الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكتاب عيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدا واقع الحال أن محنة كورونا خلقت حالة من التكيف وبرمجة يوميات الناس وفقها، بين إصابة هدف وقائى التزاما بالاحترازات، وبين تهور يجعل للعدوى بابا مشرعا يسيرا لدخولها،حتى وسيرتها الإحصائية بين مصابيها ومتعافيها وموتاها ما زالت خبرا أولا، فإن الارتباك والقلق والصدمات النفسية آخذة فى الانزياح شيئا فشيئا، وسيكون شهر يونيو شهر الانفراجات الحذرة فى حركة الشوارع، والمحال التجارية والمؤسسات الخدمية.
وفى عزلة العيد الاستثنائية «الكورونية» والتى يصدق فيها قول الشاعر المتنبى بأى حال عُدت ياعيد، تفتقت التخريجات لإبداء سلوكيات مستجدة فى المعايدة ملفوظا، وتبادل التهانى أداءً،عند التباعد فى استقبال الزوار المهنئين، وفى كاريكاتير معبر، أظهر أن كل واحد منا لن يأمن إلا وهو يعايد ظله (نفسه) على الحائط، حذر عدوى الحواس لمسا وتنفسا ونظرا.
وعن مفاعيل العزلة والحجر فينا سبرت صفحة السقيفة الليبية آراء متابعيها فى حول علاقتهم بالكتاب الذى هو خير جليس للوحدة الفاعلة، وسلاح مقاومة بيضاء تتخذ من العقل متراسا لإثرائه بالمعرفة فى كل مجالاتها، جاء الاستطلاع حول العلاقة بالكتاب وطقوس القراءة، حول نوعية الكتب التى تستهويهم ويحرصون على قراءتها، ما يجذبهم للكتاب: عنوانه، موضوعه، أم كاتبه،ميلهم بين الكتاب الورقى والإلكتروني، وحول مشاركتهم للآخرين ما يقرأون، تحمست وأجبت عن تلك العلاقة رفقة قارئات فاق عددهن القراء المشاركين بإجاباتهم، فكان ذلك قصب سبق لصفحة السقيفة الليبية إذ حركت راكد سؤال واقع ونوع القراءة،كما موقع القارئة المرأة فيه التى يطالها اتهام أنها عدوة للكتب!.
هنا أجابتى كما ترتيب الأسئلة: علاقة محبة، وهو سندى فى كل ضائقة، رفيق أخرج عن طورى معه لو أعجبنى تزغلل عيناى فرحا ولهفة «أوف..»، وقد أشتمه تغزلا لشدة ما أدهشنى متعة!. فى بيت به مكتبة وعناية أب ناصح، حضرت المجلات فى الطفولة، وجاء الكتاب مع المرحلة الإعدادية، توطدها شهد انقطاعات تبعا لظروف منها ما تعلق بسياسة نظام سابق شطح فى الحجب حينا والإتاحة المشروطة بنوعية الكتب حينا آخر، ثم الوظيفة، فالتدريس الجامعى ومفرداته المنهجية، مثلا يُقلص ويحدد بشكل ما عادة القراءة المنفتحة المواضيع.
لا مكان ولا زمن محددين ولا طقس، لو انشغل بمقال أو بحث تأخذ كتب مرجعية نصف يومى تقريبا، أقرأ على طاولة المطبخ، فى بلكونة، فى سريري، لو براحتى واختياري: قبل أى نوم، قيلولة أو ليل، قد يصير الكتاب معبرى لنوم مريح، أو قلق!…لعل «الموضوع» فى الأغلب جاذبى الأول وفق اهتماماتي، وقد أتمركز وفقهُ على متابعة إصدارات كاتب بعينه، الكتاب الإلكترونى كان منقذى حِلا وترحالا، كما شبيك لبيك وحل علاجى لحاجتى المعرفية فى كثير من الأحيان.
أثر والدى وأعمامى فى خيارى الأول بماله علاقة بالمنتج الثقافى الليبي، ما وجدته بأول مكتبة فتحت عينى عليها ببيتنا فظل هذا الانحياز، لاحقا دراستى العليا ركزت قراءتى فى الإنثربولوجيا وعلم الاجتماع والأدب الشعبي، والوظيفة رفدتها بما يصدر عن الإعلام أحيانا، أميل مؤخرا للمترجم من سلسلة عالم المعرفة، روايات، سيرة ذاتية…من أعارونى أكثر ممن أعرتهم فشكرا لهم، أعير وأنسى من أعرته، وتنتابنى حالة من الندم و«أقسم» ألا أعير مجددا وأحنث فى ذلك.. (أتمنى أن تقرأ هذا: من أعرتها رواية «بجعات برية» ولم ترجعها لي.. ومن أعرته فصل من أجزاء مقدمة ابن خلدون!!…).
ملاحظة: مؤخرا ومن عقد تقريبا اكتشفت أن بعض خياراتى كانت رديئة، وأضعت فيها وقتا وحتى دفاعى عنها!، وما حسن من قراءاتي، مايقترحه من بمحيطى من خبِر قراءة متكشفة مانحة متعة الإفادة والمواكبة، وأدين لأصدقاء بصفحات التواصل كانوا مُرشدين لما يتوجب الانتباه إليه حين أقصر عن ذلك. مع كل كتاب وأنتم بخير.