الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش.. رجل الإنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في إطار مشروعه التثقيفي «قُدوة»، سيرة الشيخ عبد الرحيم باشا الدِّمرداش رجل الإنسانية.
ولد الشيخ عبد الرحيم مصطفى صالح الدِّمرداش باشا في القاهرة عام 1849م، ونشأ بها، والتحق في صغره بأحد كتاتيبها، ثم التحق بالأزهر الشَّريف، وتتلمذ على يد عدد من علمائه أمثال الشيخ عبد الرحمن الرافعي الحنفي.
وأُولِع منذ صغره بالمطالعة والقراءة لا سيما في كتب التاريخ والجغرافيا والأدب.
وصاحب كثيرًا من أكابر العلماء أمثال الإمام محمد عبده، والإمام محمد مصطفى المراغي.
وأخذ التَّصوف عن والده شيخ الطريقة الدِّمرداشية في مصر، ثم صار شيخًا لها بعد وفاة والده وهو في العشرينات من عُمره.
وقد كان الشيخ أحد أهم رجال الأعمال البارزين، والاقتصاديين البارعين المُثقفين، وأحد الفاعلين في الحركة الوطنية المصرية آنذاك، وعضوًا في مجلس شورى القوانين المصري، والجمعية العُمومية المصرية.
ولكن، كيف ومتى أصبح الشيخ عبد الرحيم رجلًا للإنسانية؟!
في شهر أغسطس من عام 1928م دعا الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش عددًا من أعضاء مجلس وزراء مصر إلى بيته في محطة الرمل بالإسكندرية وسلَّمهم وثيقة تبرعه والسيدة حرمه والسيدة كريمته قوت القلوب الدمرداش الأديبة الشهيرة بمبلغ 100 ألف جنيه مصري.
خَصَّص منها أربعين ألفًا لإقامة مستشفى خيري لعلاج غير القادرين مجانًا دون نظرٍ لجنسياتهم ولا دياناتهم، على أن يكون باقي المبلغ وقفًا لصيانة المستشفى بعد بنائه وتجهيزه.
بالإضافة لتبرعه بحديقة قصره التي بلغت مساحتها 15 ألف متر مربع لإقامة المستشفى عليها، وقد كان القصر وحديقته في منطقة الدمرداش بالقاهرة - شارع: الملكة نازلي (رمسيس حاليًا).
دُعي الشيخ بعد إنهاء إجراءات تبرعه للتكريم من جهات صحفية وإعلامية كثيرة فرفض؛ طالبًا من الله سُبحانه الجزاء والقبول، وفي هذه الفترة أَطلَقت عليه الصحافة المصرية والعالمية لقب «رجل الإنسانية» فاستحقه عن جدارة.
وفي عام 1950م ومع إنشاء جامعة عين شمس والتي كانت تسمي آنذاك بـ(جامعة إبراهيم باشا) أُنشِئت كلية الطب التابعة لها داخل مستشفى الدمرداش؛ لتكون ثالث كلية طب في مصر.
وجدير بالذكر أنه قد حذا حذو الشيخ كثيرٌ من الأغنياء في زمانه فأسسوا المشافي وأوقفوا على منفعتها الأموال، من هؤلاء: محمد بك سلطان الذي نفذ وصية أبيه بإنشاء مستشفى في المنيا‏ بصعيد مصر بنفقات بلغت 52 ‏ألف جنيه بالإضافة لتبرعه بالأرض التي أُقيم عليها المستشفى.
ومن أولئك المُتبرعين أيضًا: محمد بدراوي عاشور باشا الذي أنشأ مستشفى في مركز طلخا التابع حاليًا لمحافظة الدقهلية، والذى أوقف مساحة من أرضه بلغت ثلاثمائة فدان للإنفاق عليه وتجهيزه.
وقد تُوفِّي الشيخ عبد الرحيم باشا الدمرداش عام 1928م، وله من العمر ثمانية وسبعون عامًا، ودُفن في قبرٍ أعدَّه لنفسه في مشفاه، رحمه الله تعالى وتقبَّل منه.