الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كتاب في سطور|| "هدى شعراوي" أول من أسقطت النقاب و"كشفت وجهها"

هدى شعراوى
هدى شعراوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يؤرخ لتاريخ الحركة النسوية المصرية منذ أحداث ثورة ١٩١٩، التى خرجت فيها النسوة لأول مرة للمشاركة إلى جانب الرجال بمطالب وطنية تمثلت في إنهاء الاحتلال البريطانى عن مصر والسماح لسعد زغلول ورفاقه بالسفر لتمثيل مصر في بريطانيا للحصول على الاستقلال تنفيذًا لوعود الاحتلال أثناء الحرب العالمية الأولى.. وسقطت أول شهيدة برصاص الاحتلال.. وبرغم وجود مبادرات ومقالات سابقة طالبت بحقوق النساء أسوة بالرجال وكان أبرزها حقهن في التعليم ولاسيما المراحل الابتدائية.. إلا أن هذه المطالب لم تكن تنالها النساء إلا بجهود هدى شعراوى التى قررت التصدى لرجال الوفد الذين حاولوا إهدار حقوق النساء.. ذهبت هدى شعراوى بعيدًا عن رجال الوفد برغم وجود أمانة للمرأة في حزب الوفد.. وأسست الاتحاد النسائى الذى تمكنت من خلاله الإصرار على حق النساء في خاصة في المرحلة الابتدائية فنص الدستور المصرى ١٩٢٣ على فرض التعليم على الإناث أسوة بالذكور.. كما حققت مكاسب نسوية أخرى منها رفع سن الزواج للفتيات. 
تعتبر هدى شعراوى أول من وضعت اللبنة الأولى لإنشاء كيانات تطالب بحقوق النساء ولولا هذه الجهود لضاعت حقهن.. ولذا حظت حياتها ومعاركها مع رجال الوفد وتمثيل نساء مصر في الخارج بأهمية كبرى، وبالإضافة إلى مذكراتها التى صدرت مجمعة في عام ١٩٨١، والتى كشفت خلالها «شعراوي» الكثير عن كواليس السياسة، بالإضافة إلى نضالها النسوى. 
سنية شعراوى حفيدة هدى شعراوى قررت استكمال مذكرات جدتها باعتبارها إحدى رائدات الدفاع عن حقوق المرأة، صدرت المذكرات ٢٠١٢ باللغة الإنجليزية، وأصدر المركز القومى للترجمة طبعته العربية عام ٢٠١٩، بترجمة نشوى الأزهرى، وراجعه طارق النعمان، بعنوان «وكشفت وجهها: حياة أول ناشطة نسائية مصرية». 
يتناول الكتاب حياة «شعراوي» في طفولتها ما شهدته من معاناة وتفرقة وتمييز بين تربيتها وتربية شقيقها، حيث لم يتسن لها استكمال تعليمها مثله، كما حرمت من تعليم اللغة العربية التى كانت تعشقها وترغب في دراستها من أجل العمل بالمحاماة ولكن أسرتها وتقاليد المجتمع- في ذلك الوقت- حالت دون تحقيق ذلك.. لم يتوقف الأمر عن هذا الحد بل أجبرت على الزواج من أحد أقاربها الذى كان يكبرها بعشرين عاما، والذى كان يدير أموال أسرتها «على شعراوى».. لم تجعل «هدى شعراوى» هذه الأمور تقف حائلا أمام نضالها ودفاعها عن قضايا النساء وهو ما يكشفه الكتاب.. 
أما عن العنوان «إسقاط النقاب» والذى أصبح في النسخة العربية «كشفت وجهها» فيقول الدكتور طارق النعمان عن سبب تغييره مقدمته: «كشف الوجه كان النتيجة الطبيعية لسببه الذى كان إسقاط النقاب، وإن كان كشف هدى شعراوى لوجهها قد أدى في حقيقة الأمر أيضًا إلى إسقاط المرأة المصرية للنقاب داخل الفضاء العام».