الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الخوري طوني الخوري يكتب : نحب بمحبة يسوع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في رسالته إلى أهل أفسس، يشكر بولس الربّ على إيمان الكنيسة الذي ذاع في كلّ مكان، وعلى المحبّة تجاه الإخوة التي أثمرها هذا الإيمان:" "لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا (يقول بولس) إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، لاَ أَزَالُ شَاكِرًا لأَجْلِكُمْ، ذَاكِرًا إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِي" (أف 1: 15-16).
سَمع بولس بإيمان الإخوة لأنّ آخرين نقلوا إليه ما رأوه فيهم من شهادة لوصيّة المسيح الجديدة المتجلّية في أعمال المحبّة: فالمحبّة مقياس الإيمان، والإيما روح المحبّة.
ولكن ما هي هذه الوصيّة؟ ولماذا هي جديدة مع أنّ العهد القديم يحث جماعة إسرائيل على محبّة الله والإخوة (تث6: 5) فما الذي أضافته هذه الوصية؟ أضافت أنّنا مدوعوون إلى أنّ نُحبّ كيسوع، أي بمحبّة يسوع نفسها.
محبّة يسوع مجّانيّة، تُعطى للإنسان وذلِك بغضّ النظر عن تجتوبه معها أم لا. فيسوع يبقى أميناً لمحبّته تجاه البشرية حتى ولو خانته البشرية.
وهي محبّة شاملة، تطال الجميع دون سواء، وبغض النظر عمَن هُم وعن الحالة التي يكونون فيها، وإن كانوا أصدقاء أم أعداء. مرضى أم أصحّاء. خطأة أم أبرار.
وهي محبّة عمياء، لا تُميّز بين إنسان وآخر، ودين وآخر، وعرق وآخر، ولونٍ وآخر.
وهي محبّة وديعة، لا تثأر، لا تُعامل بالشرّ مَن عاملها بالشّر. ولا تفرح بالشرّ بل بالخير. إنّها محبّة صافيّة غير كيديّة.
وهي محبّة حسّاسة، ترى من بعيد. تثسرع إلى الإنسان لكي ترفعه وتنتشله من حالته البائسة. تأخذ المبادرة الأولى، لا بل المُبادرات الأولى، وتعذر وتشفق.
وهي محبّة رحيمة، تغفر وتنسى الإساءة.
هذه هي المحبّة الجديدة التي دعانا يسوع إلى تبنّيها وعيشها والشهادة لها وسط العالم. لأنّه بها، وبها فقط يعرف العالم أننا تلاميذ المسيح الحقيقيون.