الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

المطران عطا الله حنا لمحرفي الكتاب المقدس: النكبة تمت بوعد من بلفور وليس الله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدعوة من الرابطة المغربية للشباب والطلبة ومشروع حوار الشباب، شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم في ندوة إلكترونية بعنوان " محاربة التطرف وحوار الاديان.. نحو بناء المواطنة الحاضنة للتنوع في المنطقة العربية "، وحاور المطران في هذه الندوة يوسف امفزع عضو المكتب المركزي في الرابطة وطالب باحث بسلك الدكتوراة كما كانت هنالك مداخلات واسئلة موجهة لسيادته من عدد من المدن والمحافظات المغربية حيث تميز الحوار بالحيوية والروح الطيبة.
ووجه المطران التحية من القدس للشعب المغربي الشقيق متحدثا باسهاب عن أوضاع مدينة القدس وما تتعرض له كما وتحدث عن الموقف الفلسطيني الرافض لما يسمى صفقة القرن والتي هي عبارة عن مؤامرة هادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، واستذكر في كلمته ذكرى النكبة، مؤكدا حق العودة هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم.
وقال إن مدينة القدس هي مدينة السلام والمدينة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ولكن سياسات الاحتلال حولت مدينة القدس إلى مدينة صراع وظلم واستهداف لابناء الشعب الفلسطيني.
وتابع: "لا نعادي الديانة اليهودية وان كنا نختلف معها جذريا ولا نعادي اليهود بسبب انتماءهم الديني ولكننا نرفض الاحتلال والصهيونية والعنصرية الممارسة بحق شعبنا الفلسطيني وفي نفس الوقت نؤكد بأننا نرفض ايضا ان يستهدف وان يضطهد اي إنسان في هذا العالم بسبب انتمائه الديني أو لون بشرته أو خلفيته الثقافية أو العرقية".
وأضاف: "نؤمن بضرورة التلاقي بين كافة اتباع الديانات والحضارات والثقافات لاننا نعتقد بأن الجميع ينتمون إلى اسرة بشرية واحدة خلقها الله والله في خلقه لم يميز بين إنسان وإنسان ويجب ان تقوم المرجعيات الروحية في عالمنا سواء كانت مسيحية ام إسلامية ام يهودية بدورها الرافض للعنصرية ولكافة مظاهرها ونحن في فلسطين نعاني من العنصرية الصهيونية والقمع والظلم الذي عانى وما زال يعاني منه شعبنا الفلسطيني".
وأكمل: "هنالك اشخاص ينتمون إلى ديانات متعددة في هذا العالم وهم يفسرون الدين كما يحلوا لهم وفق اجنداتهم ومصالحهم في حين أننا نعتقد أن الله محبة ومن لا يحب انما هو بعيد كل البعد عن اية قيمة دينية أو اخلاقية في هذا العالم".
واستطرد: "نرفض المنظومة الداعشية التي كانت سببا في تهجير المسيحيين وغيرهم من المواطنين من عدد من الاقطار العربية كما اننا نرفض المنظومة الصهيونية الغاشمة، والداعشية والصهيونية انما هما وجهان لعملة واحدة، كما اننا نرفض ما تقوم به بعض الجماعات في أمريكا والتي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا وهم يصفون انفسهم " بالمسيحيين الصهاينة " وهم بعيدون كل البعد عن المسيحية وقيمها ورسالتها، فهؤلاء هم متصهينون يفسرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم ويحللون ما حرمه الله والله لا يحلل القتل واستهداف الابرياء وامتهان الكرامة الإنسانية".
وأشار: هؤلاء يظنون بأن نكبة شعبنا الفلسطيني تمت بوعد من الله وليس بوعد من بلفور ونحن بدورنا نذكر من يحتاجون إلى تذكير بأن الله لا يحلل القتل والتشريد والاعتداء على الابرياء فلا يجوز ان ننسب لله ما ليس فيه ولا يجوز ان ننسب للكتاب المقدس ما ليس فيه فالكتاب المقدس هو كتاب مقدس ينادي بالمحبة والاخوة والرحمة ونحن نرفض التفسيرات السياسية المغلوطة للكتاب المقدس والتي تتبناها المجموعات الصهيونية التي تدعي الانتماء للمسيحية زورا وبهتانا في أمريكا وفي غيرها من الاماكن.
وأكمل: نؤمن بالاخوة الإنسانية ونؤمن بأن اتباع الديانات المختلفة في عالمنا يمكن ان يتفاعلوا وان يتفاهموا فيما بينهم من اجل عالم أفضل تسوده ثقافة المحبة والاخوة والرحمة.
ولفت: ان الاختلافات العقائدية الموجودة بين الأديان في عالمنا لا يمكن تجاهلها ولكنها في نفس الوقت لا يجوز ان تكون حائلا امام تكريس القواسم الإنسانية المشتركة والمبادئ الأخلاقية التي توحدنا وتجمعنا فهنالك اشياء كثيرة نتفق حولها لا سيما ضرورة احترام حقوق الإنسان وصون قيم الحرية والدفاع عن المظلومين والمعذبين في هذا العالم وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني.
واختتم: نتمنى ان تتوحد المرجعيات الدينية في عالمنا في دفاعها عن فلسطين وشعبها المظلوم وفي دفاعها عن سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها من الاقطار العربية المستهدفة والمستباحة، فنحن لا نعاني فقط من وباء الكورونا بل نعاني ايضا من اوبئة أكثر فتكا وخطورة من الكورونا وهي الظلم والقمع والاستبداد والعنصرية واستهداف حقوق الإنسان.