الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عادل عبدالرحيم يكتب.. اكتئاب ما بعد رمضان في زمن كورونا

الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل عبدالرحيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام وأنتم بخير أعزائنا القراء .. ساعات معدودات ويفارقنا شهر الخير والغفران ، وبرغم أن كل شيء في رمضان هذا العام كان استثنائياً بداية من أجواء انتشار فيروس كورونا اللعين والإجراءات الاحترازية التي اقتضتها الضرورة بمنع التجمعات الجسدية سواء في المساجد لصلاة التراويح أو غيرها من باقي الصلوات أو اقامة موائد الرحمن .. إلى آخر هذه المظاهر الروحانية التي كانت تضفي على الشهر الكريم روح الفرح والبهجة .
وتكاد لا تخلو عيون المصريين من رغرغة الدموع الحارة حزناً وأسفاً على رحيل شهر الخير والبركة الذي يشعرون في أيامه المباركة بأحاسيس روحانية لا يمكن وصفها.. فإن كتبت لهم الحياة فهم ينعمون بالصوم والتقرب إلى الله وإن كتب عليهم أو على أحبائهم الموت فإنهم تطمئن أفئدتهم على فقيدهم رجاءً وعشماً في عفو وكرم الله بالرحمة والمغفرة لعباده .
وعلى أنغام وكلمات الأغنيات الخالدة مثل : رمضان رمضان والله بعودة يارمضان، وتم البدر بدري.. والأيام بتجري.. والله لسة بدري والله يا شهر الصيام، يشعر المصريون بثقل رهيب لكلمات هاتين الأغنيتين على نفس كل من يذوب عشقا في أيام شهر رمضان المعظم، فمنذ أن فتحنا أعيننا على هذه الدنيا ونحن لا نرى فرحة تعادل فرحة أيام الشهر الفضيل.
فرمضان شهر خير وبركة ليس على المستوى الخطابي والإنشائي، وإنما على المستوى الفعلي فهو مناسبة عظيمة للتسامح والتكافل والقرب إلى الله، ويستشعر كل من يحب هذا الشهر جمال صفائه الروحاني سواء في العبادات التي يؤديها شكرا لله على أنعمه، أو في المعاملات التي يبتغي من خلالها القرب للخالق العظيم ومساعدة المحتاجين ونزع الغل من صدور الفقراء والمساكين.
وفي شهر رمضان يشعر الذين في قلوبهم خير بجرعة أمن وطمأنينة غير عادية، وكيف لا وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار إلا من حرم من رحمة الله وغفرانه .. فمن منا لا يغفر لجاره "لأجل خاطر رمضان"، ومن منا لم ينته عن فعل الذنوب إكراما وإجلالا لحرمة الشهر الفضيل، بل ومن منا لم تدمع عيناه من خشية الله وهو يودع هذا الشهر العظيم الكريم.
وفي أيام فراق رمضان هذه تنقلب الأحاسيس تماما ، فيحل الحزن والاكتئاب على الفراق محل الشوق والسعادة بالقرب من رمضان، وتظل الدموع تجري والنفس تنقبض لما ينتظرنا بعد انتهائه من ويلات، فما أصعب أن تتبدل الأحوال بعد رمضان بعد تحرير الشياطين من أغلالها وحين ترى الشر يتطاير من عيون بعض المنافقين الذين اضطروا للاستقامة في أيامه ويتشوقون لتعويض ما فاتهم من مفاسد بعد رمضان.
إلى أن يأتي العيد بفرحته التي قد تمنحنا طاقة مؤقتة للصبر على مفارقة شهر البركة والإحسان وتعيننا على انتظار رمضان القادم، ويدعو المؤمنون العاشقون لرمضان دائما أن يطرح الله البركة في أيام رمضان وغيرها وأن يجنبهم ما بعد رمضان.