الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

علاء.. 26 عامًا في حرفة «القفاص» ويحلم بتوصيل المياه لمنزله

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مما لا شك فيه أن الانضباط إنما يمثل أحد الأسس التى تقوم عليها المجتمعات، لا سيما وأن ارتكازه على قاعدتى القانون والسلوك يجعله بمثابة المؤشر الصحيح الذى يمكن من خلاله قياس مدنية المجتمع وسبل تحضره

خرج يبحث عن رزقه وفر هاربًا من الفقر وندرة الخدمات، في قريته الصغيرة التابعة لمركز سمالوط في صعيد مصر، واضعا أحلام صباه نصب عينيه، معلقا تحقيقها على حرفته التى تعلمها، في منطقة روض الفرج في القاهرة، عندما كان عمره ١٦ عاما، لمساعدة والده الفلاح البسيط في شراء قيراط أرض زراعية، بدلا من عمله أجيرا، وتوفير تكاليف زواجه.

علاء الذى يعمل قفاص منذ ٢٦ عاما، تحققت بعض أحلامه، لكن الأخرى معلقة، بسبب اندثار حرفته القائمة على جريد النخيل، ومنافستها من قبل رجال الأعمال صانعى الأقفاص البلاستيك.

«علاء فايز» بلغ عقده الرابع، تزوج من حصيلة حرفته التى تحتم عليه الإقامة ٣٥ يوما متجولا في محافظات مصر، حيث مقر زبائنه، بعيدا عن أبنائه الأربعة وزوجته في محافظة المنيا، مقابل ٥ أيام يقيمها معهم، يده تصلح الأقفاص وفاه مبتسما، رضاءً منه بالقدر، وقناعة بيوميته التى تصل نحو ١٢٠ جنيها، سعيدا بكفاحه وكسرة خبزه الحلال، راجيا الستر وصلاح حال أبنائه.

لكنه يقول عاتبا على نفسه: «ما وصلتش لمهارة الحرفة، بدأتها وعضمى ناشف، لو اشتغلتها وأنا طفل، كنت اتعلمت أصنع الأقفاص، لكن أنا فقط أعيد تصليح القفص القديم بتبديل عيدان الجريد السليمة مكان التالفة، لتتحمل حمولة الفاكهة والخضروات».

والتنافس نتيجته أن البقاء للأقوى، هذا ما يخشاه «علاء». بقوله: «رجال الأعمال بتنافسنا بصناعة الأقفاص البلاستيك، وده مؤشر خطر على أكل عيشنا وصناعتنا، ياريت الحكومة تدعمها، وتساعد عمال العمالة غير المنتظمة».

مختتما حديثه بابتسامة: «نفسى الشغلانة ما تنقرضش، علشان نلاقى ناكل أنا وزمايل الصنعة، ونعيش بكرامة، كفاية أنى متغرب عمر، ومعايا الفلوس لكن آخر حلم ما اتحققش، نفسى أدخل المياه الحكومى ببيتى بالصعيد، والخدمات ألاقيها زى القرى والريف في المحافظات التانية».