الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"بديعة مصابني".. عروس المسارح السورية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نمتلك سجلا يجمع بين دفتيه مجموعة من التراجم لرواد المسرح في مراحله الأولى وفيما تلاها حتى وقتنا هذا، التي ازدحمت بالأحداث الفنية، والاجتماعية، وتخللت خلالها حياة المسرح العربي عامة والمصري خاصة، التي تسير بدافع من التطور المحتوم، وتكتسب أرضا جديدة بالوعي العربي، الذي لم يشغله فن التمثيل في الكثير أو القليل، فقد خرجت من تحت عباءة خشبته العديد من الفرق المختلفة، التي ساهمت بشكل كبير في خلق جيل واعٍ بالفنانين، والمخرجين، والكتاب، حتى أصبحوا رموزا للحركة المسرحية في مصر والوطن العربي.
ونلقي الضوء على عدد كبير من الفرق المسرحية المصرية والعربية على مر العصور، وتركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وذلك من خلال تجاربهم الإبداعية الهادفة، فقد قدموا خلالها مواسم مسرحية حققت نجاحا كبيرا داخل مصر وخارجها، حتى توقف نشاط تلك الفرق عقب رحيل مؤسسيها، ولكن ظلت أعمالهم الفنية باقية وخالدة رغم رحيلهم.
وتألقت الفنانة بديعة مصابني، على الساحة المسرحية في 1922، وذلك عندما انضمت إلى فرقة نجيب الريحاني، وكان يطلق عليها في ذلك الوقت بـ"عروس المسارح السورية"، حتى تزوجها الريحاني في سبتمبر 1924، وقامت ببطولة معظم مسرحيات الفرقة التي من بينها "الحلاق الفيلسوف"، "ريا وسكينة"، "أفوتك ليه"، "دقة المعلم"، "الرنسيس"، "ليالي الملاح"، "كشكش في الجيش"، "الشاطر حسن"، وغيرها، حتى كونت بديعة فرقة مسرحية بالاشتراك مع كل من أمين صدقي، نجيب الريحاني، فتحية أحمد، في 1925، وقدمت الفرقة عدة مسرحيات من بينها "قنصل الوز"، "مراتي في الجهادية"، "حلاق بغداد"، "الأمير"، "أيام العز"، وغيرها، حتى قررت "مصابني" الانفصال عن زوجها نجيب الريحاني في 1926 – حسبما ذكر الدكتور سيد على إسماعيل، في كتابه "مسيرة المسرح في مصر 1900 - 1935"، فرق المسرح الغنائي – ولكنها لم ترزق بأبناء فقررت تبني فتاة تدعى "جوليت".
قررت الفنانة بديعة مصابني تأليف فرقة غنائية تقدم خلالها الطقاطيق، والمنولوجات الغنائية.
وأنشأت صالة بديعة مصابني، وبدأت الموسم 1926 – 1927، بصالتها التي كانت تقع في شارع عماد الدين بالقاهرة، وافتتحت بالغناء والرقص، غناء جميل عزت، ثم أضافت إلى برنامجها مسرحية بعنوان "لهيب الحب"، وفي موسم 1927 – 1928، خصصت بديعة بعض الحفلات للسيدات كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع، وانضم لها عدد كبير من المطريبن والمطربات، وكانت دائما تبحث عن الابتكار في أعمالها منها "رقصة البدو، الغزال، الطاووس، الرياضي، الريفية، الشارلستون"، ثم افتتحت صالتها بالسلسلة في الإسكندرية، وأضافت لها مقهى شعبيا وحديقة مفتوحة ليلا ونهارا، حتى تركت صالتها بعد هذا الموسم. واتجهت مرة أخرى للمسرح وانضمت لفرقة الريحاني وقامت ببطولة مسرحيات الفرقة طوال الموسم 1928 – 1929، من بين هذه المسرحيات "ياسمينة"، "أنا وأنت"، "علشان سواد عينيها"، "مصر سنة 1929" وغيرها، حتى تركت فرقة الريحاني في موسمها الثاني وعادت لصالتها مرة أخرى وأضافت لها مطربين ومطربات جددا، وبدأت تدخل إلى برنامجها الفني مجموعة من المسرحيات من تأليف أمين صدقي، منها "من فات قديمة"، "أولاد الرعاع"، اللص الشريف" وغيرها، إلى جانب المنولوجات، والغناء والرقص، في موسمها 1931 – 1932.
ويوضح لنا المؤلف أن بديعة مصابني تفضل تقديم مسرحيات الفصل الواحد، والمأخوذ موضوعاتها من مواقف الحياة العائلية المشبعة بالضحك وكوميديا المواقف، فقد قدمت بديعة مسرحية "يا كتاكيتها" للمؤلف محمود فهمي إبراهيم، لذلك نجد أنها اهتمت بالفن المسرحي أكثر من الغناء والرقص، بالإضافة إلى المسرحيات الاستعراضية، واختتمت الفرقة الموسم الفني 1935، بمسرحية "الدنيا بتلف" للمؤلف أبو السعود الإبياري، حتى توقفت ملكة الاستعراض المسرحي عن إدارة صالتها، وذلك لسبب انشغالها ببعض الأفلام السينمائية، حتى عادت لصالتها مرة أخرى، وأدخلت لها الأزجال والتلحينات المتنوعة إلى جانب المسرحيات التي كانت تقدمها فرقة بديعة مصابني في بداية الموسم 1936 – 1937 استأجرت مسرح برنتانيا لتعمل عليه بجانب صالتها وافتتح الموسم بمسرحية "دنيا تجنن" لأبو السعود الإبياري، أتبعتها مسرحية "وراك وراك"لمحمد مصطفى، إلى جانب مجموعة من المسرحيات المتنوعة، وبعد عودتها من السودان مع فرقتها أطلقت اسم مسرح الهمبرا على صالتها وقدمت مجموعة متنوعة من المسرحيات في مواسمها المختلفة، واستمرت "مصابني" في نشاطها الفني ولكن بصورة متقطعة حتى توقفت تماما واعتزلت الفن في 1951.