الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مذكرات "فاطمة اليوسف" الناقصة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هكذا وصفها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس خلال مقدمته لكتاب "ذكريات" والذي كتبته فاطمة اليوسف وطرحته الهيئة المصرية العامة للكتاب مؤخرًا ضمن مبادرة "خليك في البيت الثقافة بين ايديك" التي أطلقتها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، عبر موقعها الإلكتروني. 
الكتاب صدر ضمن سلسلة "أدباء القرن العشرين.. فاطمة اليوسف ذكريات مذكرات"، والصادرة عام 2008، كتب مقدمة الكتاب الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس بعنوان "أمي هذه السيدة، والغريب أنه بدأ مقدمته بجملة "هذه الذكريات ناقصة.. ناقصة إلى حد كبير!" ويقصد ان الكتاب لم يتضمن الحديث على أن الكتاب لا يحمل بين طياته الكثير من الذكريات للسيدة فاطمة اليوسف أو "روزاليوسف" وكتاب عبارة عن كتابين الاول بعنوان "أيام الفن" ويحتوي على 11 فصلًا، اما الكتاب الثاني فجاء بعنوان "أيام الصحافة" ويتضمن 18 فصلًا، تتحدث خلالهما فاطمة اليوسف عن رحلتها في محراب الفن والصحافة، وكيف أصبحت هذه السيدة القوية، التي لا تعرف للهزيمة طعم، بل لم تستطع الظروف القاهرة ان تنال منها أو من عزيمتها وإصرارها على النجاح. 
فجاءت فاطمة اليوسف إلى قاهرة المعز وهي في سن الرابعة عشر من عمرها لتبدأ حياتها كممثلة نائشة في قرقة "عزيز عيد المسرحية" لتخطو اولى خطواتها في تعلم القراءة والكتابة وفن التمثيل لتصبح بعدها الممثلة الأولى في مصر بل واطلق عليها لقب "سارة برنار الشرق"، لتأتي تجربتها الأولى بعد ذلك في مجال صاحبة الجلالة " وتصدر مجلة روزاليوسف والتي بدأت كمجلة فنية، لتصبح أهم مجلة سياسية في مصر بل والشرق الأوسط في ذلك الوقت، لتخلد "فاطمة اليوسف" اسمها في التاريخ بحروف من ذهب في عالم الكتاب والصحافة والفن السياسة أيضًا، بالرغم من عدم حصولها على أي مؤهل عالي، لتصبح رائدة من رواد صاحبة الجلالة في زمن لم يكن للمراة صوتًا. 
ويقول احسان عبد القدوس في مقدمة الكتاب:"غن والدتي السيدة فاطمة اليوسف لم تحدثنا في هذه الذكريات عن المشكلة الكبرى التي استطاعت وحدها ان تحلها، والتي لا يزال المجتمع المصري كله حائرا أمامها: كيف استطاعت أن تجمع بين جهاد الشاق المضني الذي بدأته وهي في السابعة من عمرها.. وبين واجبها كزوجة وكأم؟!، انا نفسي لا أدري!!، لا أدري كيف استطاعت أن تحملني تسعة شهور وهي واقفة على خشبة المسرح تعتصر الفن من دمها وأعصابها لتكون يوما أعظم مملثة في الشرق.. 
ويزيد عبد القدوس ويصف والدته ويقول "إنها هادئة رقيقة تكاد تذوب رقة.. يحمر وجهها خجلًا إذا ما سمعت كلمة ثناء، ويكاد صوتها الناعم الخفيض الرفيع المنغم يشبه صوت فتاة في الرابعة عشر، وهي تفضل العزلة، ولها دنيا خاصة تعيش فيها، وليس لها كثير من الأصدقاء الخصوصيين، رجالًا أو نساء، وأغلب من يعرفونها لا تعرفهم، وهي تكره المجتمعات وتكره أن تقيم في بيتها حفلة أو مأدبة، بل إنها في بعدها عن الناس يفوتها كثير من المجاملات، حتى هذه المجاملات التي يتطلبها لاعمل وهي بعد كل هذا، قلب طيب ينشر الحب والسلام حوله، حتى تبدو ساذجة تستطيع ان تضحك عليها بكلمة، ويد سخية تعطي باستمرار وتأبى أن تأخذ نظير ما تعطي.." 
وأهم ما يميز الكتاب هو آراء فاطمة اليوسف حول الصحافة والفن والسياسة فتقول في رحاب صاحبة الجلالة "أما الصحافة، فإنها اليوم سلاح السياسة الأول، وما قلته عن السياسة ينطبق على الصحافة، فالصحفي القذر لا يمكن أن يسء إلى المهنة ذاتها، والرأي العام يميز بسهولة بين أنواع الصحفيين والكُتاب، ولربما أقبل على قراءة ما يكتبه أحدهم، دون أن يتأثر به، لأنه لا يحمل له في نفسه أية ثقة أو احترام، وقد أثبتت الصحافة دائمًا أنها أقوى مما يظن الكثيرون".
يمكنك تحمل الكتاب من هنا: