الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

المفكر الإسلامى محمد داود: الإرهابيون يحاربون الله ورسوله.. ويحرفون النصوص لخدمة مصالحهم.. آيات القتال نزلت في الكفار القتلة المعتدين.. والتكفيريون اختزلوا الدين في الحدود.. وأغلب نصوص الشريعة مطبقة

الدكتور محمد داود،
الدكتور محمد داود،
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، إن الإرهابيين يحرفون نصوص القرآن والسنة النبوية، لخدمة مصالحهم ومخططاتهم الإجرامية، وتجنيد الشباب وحثهم على القتال.
وأكد "داود" صاحب أكبر موسوعة في المكتبة الإسلامية للرد على الشبهات، في حواره مع "البوابة نيوز"، أن الإرهابيين اختزلوا الشريعة في الحدود، ومن ضلالهم تكفير المجتمع والحاكم بحجة أنهم لا يحكمون بما أنزل الله.
فإلى نص الحوار..

يستشهد الإرهابيون دائما بآيات القتال في القرآن لتبرير إجرامهم وجذب الشباب إليهم.. فما تعليقك؟
- آيات القتال والقتل في القرآن، نزلت في الكفار القتلة المعتدين، ومن الضلال كل الضلال بإجماع العلماء إنزال الأحكام الخاصة بالكفار المعتدين على المؤمنين الموحدين الذين يحرسون أوطانهم ويحفظون الأمن ويدافعون عن الأموال والأعراض.

* ما "الطاغوت" الذى يصف به الإرهابيون المصريين؟
- من الضلال وصف المدافعين عن أوطانهم بأنهم أتباع الطاغوت، والحق الذى عليه العلماء سلفا وخلفا أن الطاغوت هو من طغى على الله، فعبد من دون الله قهرا أو اختيارا، وليس في الجيش ولا في الشرطة من يعبد من دون الله، بل مؤمنون موحدون يموتون من أجل المحافظة على أمن الناس وأموالهم، ومن مات دون ماله وعرضه ووطنه فهو شهيد، بنص الحديث النبوى الشريف.

* ما حكم ما يفعله الإرهابيون من جرائم؟
- بقتالهم الجنود المؤمنين الذين يحرسون أوطانهم يكونون من المعتدين الذين يفسدون في الأرض، وتنطبق عليهم آية الحرابة (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وبهذا يصبح من وقع في هذا الضلال بإنزال أحكام الكافرين على المؤمنين من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، كما وصفهم الله في القرآن الكريم.

الإرهابيون يتهمون الدول بتعطيل أحكام الشريعة الإسلامية.. فما ردك؟
- الإرهابيون اختزلوا الشريعة في الحدود، والشريعة تبدأ من قوله تعالى: (أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وتشمل إقامة الصلاة والعدل بين الناس وهل تعمل المحاكم إلا في إقامة العدل بين الناس، وهل يعمل الأزهر والأوقاف إلا في عمارة المساجد وإقامة الصلاة ورفع الأذان وهل تعمل أجهزة الأمن إلا في تعقب اللصوص والمعتدين على أمن المجتمع.
إن آخر سطر في الشريعة إقامة الحدود حين تتهيأ الدولة وقوتها لذلك، وإن أغلب نصوص الشريعة مطبقة في المجتمع.

* هل سمح الإسلام بقتال ولى الأمر؟
- سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول فيما أخرجه مسلم في كتاب الإمارة: (إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضى وتابع، قالوا: يارسول الله ألا نقاتلهم؟
قال صلى الله عليه وسلم: لا.. ما صلوا.
لقد حرم النبى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الخروج المسلح.. ومقاتلة ولى الأمر، وليس بعد قول النبى قول، ولا بعد حكمه حكم.

* لكنهم دائما يقولون إن الإسلام قام على العنف والنبى محمد حارب وقاتل من أجل ذلك، فما تعليقك؟
- يزعم بعض المغرضين أن طابع تعاليم الإسلام، في تنظيم علاقة المسلمين بغيرهم، يتسم بالعنف، ومن مظاهر ذلك أن فقهاء المسلمين قد قسموا الأرض إلى دارين: دار إسلام وأمن، ودار كفر وحرب، ويرون في ذلك تأصيلا لحالة المعاداة بين الدارين واستمرارها، ويزعمون أن الفقهاء قد أوجبوا الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام لقطع العلاقات مع غير المسلمين، ويرمون من وراء ذلك كله إلى وصم الإسلام بالعنف والانغلاق والعنصرية. 
ولكن، لا قيام لدين الإسلام الكامل الشامل إلا بوجود دولة يقوم عليها، ولا يتصور وجود دولة بغير أرض تطبق فيها أحكام الإسلام، ويستقل عليها أهله. 
وكذلك، فإن دار الإسلام هى التى تعلوها شريعة الإسلام، أو ما كان المسلم فيها آمنا بوصفه مسلما، ودار الحرب على العكس من ذلك، وهناك دار العهد وهى التى ترتبط مع المسلمين بعهد. 
وليس معنى تقسيم الديار إلى دار إسلام ودار حرب، أن علاقة المسلمين بغيرهم أساسها الحرب والقتال، إنما هو تقسيم فرضته ظروف الواقع، فأعداء الإسلام هم الذين جعلوا علاقتهم بالمسلمين علاقة حرب، ومن ثم صارت ديار المسلمين ديار حرب بالنسبة إليهم، فصارت ديارهم ديار حرب من باب المعاملة بالمثل. 
ودار الإسلام لا يمكن أن تتحول إلى دار كفر مهما طال الزمن، حتى لو اغتصبها الكفار، فلا بد من عودتها إلى ساحة الإسلام.
وتناغما مع مستجدات العصر وظروفه، ظهرت اجتهادات عديدة للتوفيق بين هذا التقسيم وتلك المستجدات. 
وللهجرة أحكام متعددة، فقد تكون واجبة أو مندوبة أو مباحة أو محرمة، ولكل حالة ضوابطها.