الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

الإذاعة المصرية.. 86 عامًا من الفكر والثقافة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"هنا القاهرة".. تلك الجملة الشهيرة، كانت أولى الكلمات التي نطق بها الإعلامي أحمد سالم، في افتتاح الإذاعة المصرية، عام 1934، وظلت أيقونة خالدة، تميزت بها الإذاعة، التي تعتبر واحدة من أقدم الإذاعات في العالم، وتمثل أرشيفًا وتجسيدًا هائلًا للتاريخ المصري الحديث، ورافدًا مهمًا في تشكيل الوجدان المصري والعربي.
وعرفت مصرُ، الإذاعةَ في منتصف العشرينيات، من القرن الماضي،‏ واستمرت الإذاعات الأهلية في بث إرسالها، حتى توقفت عن الإرسال، في ‏29‏ مايو ‏1934، لتترك مكانها للمحطة الحكومية، التي بدأت في 31‏ مايو ‏1934، فأصبح هذا اليوم عيدا للإذاعة المصرية.
بدأت الإذاعة المصرية افتتاحها، في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يوم 31‏ مايو، عام 1934، بآيات من الذكر الحكيم، بصوت الشيخ محمد رفعت، وتلاها انطلاق صوت سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي تقاضت 25 جنيهًا، نظير إحيائها للافتتاح، وغني أيضًا في ذلك اليوم المطرب صالح عبد الحي، ثم مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب.
وشمل برنامج الإذاعة؛ حسين شوقي أفندي، الذي ألقى قصيدةً لأمير الشعراء أحمد بك شوقي، وألقى الشاعر على بك الجارم، بصوته، قصيدةً، تحية لملك البلاد، فؤاد الأول ملك مصر والسودان، والمونولوجست محمد عبدالقدوس، والموسيقيان مدحت عاصم وسامي الشوا"، ومع أحمد سالم كان المذيع محمد فتحي، الذي عُرِفَ بلقب "كروان الإذاعة".
وكان للإذاعة المصرية دورًا هاما، خلال الفترة التي تلت ثورة 1952، حيث ساهمت كثيرًا في دعم وتثبيت أركانها، كونها كانت منصة لبث خطابات الزعماء، وبث روح الوطنية في نفوس مستمعيها، من خلال إذاعة الأغاني الوطنية، على مدى اليوم. 
أعقب تلك الفترة توسع هائل في تقديم الخدمات الإذاعية، فظهرت الإذاعات المتخصصة؛ وأهمها: إذاعة صوت العرب‏ عام 1953، والإسكندرية الإقليمية‏ 1954،‏ والبرنامج الثاني ‏1957، والشعب‏ 1959، وفلسطين‏ 1960، والشرق الأوسط ‏1964‏، والقرآن الكريم ‏1964، والبرنامج الموسيقي‏، والشباب 1975.
وخلال الثمانينيات والتسعينيات؛ اتجهت الإذاعة المصرية نحو خطة الرقمنة، فبدأت بالتوسع في إنشاء شبكات البث، لدعم الوصول إلى مستمعين أكثر، وتم تدشين إذاعات إقليمية، ضمت 10 إذاعات، هي: القاهرة الكبرى 1981، وسط الدلتا‏ 1982، شمال الصعيد ‏1983،‏ شمال سيناء‏ 1984،‏ جنوب سيناء ‏1985،‏ القناة‏ 1988، الوادي الجديد 1990، مطروح‏ 1991، وإذاعة جنوب الصعيد 1993.
وعلى مدى تاريخها، ظلت الإذاعة المصرية منارة تثقيفية وتنويرية، قامت بدور وطني، وقدمت عمالقة الفكر والنجوم في كافة المجالات، وكانت صوتا للشعب المصري، وساهمت في معالجة قضاياه ومشكلاته، وعبرت عن آماله وطموحاته.
واستطاعت الإذاعة المصرية، منذ البث الأول، أن ترتقى بالذوق العام، وأن تكون مصدرًا قويًا للمعلومات، وأن تصل إلى الجمهور، على أوسع نطاق، وفي عصر التقنيات الحديثة لا تزال أداة اتصال ووسيلة إعلام قوية ومؤثرة.