السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

باحث: الديكتاتور التركي يتوغل بالقارة السمراء لنهب ثرواتها

محمد ربيع الديهي،
محمد ربيع الديهي، باحث في الشأن الدولي،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال محمد ربيع الديهي، باحث في الشأن الدولي: إن الطموح التركي لن يتوقف على التدخل في الشئون العربية فقط بل يمتد إلى ابعد من ذلك وهو السيطرة على قارة أفريقيا بهدف استغلال ثروتها، مستغلا في ذلك ضعف الإمكانيات في القارة السمراء.

وأضاف في تصريحات لـ"البوابة نيوز": يبرز اسم تركيا باستمرار في النقاشات الجديدة حول النفوذ الخارجي في منطقة الساحل والصحراء الأفريقي، كما يزداد الحديث حول الدور التركي في القارة السمراء، ولذلك حرص النظام التركي على توطيد العلاقات بأفريقيا فارتفعت عدد الزيارات رفيعة المستوى المتبادلة بين الطرفين، حيث بلغ عدد الزيارات التي أجراها أردوغان، إلى القارة السمراء 32زيارة إلى 24 دولة أفريقية منذ زيارته الأولى إلى إثيوبيا وجمهورية جنوب أفريقيا عندما كان رئيسا للوزراء في عام 2005، حتى أعلنت تركيا، أن عام 2005 هو "عام أفريقيا"، فضلا عن عدد من الزيارات لبعض دول شمال أفريقيا، كما توسع أردوغان في بناء السفارات داخل الدول الأفريقية

وتابع "الديهي"، أن الاستثمارات التركية المباشرة في أفريقيا زادت بمقدار عشرة أضعاف وتراوحت وفقا لبعض المصادر الاقتصادية ما بين 5 و8 بلايين دولار، وتركزت في المقام الأول في الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وأشار إلى أن تركيا تهدف في أفريقيا إلى الاستيلاء على الثروات الطبيعية في هذه الدول خاصة وأنها أكثر سكان القارة شباب تحت سنّ الخامسة والعشرين، بما يمثّله هذا الأمر من عاملٍ حاسمٍ فيما يتعلق بقوّة العمل والأسواق، كما تضمّ 54 دولة، يزيد عدد سكانها على مليار نسمة.

وأكد "الديهي"، أن أردوغان يسعى إلى استمالة وتجنيد أبناء قبائل الطوارق في ليبيا، بهدف خلق "وكلاء حرب" عن تركيا في منطقة الساحل والصحراء، انطلاقا من ليبيا ودعم تحقيق المصالح التركية في السيطرة على ليبيا وإقليم الساحل والصحراء في أفريقيا من خلال العمل المسلح ونشر التطرف، حيث أسند أردوغان ملف تجنيد قبائل الطوارق إلى أحد المقربين له وهو أمر الله إيشلر والذي كان مكلفا بإدارة الملف الليبي في حكومة أردوغان إبان كان أردوغان رئيسا لوزراء تركيا.

وقال الباحث في الشأن الدولي: إن الطموح التركي امتد أيضا في دول القرن الأفريقي بهدف استغلالها للتغلغل في العمق الأفريقي لما لها من أهمية استراتيجية فقدم لجيبوتي والصومال؛ حيث سعت أنقرة إلى توطيد علاقاته بالصومال فافتتحت المدارس في الصومال وعملت على تعليم الشعب الصومالي اللغة التركية، وزار أردوغان (حينما كان رئيسا للوزراء عام 2011) مقديشو، ويأتي الاهتمام التركي بالصومال في إطار للأهمية الجيوسياسية للصومال؛ حيث توجد تقرير إعلامية تشير إلى أن تركيا استغلت الأوضاع بعد الربيع العربي وقامت بتوطيد علاقاتها بالصومال حتى تم نشر اللغة التركية في مقديشو، وبدأ الصوماليون بتعلم اللغة التركية، التي أصبحت تدريجيا إحدى اللغات الثانية، بجانب العربية والإنجليزية، ما سهل وجود ولاءات للتركيا في الداخل الصومالي حيث تقدم أنقرة العديد من المنح الدراسة للطلاب في الصومال.

وأوضح أن التواجد العسكري التركي في الصومال من خلال القواعد العسكرية حيث افتتح أنقرة في سبتمبر 2017، قاعدة عسكرية كبيرة بجنوب العاصمة مقديشو، وتعد هذه القاعدة (التي تضم 3 مدارس عسكرية بجانب منشآت أخرى)، أكبر معسكر تركي للتدريب العسكري خارج تركيا، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والصومال نحو ١٠٠ مليون دولار حتى العام ٢٠١٧ فقط.