الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

كورونا والتباعد الاجتماعي يرسمان ملامح «عيد الفطر» في سوريا.. ارتفاع في أسعار الملابس والكعك.. وركود بالأسواق الشامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل أجواء حظر التجوال والإجراءات الاحترازية التى فرضتها السلطات السورية، في محاولة للسيطرة على انتشار فيروس كورونا القاتل بين مواطنيها، ولاسيما في أيام عيد الفطر المبارك، يجد السوريون أنفسهم محرومين من احتفالات العيد للعام التاسع على التوالي، بعد أن حرمتهم الحرب والصراعات الداخلية من بهجة العيد خلال السنوات الماضية.
وأعلنت الحكومة السورية، مجموعة إجراءات جديدة خلال عيد الفطر، أبقت بموجبها الحظر المفروض.
وقرر الفريق الحكومى المعنى بإجراءات التصدى لوباء كورونا استمرار إغلاق المنافذ الحدودية، وجدد تأكيده على أهمية الوعى من قبل المواطنين والتصرف بأعلى درجات الحرص والمسئولية والالتزام باشتراطات السلامة الصحية خارج المنزل وداخله. وشملت قرارات الفريق منع أى مظاهر تجمعات تتعلق بالعيد خاصة ألعاب الأطفال بكل مكوناتها، وصالات الألعاب على مستوى جميع الوحدات الإدارية بالمحافظات.
كذلك قرر الاستمرار في حظر التجول الليلى المفروض خلال فترة عيد الفطر من السابعة والنصف مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي، على أن يتم تعديل أوقات الحظر الليلى بعد العيد مباشرة لتصبح من السادسة مساء حتى السادسة صباح اليوم التالي.
وقرر الفريق استمرار إغلاق المنشآت السياحية والمنتزهات والمطاعم والمقاهى والحدائق العامة خلال فترة العيد.
ورغم أن الإجراءات السابقة التى طمست فرحة السوريين بالعيد، إلا أنهم حرصوا على التمسك ببعض المظاهر والطقوس التى تميز احتفالاتهم بعيد الفطر المبارك، كشراء الحلوى والملابس الجديدة والحرص على التجمعات العائلية داخل المنازل وشراء اللعب للأطفال مع الحرص على عدم خروجهم إلى الشوارع والمتنزهات.
إلا أنه لا يمكن إنكار حقيقة أن انتشار الفيروس القاتل أسهم في تناقص فرحة السوريين بالعيد، فارتفاع أسعار كل شيء تقريبا وتناقص القوى الشرائية لدى أغلب المواطنين دفعهم للاستغناء عن الحلوى الجاهزة واستبدالها بالحلويات المنزلية الأقل تكلفة مثل «المعمول والكعك» أيضا ارتفاع أسعار الملابس بشكل جنونى، جعل شراءها يقتصر على بعض الفئات الأكثر ثراء، مما جعل الأطفال من البسطاء هم الأكثر تضررا، باختفاء الثياب الجديدة من احتفالهم بالعيد، واقتصار فرحتهم على بعض الحلوى والألعاب رخيصة الثمن.
كما لا يزال الآلاف من السوريين مبعثرين ولاجئين داخل وخارج حدود الوطن، وداخل مخيمات النازحين التى تجعلهم عرضة لتفشى الفيروس القاتل في ظل التكدس الكبير في انتظار الموت بدل الفرج. وتتميز الأعياد في سوريا على وجه العموم بالأجواء الخاصة، ولكل عائلة تقاليد اعتادت ممارستها في كل عيد، وعلى الرغم من ظروف الحرب في سوريا، والتى أدت إلى تشتّت الكثير من الأسر السورية، إلّا أنّ بعضها ما زال يحتفظ بعاداته وتقاليده. وتسبب قرار تعليق صلاة العيد في المساجد في حرمان المصلين وخاصة أهالى دمشق من أداء صلاة العيد في المسجد الأموي، ومنع أهالى المناطق السورية الأخرى من الصلاة في المساجد الأخرى، والتوجه لزيارة القبور، والدعاء للأموات بالرحمة والمغفرة، وقراءة الآيات القرآنية على قبورهم.
وإن كان لا يزال باستطاعتهم زيارة الأقرباء، إذ يزور الرجال الجد والجدة ثم العمات والخالات، وفى الفترة المسائية تتم زيارة الأعمام والأخوال، وزيارة الجيران أيضًا.
كما سيتوجه أطفال سوريا في العيد لزيارة أقاربهم، وأخذ العيدية «الخرجية» التى تُقدّم لهم في أول يوم من أيام العيد، فعلى الرغم من تطورات العصر، إلا أن العيدية لا تزال مبلغ هم الأطفال في سوريا، ولاسيما في الأحياء الشعبية، إذ يقوم الآباء والأمهات والأشقاء الأكبر والأعمام والأخوال في تقديم مبلغ من المال للطفل كعيدية ينفقها على شراء الحلوى والألعاب واستئجار الدراجات الهوائية، وركوب الحنطور الذى يجره الحصان، وارتياد الحدائق العامة التى خصصت مساحات منها لألعاب الأطفال، كما يقضون العيد في اللعب، حيث تُفتح الحدائق العامة، وتُنصب المراجيح والألعاب الأخرى، ويذهب الأطفال من أجل اللعب فيها، أو اللعب أمام المنازل، وإن كانت ستقتصر على شراء الحلوى هذا العام.
وتشترى الأسر السوريّة ملابس العيد في الأيام الأواخر من شهر رمضان المبارك، وتقوم العائلات الشاميّة في الأيام الأواخر من رمضان بإعداد حلوى العيد، ومن أنواع الحلويات التى يقومون بإعدادها المعمول، وهو عجين يتم عجنه بالسمن ثم يُحشى بالتمر أو الفستق أو الجوز، ويُشار إلى أن العائلات السورية كانت تصنع هذه الحلوى بنفسها، ولكن تخلى عدد منها عن هذه العادة، ولجئوا إلى شراء الحلوى من المحلات المتخصصة بصنعه. وتختلف الحلويات السورية من منطقة لأخرى، حيث تصنع المناطق الشرقية الكليجة، أو المعمول، والأقراص، أما في مدينة حلب الشهباء، فيتم إعداد أنواع مختلفة من الكبابيج الحلبيّة، وفى مدينة حمص تُصنع الأقراص وغيرها من الحلويات. وفى أسواق الألبسة ومنها «الصالحية، الحمراء، القصاع، الشعلان، باب توما» ورغم ازدحام الناس فيها وخصوصا في ساعات المساء الأولى قبل العيد، فإن حركة البيع قليلة هذا العام نتيجة لارتفاع الأسعار الناجم عن انتشار فيروس الكورونا. كما قل إقبال السوريين هذا العام كذلك على سوق «البزورية» حيث محلات بيع حلويات الضيافة من شوكولاتة وراحة ونوكا وملبس، واقتصرت مشترياتهم على البضائع ذات الأسعار المنخفضة، مثل الشوكولاتة المحضرة من زبدة الكاكاو الصناعية بكميات أكبر، بسبب سعرها المنخفض، حيث يباع الكيلوجرام بنحو ألف ليرة.