تستورد مصر نحو 97% من الزيوت النباتية وهو ما يشكل تهديدا للأمن الغذائي في أوقات الأزمات على غرار ما حدث في بداية أزمة كورونا عندما توقفت التجارة العالمية وحركة الاستيراد والتصدير، الأمر الذي دفع العديد من الخبراء إلى الدعوة للاعتماد على الإنتاج المحلي.
وبالحديث عن الزيوت توقعت نقابة الفلاحين زيادة المساحة المنزرعة بالمحاصيل الزيتية هذا الموسم عن 100 ألف فدان، نظرا للاهتمام الكبير بهذه الزراعات من قبل وزارة الزراعة، بالإضافة إلى تقلص مساحات زراعة القطن المنافس القوي للسمسم في مساحة الأرض بالموسم الصيفي، وتحديد مساحات الأرز بمحافظات بعينها وأحواض معينة أفسح المجال لزراعة السمسم، فضلا عن توفير أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض وزيادة البرامج التوعوية لزراعة ورعاية المحصول.
وفي هذا السياق، يرى الخبير الزراعي محمد صبحي، أن الاهتمام بالمحاصيل الزيتية تعد خطوة إيجابية من قبل الحكومة لما لها من أهمية استراتيجية.
أكد الخبير الزراعي أهمية تشجيع المزارعين على مزيد من التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية وعلى رأسها السمسم الفول السوداني، وبذرة القطن والذرة الشامية وفول الصويا ونبات الكانولا، لأن هذه المحاصيل شهدت عزوفا في السنوات الماضية نظرا لغياب الرؤية عن هذه المحاصيل، واشتداد وتيرة الاستيراد التي تراوحت من 95: 97 %.
ودعا صبحي إلى ضرورة العمل على حل مشكلات المحاصيل الزيتية بشكل عاجل، من خلال تسعير مناسب لهذه المحاصيل، بما يحقق هامشا جيدا من الربح للمزارعين، لافتا إلى ضرورة إنشاء مصانع للزيوت على أرض مصر من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع الزيوت الذي أصبح يشكل مسألة أمن غذائي وقومي لمصر.
من جهته، أكد الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، أن العالم بلا شك أدرك أن الصناعات المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي أصبح واجبا في الآونة الأخيرة، ولذا يجب العمل على تعظيم الصناعات المحلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي سواء في المحاصيل أو في الصناعات التي تنتج السلع الأساسية.
وأضاف الدمرداش، أن التصنيع المحلي سيكون طوق النجاة للعديد من الدول التي عانت من أضرار تفشي فيروس كورونا المستجد، ومن يستطع أن يحقق اكتفاء ذاتيا من المحاصيل والسلع الأساسية هو من سينجو من الأزمات الطارئة التي أصبحت تجتاح العالم فترة بعد أخرى.
