الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

أستاذ علوم سياسية: 3 أدلة تؤكد فشل الجهود الدولية في حل الأزمة الليبية

الدكتور إكرام بدر
الدكتور إكرام بدر الدين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المجتمع الدولي فشل ـ حتى الآن على الأقل ـ في التوصل إلى الطريقة المثلى لإنهاء الأزمة الليبية، مشيرا إلى وجود 3 أدلة تثبت أن ما يردد المسئولون الدوليون المعنيون بالأزمة ليس سوى تصريحات استهلاكية فقط.
وقال بدر الدين في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": "أدلة فشل المجتمع الدولي في إنهاء الصراع الليبي، يمكن تلخيصها في عدم الاتفاق حتى الآن على مبعوث أممي جديد، يكمل ما بدأه غسان سلامة، بالإضافة إلى عدم ردع تركيا، ووقف تجاوزاتها وانتهاكاتها لجميع القوانين والأعراف الدولية، وكذلك عدم مشاركة باقي دول العالم في العملية إيريني، التي أطلقها الاتحاد الأوروبي، في الأول من أبريل الماضي، لمراقبة تنفيذ حظر توريد الأسلحة، الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا". 
وأضاف: "هذه العملية لم تنفذ على أرض الواقع، رغم أنها من المفترض أن تسهم في ضبط تهريب السلاح إلى ليبيا، لكنها لن تستطيع وقف تدفقه بالكامل، باعتراف جوزيب بوريل الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي نفسه، الذي أكد أيضا أن إيريني ستسهم كذلك في ضبط حركة بيع النفط، الذي يغذي الصراع في البلاد".
وتابع بدر الدين: "الموقف الدولي تجاه ليبيا مرتبك، لعدم وجود آلية لمعاقبة تركيا على انتهاكاتها، خاصة أن حكومة السراج الموالية لأردوغان تحظى بدعم أمريكي صريح بدا واضحا في تصريحات السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، الذي اتهم قوى لم يسمها، بالسعي إلى فرض نظام سياسي جديد في ليبيا عبر وسائل عسكرية، أو بالإرهاب، لكنه في الوقت ذاته أكد أن بلاده مازالت داعمة لحكومة الوفاق، باعتبار أنها المعترف بها لدى الأمم المتحدة، وهو بذلك يغض الطرف عن الجرائم الإرهابية التي تمارسها هذه الحكومة بدعم تركي، وأهمها جلب عناصر الإرهاب الدواعش إلى البلاد للقتال في صفوفها". 
الأيام القليلة الماضية، شهدت تحركات أمريكية حثيثة حيال الوضع الليبي، ومباحثات مكثفة حول بين الرئيس دونالد ترامب، ونظيره التركي أردوغان، وهو ما أوضحه المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، الذي قال إن الرئيسين ناقشا مستجدات الأوضاع في ليبيا، وأن ترامب أعرب عن شعوره بالقلق بشأن تفاقم التدخل الأجنبي، مشددا على ضرورة التهدئة السريعة للقتال.
ويرى بدر الدين أن حديث ممثل البيت الأبيض بهذا الشكل وإن كشف عن تمادي الرئاسة التركية، في الكذب، لأنها لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى قلق ترامب بشأن تفاقم التدخل الأجنبي في ليبيا، الذي يعبرّ عن لوم مباشر لأنقرة على تدخلها في الشأن الليبي، كشف أيضا عن تناقض أمريكي، إذ إنه في الوقت الذي يعبر فيه الرئيس الأمريكي عن قلقه من التدخل الأجنبي في شأن الليبيين، يؤكد سفيره في طرابلس دعم بلاده لحكومة السراج الموالية لأردوغان
ولفت بدر الدين أيضا إلى جانب آخر من جوانب التناقض الأمريكي، التي تعرقل إنهاء الصراع في ليبيا، وهي أن السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، أجرى اتصالات هاتفيا مع السراج شدد خلاله على ضرورة إنهاء تدفق المعدات العسكرية والمرتزقة المُزعزِعِ للاستقرار بالبلا، وهي إشارة واضحة إلى دعم أنقرة لمليشيات الحكومة غير الشرعية بالسلاح والمرتزقة، لكنه في الوقت ذاته يؤكد دعم بلاده لحكومة الوفاق، الأمر الذي يثير ارتباكا حول النظرة الأمريكية الحقيقية للموقف في ليبيا.