الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ثنائي الخراب.. خطة قطر وتركيا للتنصل من التنظيمات الإرهابية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
باتت الخطة التى يستعد لها ثنائى الإرهاب قطر وتركيا، واضحة للغاية، وذلك فى الوقت التى تتزايد فيه الأدلة والوثائق بشأن علاقتهما بتنظيم داعش الإرهابى بشكل مباشر وتمويله لمواصلة جرائمه فى ليبيا وسوريا والعراق، وفى خطة واضحة للغاية ظهر التنظيم الإرهابى بتسجيل صوتى متوعدا ومهددا الدولتين، فى محاولة منه للتنصل منهما أو بشكل أوضح فى اتفاق بينهما لإبعاد الشبهات فى المرحلة المقبلة، وبالأخص عقب الهجمات التى عاد داعش لتبنيها مؤخرا فى ليبيا وبعض الدول.
ووجه تنظيم «داعش». فى تسجيل له عبر تطبيق تلجرام تهديدا لقطر وتركيا، واصفا حكامهما بالطواغيت.
وشن هجوما ضد الدوحة على وجه الخصوص، متهما إياها بتقديم الدعم للتحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، عبر قاعدة «العديد» الأمريكية الموجودة على أراضيها.
وقال المتحدّث باسم التنظيم أبو حمزة القرشي: «لم ننس يوما أنّ قاعدة العديد التى بناها طواغيت قطر ليستضيفوا فيها الجيش الأمريكى، كانت وما زالت مركز قيادة الحملة الصليبية على المسلمين فى خراسان والعراق والشام واليمن». فى إشارة منه إلى التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب بقيادة واشنطن.
كما اتّهم القرشى قطر بـ"تمويل» فصائل منخرطة ضدّ المتطرفين فى سوريا والعراق.
كما هاجم المتحدّث باسم التنظيم فى التسجيل الذى استمرّ ٣٩ دقيقة، قطر، لتمويلها الحرس الثورى الإيرانى وميليشيات الحشد بأكثر من مليار دولار.
ويرى مراقبون أن التسجيل له أهداف محددة هو أن الإعلاميين الممولين من تنظيم «الحمدين». نشروه، معتبرين إياه دليلا على براءة قطر من دعم الإرهاب.
ومن أبرز هؤلاء ياسر أبوهلالة، مدير قناة «الجزيرة « السابق، الذى غرد قائلا: «الناطق باسم داعش فى التسجيل الذى صدر اليوم يهاجم تركيا وقطر ويتوعدها ولا يأتى خلال ٤٠ دقيقة على ذكر السعودية؟».
وغرد شاهين السليطى العميد المتقاعد فى المخابرات القطرية عبر حسابه فى «تويتر». معتبرا التسجيل يثبت براءة تركيا وقطر.
وغردت الكثير من الحسابات الإلكترونية التابعة لقطر، مروجين أن هذا هو الدليل الأعظم على براءة قطر، بل ويدين دول الرباعى العربى المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وهو ما يدل بشكل واضح أن تلك المسرحية تم الإعداد لها فى هذا التوقيت تحديدا. وتشير تقارير إعلامية إلى أن بث هذا التسجيل قبل أيام من ذكرى مرور ٣ أعوام على قيام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) فى ٥ يونيو ٢٠١٧ بمقاطعة قطر لدعمها الإرهاب، وهى الذكرى التى اعتادت الدوحة فيها تكثيف حملاتها الإعلامية، لتبرئتها من دعم الإرهاب، فى مواجهة الغضب المتزايد على سياسات النظام القطرى. كذلك يأتى بث التسجيل فى وقت تزايدت فيه الأدلة على دعم تحالف الشر التركى القطرى للإرهاب بشكل عام ولتنظيم داعش بشكل خاص، وخصوصا على خلفية تدخلهم فى ليبيا، لدعم ميليشيات فايز السراج، ونقل عناصر «داعش» من سوريا إلى ليبيا بشكل علنى ومرصود.
وكان اللواء أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الليبى قد أعلن، الإثنين الماضى، أن وحدات القوات المسلحة فى محاور طرابلس، ألقت القبض على الداعشى السورى محمد الرويضانى.
وأوضح المسمارى أن الرويضانى المكنى «أبوبكر». هو أحد أخطر عناصر داعش فى سوريا، وانتقل إلى ليبيا برعاية المخابرات التركية كأمير لما يعرف بـ"فيلق الشام».
وأشار إلى أن القيادى الداعشى ألقى القبض عليه وهو يقاتل مع ميليشيات السراج التى يقودها ضباط أتراك، وشدد على أنه يعد دليلا آخر على العلاقة بين الرئيس التركى رجب أردوغان وتنظيم داعش الإرهابى.
فيما كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان، الجمعة الماضى، عن استمرار النظام التركى فى إغراق ليبيا بالمرتزقة عبر نقلهم من سوريا، مشيرا إلى أن عددهم بلغ ١١٢٠٠ حتى الآن. وأشار المرصد إلى أن تركيا نقلت عناصر من تنظيم داعش الإرهابى من ريف حمص الشرقى إلى ليبيا للقتال هناك، حيث تحاول أنقرة الخلاص من عبء عناصر داعش فى مناطق سيطرتها فى سوريا عبر نقلهم إلى ليبيا. أما عن دلائل دعم قطر لتنظيم داعش الإرهابى، التى يحاول التنظيم تبرئتها منه، فهى كثيرة منها: دعم قناة «الجزيرة» القطرية للتنظيم، فسبق أن استضافت أحد أبرز المدافعين عن تنظيم داعش الإرهابى ويدعى «حسين محمد حسين» فى مناظرة ببرنامج الاتجاه المعاكس، وفى سابقة قام بإعلان مبايعة تنظيم داعش على الهواء من قلب قطر ومن داخل قناة «الجزيرة».
فى الإطار نفسه، ومنذ ظهور التنظيم وحتى اليوم ترفض قناة الجزيرة تسميته باسم تنظيم داعش بل يتردد فى نشراتها وبرامجها باسم «تنظيم الدولة الإسلامية» وتمتنع حتى من وصفه بكلمة الإرهابى، فى محاولة واضحة لدعم التنظيم. الخسائر الكبيرة التى منى بها تنظيم «داعش» بالتزامن مع مقاطعة دول الرباعى العربى لقطر، أكبر دليل، على دعمه من قطر.
وبعدما سيطر «داعش» عام ٢٠١٤ على ما يُقارب ثُلث مساحة العراق ومساحات شاسعة من سوريا، تكبّد تنظيم داعش خسائر متتالية قبل هزيمته العام الماضى، جاء ذلك بالتزامن مع مقاطعة الدول الأربع لقطر لدعمها الإرهاب، وإجبارها على تقليص دعمها للإرهاب بضغوط دولية، لكنّ عناصر التنظيم يواصلون شنّ اعتداءات دمويّة، خصوصًا فى سوريا والعراق.
ولفتت التقارير إلى أنه من الدلائل الواضحة على العلاقة بين قطر والتنظيم، قصة الإرهابى التونسى طارق الحرزى، حيث كشفت وزارة الخزانة الأمريكية فى العام ٢٠١٤ عن حصوله على مليونى دولار من مؤسسة خيرية قطرية لنقلها إلى تنظيم داعش. وكانت قناة مداد نيوز السعودية، سلطت الضوء على مقطع فيديو يتضمن تقريرًا مصورًا بعنوان، قطر وتركيا.. ثنائى الإرهاب والتخريب فى ليبيا ويكشف فيه عن تفاصيل، تاريخ دعم قطر وتركيا للجماعات الإرهاب فى ليبيا، منذ بداية الأزمة فى ليبيا بعد ٢٠١١. وجاء فى التقرير أن قطر وتركيا لا تزالان تشتركان فى دعم الإرهاب فى ليبيا، فمنذ بداية الأزمة تدخلت قطر عبر دعم تنظيم الإخوان وغيره من التنظيمات الإرهابية، فأرسلت قطر قائد قواتها الخاصة لقيادة المسلحين فى ليبيا عام ٢٠١١.
وتطرق إلى أن شركات الطيران المملوكة للإرهابى الليبى «عبد الحكيم بلحاج» استخدمت فى نقل المتطرفين من إدلب السورية إلى تركيا ثم إلى طرابلس ومصراتة ». كما دعمت قطر القيادى الإخوانى « على الصلابي» المقيم فى تركيا عبر شركة «الثقة للتأمين» المملوكة له لتمرير الأموال من وإلى داخل ليبيا.