الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. قصيدة الحفل للشاعر عبد المنعم رمضان

عبد المنعم رمضان
عبد المنعم رمضان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يقيم مركز إبداع الست وسيلة في بيت الشعر، أمسياته الشعرية على مواقع التواصل الاجتماعي نظرا للظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن بشأن جائحة فيروس كورونا.
وينشر بيت الشعر عددا من القصائد لمجموعة من الشواعر والشعراء، يوميا وقصيدة اليوم للشاعر عبد المنعم رمضان بعنوان "قصيدة الحفل":
كيف نمضي إلى الحفل
كيف نغني معا في الطريق
وكيف نشاهد ظل البيوت
يموت على الأرض
معجزةٌ
أن تكون الكرات الصغيرة
خارجة عن شواغلنا
أن يقاسم شيخ عصاه
فيكتشفان معا
أننا ذاهبان إلى الحفل
ماذا يكون إذا اضطربت عربات الضيوف
وأوشك أن يدخل الناس أرحامهم
أن يشوب عواطفهم
مسحة من غنائية
فتصير الكوارث أغنى من الموت
يصبح شكل الفؤاد كبالونةٍ
ينفخ الشعراء فتكبر
يمتنع الشعراء فتنحلّ هيأتها
نحن نعرف أن الطريقة
أن نكتري حائطا
كلما أوشكت روحنا أن تنام على درج الجسم
لذنا به
فاستراحت
وعاودت الجسم رائحة الذوبان
فنحن إذن ذاهبان إلى الحفل
لم يدع الأصدقاء لنا فرصة
أن نداورهم
والنساء اللواتي اغتبطن
لمرآك في ساحة العرس
لم يغتبطن كثيرا
لما يتخيّلنه
حين يخجل مصباح حجرتنا
فيلملم أضواءه
ويصر على النوم منفردا
النساء الخبيثات
يعرفن أني أقبّل شعرك كي يتفكك
أني أقبل جسمك كي يتفكك
أني سأجمع هذي الشظايا
وألحمها
بسوائل نازلة من ثقوبي
تلك التي تتوزع في الفم
نرسب في منتهى البطن
تخرج عند التقاء الغريمين
حينئذ سوف ترتعشين
وتبتهجين
تنالين رائحة الرب
تدّخرين لنفسك
أفقا من الحلم
أستره حين نمضي إلى الحفل
ليس الطريق طويلا
ولكننا نتباطأ
نغتاب كل الطيور
وكل الشجيرات
نسأل عن أي كهف يصادفنا
نستعين على اليأس
بالشعراء القدامى
نكون وحيدين في الليل
نملأ كل الشقوق بآهاتنا
ونحاول أن نضع اللغة العاطفية
جنب الجدار
ونكشف سوأتها
ونبول
فنحن معا سنكوّن أوركسترا الوجد
ينقصنا عازف واحد
وجديد
فهل نطمح الآن
أن نتكاثر فوق الطريق
وأن نرث الأرض
أن نعتلي سفحها
وترائبها
والذي لم تكنه
فأنفخ فيك من الروح
ما قد يراه المحبون
منزلة
تحتها نستطيب الإقامة
نصبح حلفا
هو الروح والآب والإبن
نحن سنمضي إلى الحفل
سوف نعاود ما قد بدأناه
نحلم أن نتباطأ
أذكر أن أبي سوف يسبقني
فهو يلبس جبّته وعصاه
يصب على الأرض زيت يديه
فترتعشان
ويحمل سبعين عاما وأكثر
في جفنتين
ويحمل أمي بقلب
علته الحشائش
والحشرات
وآونة الريح والبرد
يحمل خاصية السائرين على حافة الطرقاتِ
هو الآن يعرف أن المباهج
والوشوشات
ورائحة الفل
والقبلات التي تتدحرج في الليل
سوف تدحرحه
باتجاه المكان الذي فيه يصدع
يعرف صوت الرفاق الذين مضوا قبله
ويكاد يصافحهم
ويكاد يبش لهم
وإذا ما تلفّت
كانت نحوه أنسجة
هي أمي استعدّت
فأنحلت الجسم
صار كهوفا من الجلد والعظم
تسكن فيه الدماء القديمة
والذكريات
وتسقط عنها الأعاصير
ترتجّ حين تشاهد أحفادها
يشربون الفضاء بلون الجموع
ولا تدّعي قابليتها للمكوث طويلا
ولكنهم لم يشاؤوا لها أن تمر
استجابوا لرغبتها في الوقوف لدى الباب
حتى ترى النور
والشمعدانات
تسمع ضجتهم حين يقتربون من البهو
تعرفهم
إنه الحفل
نحن معا ذاهبان
ولكننا نتباطأ
نحلم أن نستظل بكل السحاب
وأن نصل الحفل مبتهجين
بأنا فرغنا من الأرض
وارتضت الروح أن تتبدد
تصبح أجنحة
للطيور التي لا تعودْ
إننا ذاهبان
معي كتبي
سوف أحرق في كل أرض
أجاوزها
بضعة
لأرى كيف صارت تقاويم جسمك
كيف استقر الزمان به
فإذا نفدت كلها
سنكون اقتربنا من الحفل
وانصرفت ريحنا
هكذا
هكذا.