الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

أزمة في الدوحة.. أكبر الباكر يفشل في إدارة الخطوط الجوية القطرية والإفلاس قادم

الخطوط الجوية القطرية
الخطوط الجوية القطرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تقارير عدة، أن الخطوط الجوية القطرية تعاني أزمات داخلية وخارجية طاحنة قد تعلن الشركة الحكومية على إثرها إفلاسها.
تعطي توقعات مسئولي الشركة حول عودتها إلى النشاط سريعا صورة قاتمة بسبب مدى تأثير أزمة الوباء كورونا والمقاطعة على الشركة الحكومية خاصة مع تحذيرها عملاقي صناعة الطيران بوينغ الأمريكية وأيرباص الأوروبية من مغبة عدم تأجيل الطلبيات، في الوقت الذي تريد فيه تخفيف الأعباء التشغيلية عبر بيع طائرات من أسطولها.
وحذر أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أمس الثلاثاء شركتي بوينغ الأمريكية وأيرباص الأوروبية من رفض طلبات شركة الطيران بتأجيل تسلم طائرات في معركة على من سيتحمل وطأة أزمة فايروس كورونا.
ويرى محللون أن تحركات الخطوط الجوية القطرية ستعقد من مهمة إنقاذ الشركة التي تكافح بحثا عن منافذ جديدة تساعدها في تعويض خسائرها الكبيرة، حيث يشكك متابعون في قدرة الشركة على الصمود طويلا بوجه الأزمات، خاصة وأنها أكدت أنها تستعد للتخلص من إحدى أبرز طائراتها.
خسائر كبيرة
تكبدت الخطوط القطرية خسائر بلغت نحو 639 مليون دولار في السنة المالية، التي انتهت في مارس العام الماضي، وهو ما يعني أن الخسائر تضاعفت أكثر من تسع مرات قياسيا بالعام المالي السابق.
وكانت الخطوط القطرية قد وقعت خطاب نوايا لشراء 60 طائرة من طراز 737 ماكس.
وقال "الباكر"، إنها ستبيع الطائرات الخمس التي تم تسليمها وتأمل التوصل “لاتفاق” بشأن الطائرات التي طلبتها.
والآن تنوي الشركة أن تُبقي 20 في المائة من أسطولها خارج الخدمة في المستقبل القريب، ولا تتوقع تسيير رحلات لجميع الوجهات، التي كانت تحلق إليها قبل الجائحة وعددها 165 حتى عام 2023.
وكانت الخطوط القطرية تسيّر رحلات إلى مختلف أنحاء العالم، غير أنه مع انعكاسات الوباء دفعها إلى تقليص وجهاتها، وهذا يعني أنها ستنقاد إلى خسائر وذلك للعام الثالث على التوالي.
واضطرت الشركة إلى التحليق على مسارات أطول لتفادي المجال الجوي لبعض جيرانها والمغلق في وجه طائراتها بعد المقاطعة الخليجية.
ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة.
تصريف عدد كبير من الموظفين
وفي علامة أخرى عن مدى الأزمة التي تمر بها الخطوط القطرية على وقع تفشي فايروس كورونا، حيث لم يكن لا خيار لها سوى تصريف عدد كبير من الموظفين لاحتواء تداعيات إجراءات الغلق الشامل في أغلب دول العالم وتفادي الانهيار.
وحذّرت الشركة في مذكرة داخلية الشهر الماضي، من أنّها ستضطر لصرف “عدد كبير” من موظفيها بسبب انهيار حركة النقل الجوي من جرّاء الوباء.
تفاقم حجم إصابات كورونا
أصبحت قطر في مصاف أعلى الدول إصابة بفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، وذلك بعد تجاوز الإصابات حاجز الـ50 ألف إصابة بفيروس كورونا، حيث إن ذلك يعد أعلى رقم تم تسجيله على نحو عالمي بالنسبة إلى عدد سكان قطر وعدد المصابين. وهو ما أكدته في وقت سابق صحيفة "بيزنيس ستاندرد" Business Standard الهندية، كاشفة أن قطر باتت هي أكثر دولة تضم إصابات بفيروس "كورونا" مقارنة بعدد سكانها، متجاوزة كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.
ووفقا لخبراء ولصحف عالمية فإن شركة الخطوط الجوية برئاسة " على أكبر الباكر"، تتحمل الجزء الأكبر من التفشي السريع في البلاد، من خلال بحثها عن مصالحها الخاصة وتجاهُل مصالح الشعب القطري، ومواصلة تسيير رحلاتها الجوية منذ اندلاع الأزمة في البلدان المتضررة بحثًا عن الربح المالي دون الالتفات لمصلحة الشعب القطري. وفي الوقت الذي كانت تصنف "إيران" بأنها البؤرة للوباء في منطقة الشرق الأوسط، كان يتنقل طيران قطر من وإلى "طهران" و"قم" ناقلًا للوباء إلى داخل البلاد، حتى أنها لم تحرص على الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة لتجنب التفشي.
ونتيجة الوضع الذي تسببت فيه الخطوط القطرية بالبلاد فقدت الحكومة الكثير من مشاريعها، وتوقفت أعمال مشاريع البنية التحتية بسبب تفشي الوباء بين عمال المنطقة الصناعية، حيث إن تجاهُل أوضاعهم الصحية ووضعهم في ظروف معيشية متردية بدوره كان السبب في الوضع المتردي الذي تمر به قطر.
وبحسب موقع "قطريليكس" المتخصص في الشئون القطرية، فقد طالب مواطنون قطريون بضرورة تحمل شركة الخطوط مسئولية الوضع الاقتصادي الذي أثر على حياتهم وأوضاعهم، لافتين إلى أن "الباكر" لم يهتم سوى بمصالح شركته الربحية، وحتى في بياناته الإعلامية وحواراته الصحفية لا يقدمها إلا إلى الإعلام الغربي، متجاهلا أن يضع الشعب القطري في الصورة لمعرفة حقيقة الأوضاع.
واستند المواطنون إلى أن تكاليف تسيير حركات الطيران واستمرار رحلات الخطوط الجوية يحتاج تكاليف لا تضاهي الأرباح، حيث إن العالم كافة يوقف طيرانه ورحلاته، وهناك حظر لحركة سفر الركاب، وهو ما يؤكد أن المكاسب التي يبحث عنها الباكر لا يمكن تحقيقها.
من ناحية أخرى فإن جميع الإحصائيات الرسمية تؤكد أن 90% من العاملين في الخطوط القطرية، أغلبهم من الجنسيات الآسيوية، وبدورهم يخالطون العمال والموظفين الآخرين أثناء عودتهم، ووفقًا لخبراء فإن ذلك يجعل من الخطوط القطرية وأطقم عملها أداة لنقل الفيروس من وإلى قطر. وهو ما اعتبره خبراء في المجال الطبي، أنه سيكون سببا رئيسيا في تصاعُد الأرقام خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى أنه ربما تصل الأرقام المُعلَنة لأكثر من ١٠٠ ألف إصابة خلال الثلاثين يوما المقبلة.