الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد نحو 1500 عام.. أول عيد فطر بدون صلاة بسبب فيروس كورونا.. أول صلاة عيد فطر كانت في السنة الثانية من الهجرة.. "الطاعون" و"الإنفلونزا الإسبانية" لم يحرما المصريين من بهجة العيد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جاء عيد الفطر هذا العام مختلفًا عما سبقه، بسبب الأحداث التي يمرّ بها العالم، على إثر جائحة فيروس كورونا "كوفيد19" الذي حرم المُسلمين للمرة الأولى من الاحتفال بصلاة العيد. ربما للمرة الأولى في التاريخ الإسلامي. 
وعلى الرغم من مرور الكثير من المحّن والأوبئة الفتاكة مثل الكوليرا والملاريا والإنفلونزا الإسبانية؛ إلا أن ذلك لم يمنع المسلمين والمصريين على وجه التحديد من الاحتفال بصلاة عيد الفطر المبارك، حتى جاء وباء فيروس كورونا. 

ووفقًا للمعلومات، فإن أول صلاة عيد فُرضت واحتفل بها المسلمون كانت في السنة الثانية من هجرة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث يذكر ابن جرير الطبري أن النبي الكريم خرج بالناس إلى المصلى، فكانت صلاة عيد الفطر أول صلاة. 

لكن بسبب قيود التباعد الاجتماعي والحظر التي تُطبقها الحكومة وتُنادي بها منظمة الصحة العالمية، حفاظًا على صحة المواطنين بسبب جائحة فيروس كورونا، لم يحتفل المصريون بصلاة العيد. 

وتذكر كتب التاريخ، أن هذه ليست المرة الأولى التي يمر بها يحتفل بها المسلمون في ظل انتشار الأوبئة، حيث يذكر المؤرخ البديري الحلاق في كتابه "حوادث دمشق اليومية":"انقضى شهر رمضان المبارك نهار الخميس، وصار العيد يوم الجمعة، فصار عيدًا للأموات والأحياء، لكنه للأموات أكثر، فقبل عيد الفطر بيومين وبعده بيومين يخرج من كل باب من أبواب دمشق ممن مات مطعونًا، بسبب انتشار وباء الطاعون، ففي كل يوم نحوًا من ألف جنازة والعياذ بالله، وقد طال الأمر وكثر القهر وزال السرور، وزادت البغضاء والشرور، ولم يدر الإنسان أين يدور، من شدة البكاء والنفور، ولله عاقبة الأمور". 
وفى كتاب "تاريخ الأعظمية: مدينة الإمام أبى حنيفة النعمان" ذكر أن في القرن الثامن عشر انتشر الطاعون في المدن العراقية كلها في شهر رمضان، وقتلت الناس فتكا، وامتد إلى عيد الفطر، وبلغت الوفيات بالألوف، وصار الناس ينقلون جنائز موتاهم إلى المقابر على ظهر الحمير، ثم أخذ الناس يدفنون موتاهم في بيوتهم وبساتينهم، من دون غسل ولا كفن ولا صلاة، وراح الناس يسحبون الموتى من الطرقات.

كما قال المؤرخ بلقاسم المملوكي في كتابه "الموت في مصر والشام – النكبات الديموجرافية في العهد المملوكي"،:"أنه في عام 873 هـ/ 1473م، كان الطاعون في ذروة نشاطه، وأقبل عيد الأضحى، فكان أشبه بالمأتم لما طرق الخلق من الحزن والكآبة". 

وأضاف المؤرخ ابن إياس في الجزء الثالث من كتابه المشهور بدائع الزهور في وقائع الدهور: "في شوال تزايد أمر الطاعون بالقاهرة في عصر دولة الأشرف قايتباى، وفتك في المماليك والأطفال والعبيد والجواري والغرباء فتكًا ذريعًا، وكان طاعونًا مهابًا يموت منه، وفى ذى القعدة تناهى أمر زيادة الطاعون ومات فيه الأعيان جماعة كثيرة، وفى ذي الحجة فحش الطاعون جدًا، ومات من مماليك السلطان نحو ألفين وزيادة".