الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب وليم عبد المسيح سعيد الشهر بـ"المريمي": باقة حُبّ لمريم العذراء

 صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني عبر صفحة الكنيسة الكاثوليكية على مواقع التواصل الاجتماعي الشهر_المريمي باقة حُبّ لمريم العذراء.
والبابا يوحنا بولس الثاني في الثاني من مايو لعام ١٩٧٩ قال. "شهر مايو (الشهر المريمي) يشجّعنا على التفكير في مريم وعلى الحديث عنها بطريقة مميّزة. فشهر مايو هو شهرها ويدعوننا على فتح قلوبنا أمام مريم بطريقة مميّزة".
هذا الشهر هو أوّل شهر يكرّس بأكمله لإكرام مريم العذراء وقد بدأ يظهر بقوّة في روما، بمبادرة من الآباء اليسوعييّن في المعهد الروماني التابع لليسوعيّين. ومن روما انتقل إلى الولايات التي كانت خاضعة للسلطة البابويّة ومنها إلى كلّ العالم الكاثوليكيّ.
ولكن قبل هذا التاريخ كانت الكنيسة الغربيّة تكرّم مريم خلال شهر مايو، بطريقة متواضعة ومحليّة دون انتشار واسع. ففي القرن الرابع عشر كان الراهب الدومينيكي St Henry Suso هنري سوزو، في فترة تفتّح الورود، يدعو المؤمنين إلى تحضير أكاليل من الزهر والورود للعذراء الطاهرة. وفي العام ١٥٤٩ طبع الرابع البنديكتي زايدل كتابًا عنوانه “شهر مايو الرّوحيّ”، وفي الحقبة عينها كان القديس فيليب نيري يدعو الشبيبة إلى إكرام العذراء إكرامًا خاصًّا في شهر مايو، وكان يجمع الأطفال والشبيبة حول مذبح العذراء ليقدّموا لوالدة الله، مع الورود، الفضائل الروحيّة التي كانوا يريدون أن يعيشوها. أمّا في مدينة كولونيا، فكان تلاميذ اليسوعيّين يقومون برياضة روحيّة في شهر مايو إكرامًا لمريم، وفي مقاطعة الألزاس، كانت جماعة من الصبايا المكرّسات تدرن من باب إلى باب لجمع الورود لتزيين مذابح العذراء خلال شهر مايو.
وفي القرن السادس عشر والسابع عشر بدأ الكبّوشيّون والفرنسيسكان بالاهتمام بهذا الشهر، فكتب الراهب الكبّوشيّ ثلاثين قصيدة مريميّة لإكرام العذراء، وفي نابوليّ بدأ الفرنسيسكان يصلّون صلاة فرض العذراء في كنيسة القديّسة كلارا الملكيّة. أمّا الدومينيكان فبدءوا، سنة ١٧٠١، في مدن فييزوله وغريزانا وفيرونا وجنوا الإيطالية بتكريم مريم طوال شهر مايو.
وبدأ اليسوعيّون بطباعة ونشر كتب عن الشهر المريميّ في روما، أوّلهم عام ١٧٢٤ كتبه الأب جاكوليه بعنوان “الشهر المريميّ” وبعده بدأت تظهر سلسلة من الكتب التقويّة في روما وفي المدن الإيطاليّة كلّها. وبعدها بدأت هذه الكتب تترجم إلى اللغات الأخرى لتساعد المؤمنين على التأمّل في فضائل العذراء وعلى الإقتداء بها من خلال صلوات وتأملاّت تمتد طوال شهر مايو.
ومن أيطاليا انتقل هذا الإكرام المريمّي لشهر مايو إلى فرنسا عشيّة الثورة الفرنسيّة، وقد عاد الفضل في إدخاله للطوباويّة Louise De Franceلويز دو فرانس، ابنة الملك لويس الخامس عشر ورئيسة كرمل مدينة سان-دنيس.
وبدأ هذا الشهر يأخذ أهمّيته في الشرق، بشكل اخصّ، نتيجة لعمل المرسلين والمبشّرين اللاتين، من فرنسيسكان ودومينيكان ويسوعيّين وآباء لعازريين، فانتشرت هذه العادة في ربوعنا وصار شهر مايو شهر مريم، وهو لم يكن بجديد على الشرقيّين الّذين بدءوا باكرام مريم في مايو قبل دخول هذا الإكرم المريمي إلى الكنيسة الغربية بنحو الألف سنة.
نداء إلى المؤمنين: أقيموا في بيوتكم ركن صلاة وتعبّد خاص لسيدة العذراء في شهرها المبارك. ضعوا تمثالًا لها أو صورة. مهما كان الركن بسيطًا فهو النقطة الأساسية في البيت للتحدّث إلى الله بواسطة مريم. ضعوا الورود والأزهار عند قدمي مريم. توّجوها بتاج من الزهور أو بتاج فعلي أو روحي، أي القيام لفتات تُظهر محبّتكم لها مثل تقبيلها أو تلاوة السلام عليك يا مريم كلّما مررتم من قربها. لكن أكثر ما يمكنكم تقديمه لمريم هو تلاوة الوردية امام مذبحها البيتي مع جميع أفراد عائلتكم. مريم هي أمّنا، لأنها تهتم بكل واحد منا يومًا بعد يوم دون ملل. ولأنها تشفع فينا حتى في أصغر الأمور.
لذلك هي تستحق منا أن نقدّم لها التكريم مدة شهر كامل.