وتم إنشاء صفحة للمبادرة على موقع التواصل «فيسبوك» لعرض الأعمال والرد على أية استفسارات.
وتهدف المبادرة لدعم المستشفيات الحكومية المتضررة من أزمة كورونا، من خلال تبرعات تشكيليين بقيمه أعمالهم لصالح المبادرة وصندوق «تحيا مصر»، بمشاركة كبار الفنانين وأساتذة الفنون المقيمون داخل مصر وخارجها.
وكان «مخيمر» قد دعا مؤسسات المجتمع المدنى والفنانين والرياضيين إلى دعم جهود الدولة في مكافحة الفيروس المستجد
فيما أعلنت وزير الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم أن مبادرة الفن للخير تعد أحد النماذج المضيئة التى تبرز إصطفاف أبناء الوطن في مواجهة التحديات، وتؤكد على تضافر جهود كافة الأفراد والمؤسسات الرسمية والمدنية، وهو ما يعكس الصورة الحقيقية لأصالة شعب مصر، خاصة أن وزارة الثقافة مستمرة في أداء دورها المتمثل في مساندة الأفكار والمبادرات الساعية إلى تحقيق الصالح العام، وتؤكد المبادرة على إحساس المشاركين وشعورهم بالمسئولية تجاه المجتمع ورغبتهم في مؤازرته، خصوصا أن المجتمع بحاجة إلى تلك المبادرات الإيجابية، وبحاجة إلى مساندة ودعم كل أبناء المحروسة الشرفاء.
وتتوالى المبادرات الوطنية من مختلف الاتجاهات والشخصيات المحترمة، لعل أبرزها السباحة العالمية بطلة نادى الجزيرة فريدة عثمان التى تبرعت لصندوق «تحيا مصر» تقديرا للظروف الصعبة التى تمر بها البلاد للوقوف بجانب المواطنين للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
فيما أعلنت مجموعة أندية معروفةعن المساهمة بمخزون الطعام في جميع الأندية بمحافظات مصر، من اللحوم والخضروات لتوزيعه على أكبر عدد من العمالة اليومية والعمالة غير المنتظمة في مختلف المناطق، ودعم عائلاتهم والتخفيف عنهم في ظل الأوضاع الراهنة التى تعيشها البلاد، والتى كان لها أكبر الأثر على أحوالهم المعيشية عقب تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية وعدم خروجهم للعمل.
في السياق ذاته يسعى المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية لتوسيع مساحة نشاطه ودوره الأساسي كشريك لمؤسسات الدولة، ومساندة المؤسسات الرسمية في الأزمات والكوارث والأوبئة، حيث يمكنه أن يساهم في مختلف قرى ونجوع مصر بجميع محافظاتها والوصول للأسر الأكثر احتياجًا، ولغير القادرين على مواجهة الجائحه خاصة ونحن لدينا أكثر من خمسين ألف جمعية ومؤسسة أهلية على مستوى الجمهورية ينبغى أن تتحمل جميعها المسئولية في المشاركة في توفير احتياجات تلك القرى المعدمة من الخدمات، إلى جانب مساعدة العمالة غير المنتظمة، لسد احتياجاتهم الضرورية التى تعينهم على الحياة، ومن أجل مواجهة الوباء الذى حل بالعالم وقلب أحواله رأسا على عقب.